كثيرا ما تتوشح كلمة تعيس الحظ أفكارنا ومنطوقنااليومي كتعبير لمن توغل في الحياة وسقط في مطباتها وذاق الويل من صعابها وتجرع آلامها وتاه في دهاليزها، وعلى النقيض من ذلك عند رؤية شخص سعيد راضٍ مستريح نردد بثقة مبالغة يا له من شخص محظوظ فما هو الحظ؟
فما هذه الكلمة التي ترفع وتهبط من تشاء؟
ولو فكرنا قليلا لهذه العبارة التي نتداولها بإسراف كبير لربما وجدناها الوجه الآخر لكلمة القدر اي انه حدث عشوائي يقع للمرء دون تخطيط او توقع وقد يكون هذا الحدث ايجابيا او سلبيا ولكن البعض يربطه بالإيمان والخرافة مثل الرومان الذين اعتقدوا ان الحظ تجسد في الإلهة (فورتونا)!.
اما الفيلسوف اليوناني ارسطو وهو اول من نطق بالمبدأ الاساسي للفلسفة الغربية ككل منذ عام( 350 ق.م ) تقريبا وصار معروفا بالمبدأ الارسطي للسببية ونسميه اليوم قانون السبب والنتيجة وينص هذا القانون على ان كل ما يحدث وراءه سبب ما،فالنجاح ليس امرا عارضا وكذلك الفشل ليس حادثة عشوائية.
فإن ما يحدث لك لا تحكمه المصادفة او الحظ بل هو ثمرة قانون غير قابل للتغير، ورأي ارسطو هو الاقرب لرأي الإسلام فكلمة الحظ غير موجودة في اسلامنا وطبقا لتعاليمنا الدينية لا يوجد شيئا يحدث لمجرد المصادفة وإنما لكل شيئا سببا إن كان خيرا أو شرا كل شيء في الكون يحدث وفق نظام دقيق متقن وقائم على سلسلة من علله فما عليكم سوى ازاحة الستار لرؤية سلسلة العلل حيث سيثبت ان كلشيء لم يكن صدفة، ومن أجل معالجة هذهالإشكالية لابد من توسيع مدارك الأفراد تجاه العلل،والالتفات إلى العلل الروحية والمعنوية، بالإضافة إلىالعلل المادية والظاهرية، وأن لا نغضّ الطرف عنأهمية تأثير الأجيال السابقة على الأجيال اللاحقةكما أن القرآن الكريم وروايات أهل البيت ترى أنأساس المشاكل والمعوقات واضطراب الأمور الحياتيةتكمن في عدم طاعة أوامر الله تعالى، وتذكّر الإنسانبأن ما يصيبه من السوء والأذى ناجم من أخطائهوذنوبه، وأنه ما من ذنب مهما كان صغيراً إلا وهوفي كتاب مبين. وقد ذكرها رب العزة وجلال بآيات كما وجاءت بأحاديث اهل بيت النبوة نذكر منها بأيجاز قوله الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْنَفْسِكَ﴾ (النساء: 79)، ويقول في آية أخرى: ﴿وَمَا أَصَابَكُممِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ (الشورى: 30). ويقولأمير المؤمنين علي(عليه السلام) (تَوَقّوا الذنوب فما مِن بليّةولا نقص رزقٍ إلا بذنب، حتى الخدش، والكبوة،والمصيبة) (الصدوق ,الخصال)
كما قال الإمام الباقر(عليه السلام) (ما من نكبةٍتصيب العبدَ إلا بذنبٍ» ) (وسائل الشيعة)
اضافةتعليق
التعليقات