• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رحلة إلى سويسرا: شعب يقدس احترام الوقت

بشرى حياة / الخميس 08 حزيران 2017 / منوعات / 2813
شارك الموضوع :

يستمد أبناء سويسرا معاني السعادة الحقيقية من فكرة مفادها أن الحياة تكشف عن حقيقتها في الوقت المناسب، وبشكل فعال جداً، وهو ما يكشف بعض السما

يستمد أبناء سويسرا معاني السعادة الحقيقية من فكرة مفادها أن الحياة تكشف عن حقيقتها في الوقت المناسب، وبشكل فعال جداً، وهو ما يكشف بعض السمات التي تميز الشعب السويسري.

ومع احتفاظ بعض البلدان بصورها النمطية، لا تزال تلك الصورة النمطية المتعلقة بسويسرا دقيقة تماما. فذلك الشعب الذي يسكن أبناؤه جبال الألب يتمتع بكفاءة عالية في أداء الأعمال، ويعرف سكانه بالانضباط الشديد في المواعيد، كما أنهم يتميزون بالنظافة.

لكن الناس من أمثالي، ممن اعتادوا التأخر، وعدم الكفاءة، ناهيك عن اللامبالاة، يتولد لديهم خليط من المشاعر مثل الرهبة، والراحة، وبعض التوتر، عند زيارة سويسرا.

وبالنسبة لأبناء سويسرا، لا تعد دقة المواعيد مجرد شيء جمالي، أو من كماليات الحياة، بل إنها مصدر للرضا لديهم.

ويبدو أن السويسريين يطبقون تعريف الفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور للسعادة على أنها "غياب البؤس" وهم يستمدون السعادة الحقيقية من فكرة مفادها أن الحياة تكشف عن حقيقتها في الوقت المناسب.

كلما زرت سويسرا، أمر بعدة مراحل من ردة الفعل فيما يتعلق بدقة المواعيد. في البداية يشعرني هذا الأمر بالسعادة، خصوصاً إذا كنت قادماً من إيطاليا المجاورة، أو فرنسا، حيث هناك مرونة في مسألة المواعيد.

وعلى النقيض من ذلك، الحياة في سويسرا أكثر صرامة، فإذا قال لك أحدهم إنه سيقابلك في الساعة الثانية فإنه يصل في الساعة الثانية بالضبط، غير متقدم ولا متأخر، ولو بمقدار دقائق معدودة. ويعجبني ذلك الأمر، لكن لفترة معينة. ثم يبدأ ذلك في إحداث إزعاج بالنسبة لي.

فالدقة المتناهية في المواعيد تشعرني بأنها نوع من البخل، وأجد نفسي متفقاً مع الكاتب البريطاني إيفلين ووف الذي قال إن دقة المواعيد هي "فضيلة من يشعرون بالملل".

لكن ذلك ليس منصفاً، وفي النهاية، اعتدت دائماً على تقدير دقة المواعيد لدى السويسريين لما تعنيه لديهم من تعبير عميق عن إظهار الاحترام للآخرين.

فالإنسان الملتزم بالمواعيد بدقة هو إنسان موقر، ويحترم الآخرين. فحضور السويسري في الوقت المحدد يعني أنه يقول لك: "أنا أقدر وقتك، وبالتالي أقدرك".

وليس من قبيل المصادفة أن السويسريين هم صانعوا الساعات ذات الشهرة العالمية. لكن من جاء أولا، الالتزام الدقيق بالمواعيد، أم الساعات الدقيقة ذات الكفاءة العالية؟

من الصعب الإجابة، لكن النتيجة واحدة، فهذا شعب تسير عنده القطارات، وكل شيء آخر، في الوقت المحدد بالضبط.

"هل رأيت مراحيضنا العامة؟" سألني داييتر، وهو طبيب سويسري جمعني به لقاء بعد ظهيرة أحد الأيام في جنيف. وأضاف: "إنها نظيفة جدا".

إنه محق، فالمراحيض العامة في سويسرا نظيفة جدا بالفعل، كما هو حال كل شيء آخر.

في بعض البلدان، يعد شرب ماء الصنبور بمثابة انتحار. أما في سويسرا، فإنه من الرقي أن تشرب من ماء الصنبور، لأن الماء يأتي من ينابيع طبيعية.

كيف نفسر هذه النظافة والدقة في المواعيد؟ لا أحد يعرف على وجه التحديد. لكن النظرية السائدة تقول إن ذلك يستمد تاريخياً من التضاريس الجبلية الوعرة للبلاد، وطبيعة الزراعة المتعلقة بذلك.

