كتبتُ كثيراً... ملأت الدفاتر... والأوراق... والملفات...!! حملت هذه المساحات البيضاء... بما لاتطيق..!! وقليلاً... مـا حاولت ان أتساءل ماجدوى هذا النزف.. من يقرأ هذه التراتيل الذاهبة بي نحو التعب.. نحو الاحتراق الفوري.. نحو الانطفاء من دون إسعافات أولية.. ومن دون حتى ان يُحثى على ناري التراب.. يقولون ان الرمل المُبلل بـالماء يُطفئ اللهب.. لـكن لـهيب الـبوح لا يوجد لهُ علاج.. مـاعدا الانغماس أكثر في الكتابة.. والاستسلام لـرعاف قلم لا ينضب وهذا التوغل أستوقف أحبُ مخلوق في وجه الأرض على قـلبي.. انها أمــي... لـم ينطق لساني كلمة أمي منذ عشرة سنوات لقد نسيتُ هذه الكلمة نطقاً ولـكن في القلب مكانها، محفورة بـداخله لـن يمسها غبار الزمن أبداً ولـن تبعثرها رياح مهما كانت قوتها...
رحلت وتركتني وحيدة في هذا العالم الغريب..
يـاأمـي.. سـأكتب لكِ.. وأنا أعرف أن كتابتي إختراق غير مأمون المشاعر..
لـتفاصيلك ِالرائعة.. لـذاتكِ الملائكية.. لـروحكِ النقية..
يـاأمـي.. ذات ليلة.. أشتقت لكِ.. حملني الخوف مالا تطيق روحي..
رغبة في الـبُـكاء اجتاحت عواطفي..
غُربة... مكان... وزمان... وروح... وذاتُ... أستوحشتني في غرفتي أخايل وجهكِ الحبيب... يـنور ظلمة المكان... يانبض الروح... ياحنايا القلب... ياترتيلة الصباح... وانشودة السلام... كـم اشتاقكِ..
أريدكِ أن تضعيني بين اضلاعكِ لأتنفسكِ من الأعماق..
أريد أن ابادلكِ الموت.. بـحياة... المرض... بـعافية... والحزن... بـفرح
همسة... لأرق مخلوق..
مـاذا سأهديكِ وأنا لا أملك غير الكلمات.. محبتي هي كلماتي.. أمـي مع ثقل المشاعر والحب المزروع لكِ في داخل الأعماق..
أريد أن اهمس.. فقط.. إنكِ موشومة في كل خلايا الجسد..
أحـبـكِ.. أحـبـكِ.. أحـبـكِ.. قليلة جداً هذه الكلمة امام هامتكِ العالية.. أمـي.. أقتربي.. أكثر أريد أن أقبلكِ.. وأقبل حتى ظلالكِ..
أمـي.. أهمسها وتنتشي بي الروح..
أمـي.. لـماذا ذهبتِ ولن تعودي مجدداً؟
أمـي.. لـماذا تركتِ أبنتكِ الصغيرة؟
بـكيتُ كثيراً.. من بعدكِ يـاأمـي
عشتُ.. ذليلة في هذه الدنيا
أنطفأ النور في حياتي عندما تركتني أنتِ..
لـم أكمل دراستي كما كنتُ أتمنى منذ طفولتي..
ليس هناك من يشجعني في حياتي..
لم يقف أحد بـجانبي عندما أشعر بـالحزن..
لم أشعر بالسعادة يوماً بعد رحيلكِ عني..
لـماذا تركتني وحيدة في هذا العالم المتوحش يـاأمـي؟
عودي لـي أرجوكِ فـأنـا مشتاقة إليكِ..
اضافةتعليق
التعليقات