فإذا لم تزرع محاصيلك هنا في توقيت محدد، وتحصدها في توقيت محدد، فإنك ستعاني من المجاعة.

وقد أصبح الالتزام بدقة المواعيد مع الأسف فنا يتلاشى في كثير من أنحاء العالم. وتعد الهواتف النقالة مسؤولة جزئياً عن ذلك. فنحن نشعر بأننا لسنا مرغمين على الحضور في الوقت المحدد إذا كان بإمكاننا أن نرسل رسالة نصية نقول فيها إننا سنتأخر لعدة دقائق. لكنني لا أشعر أن ذلك يحدث في سويسرا.

تقول سوزان جين غيلمر، كاتبة أمريكية عاشت في مدينة جنيف طوال السنوات الـ 11 سنة الأخيرة، بنوع من الذهول: "لم يحدث أن صادفت سيارة أجرة تصل متأخرة، فهي لا تصل إلا في الوقت الذي ينبغي أن تصل فيه بالتحديد".

وتعبر غيلمر عن دهشتها، على سبيل المثال، عندما اشترت ثلاجة، وحددت لها الشركة مدة ساعتين لإيصال الثلاجة إلى البيت، والتزمت بدقة بذلك الموعد.

لقد غيرتها سويسرا، فبعد أن كانت معتادة على التأخر في مواعيدها، أصبحت غيلمان الآن ملتزمة بدقة في مواعيدها. وتقول وهي تبدو وكأنها سويسرية حقاً: "أشعر باحترام كبير لوقت الناس".

لكن الجانب الآخر هو عندما تزور غيلمر نيويورك، مدينتها الأصلية، تشعر بالإنزعاج من قلة الالتزام بالمواعيد، كالحافلة التي تصل متأخرة مدة 15 دقيقة عن موعدها الأصلي، أو لا تصل على الإطلاق، أو الأصدقاء الذين يصلون إلى المطعم متأخرين بنحو نصف ساعة.

وتقول: "أصدقائي يقولون لي 'سوزان، هذه ليست سويسرا، هدئي من روعك'. لكنني أشعر بالإنزعاج من تأخر الناس".

لكن مسألة دقة المواعيد ليست خالية تماما من بعض السلبيات. فأحد سلبياتها أن تخلق نوعاً من الشعور بأن أحداً يلاحقك. فالمقاهي في سويسرا تبدو مكتظة في الرابعة بعد الظهر من كل يوم، لأن الجميع يأخذون استراحة لتناول القهوة في الرابعة تماماً.

وفي البنايات السكنية، يقيد السكان بمواعيد منضبطة للحصول على بعض الخدمات، كاستخدام الغسالة على سبيل المثال.

كما تولد الدقة المتناهية في المواعيد نوعاً من التوقع، وإذا لم يصدق ذلك التوقع، تحدث خيبة أمل. ففي تلك المناسبات النادرة التي لا تجري فيها الأمور على ما يرام، ويحدث تأخر ما، يشعر السويسريون بالضيق والغضب.

في الآونة الأخيرة، ساد الانفعال في البلاد بسبب الأخبار عن أن 87.5 في المئة من القطارات التي تديرها الهيئة الفدرالية للسكك الحديدية تصل في ظرف ثلاث دقائق من وقتها المقرر، وهي نسبة أقل من تلك المتوقعة، والمقررة سلفا بـ 89 في المئة.

لكن ربما كان لذلك الغضب بعض الفوائد. فسويسرا منافس عنيد في مجال دقة المواعيد. وفي اليابان، تجعل القطارات السريعة المعروفة باسم "شينكانسن" القطارات السويسرية تبدو متأخرة، حيث أن معدل التأخير السنوي في اليابان هو ستة وثلاثين ثانية فقط.

(بي بي سي)
العالم
الوقت
الثقة
الاحترام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    المرجع الشيرازي: الثائر بحقّك هو إحداث التغيير ضدّ الواقع الفاسد

    النشر : الخميس 27 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ممارسة الركض تجلب السعادة وتزيد الثقة بالنفس

    النشر : الثلاثاء 01 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    كيف ننظم أوقاتنا؟

    النشر : الأربعاء 24 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    آلةُ الزمن!

    النشر : الأربعاء 19 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    المعايير الأخلاقية وعلاقتها بمكافحة الفقر حسب منظور الامام علي

    النشر : الأربعاء 20 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    الامام الحسين.. رمز للإنسانية وخيمة لكل الأديان والطوائف

    النشر : الخميس 27 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1237 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 446 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 423 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 419 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 418 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1331 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1237 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 775 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة