كانت ولا زالت المرأة العراقية تعاني من بعض القيود الجاهلية التي لم يسمحوا للإسلام باستئصالها، سواء تمثلت بالحرية المفرطة أو القمع، فالاثنين هي عمل جاهل ولا تمت بشخصية المرأة ووقارها بأية صلة، فقد باتت النسوية في مجتمعنا تأخذ منحىً واقعيا أكثر من ذي قبل، فالمجتمع بات بين محورين لا ثالث لهما، إما حرية مفرطة تؤدي إلى النسوية والفساد، أو القمع المستمر وسلب حقوقها من قبل الرجال المتخلفين الذين لا يعرفون للمرأة قيمة سوى الإنجاب والخدمة.
وفي كل الأحوال الاثنين يخلقان مجتمعا متخلفا، فالحرية المفرطة وإلغاء شخصية الرجل وتلبيسها للمرأة ليست انفتاحا، فالمرأة تبقى امرأة بنعومتها ورقتها ومن غير الممكن أن تقوم بدورها ودور الرجل في آن واحد، مثلا بعض الأعمال لا تليق بنعومة المرأة وكرامتها وهي من واجب الرجل القيام بها لتوفير لقمة العيش لعائلته مهما كلفه الأمر.
وهنا لا نقصد بأن كل الأعمال لا تليق بها بالعكس الإسلام حفظ مكانة المرأة وحبب أن تفرض نفسها في المجتمع سواءً في خدمة الدين أو خدمة الأمة وأن ترفع من المستوى الثقافي والتعليمي والديني وتحاول أن تكون جزءاً أساسياً في عملية صناعة الانسان.
لكن هنالك بعض الأعمال التي تنتقص من كرامتها وتزيح انوثتها ورقتها كسائقة التكسي مثلا أو أعمال أخرى لا تتناسب مع شخصيتها الأنثوية، لهذا السبب يحاول الدين أن يحافظ على هذه الريحانة بكل الأشكال كي لا تتعرض إلى الذبول أو القطف.
أما الإنفتاح الذي نشاهده اليوم فهو انفتاح أعمى ينتقص من شخصية المرأة ويعرضها للملأ بطريقة غير لائقة، فالحركات التي تقوم بها الفتيات اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي هو حرية شخصية ولكن كيف ستكون النظرة لفتاة ترقص على أغنية معينة في برنامج التيك توك ويشاهدها ملايين من جرذان النت الفاسدة؟
هل من الممكن أن تقوم ملكة إحدى الدول بهذا الفعل؟ بالتأكيد لا، لأنه ينتقص من شخصيتها الملوكية، فكيف لملكة أن تؤدي حركات عشوائية بملابس غير لائقة ويشاهدها كذا شخص تافه وعار؟
بالتأكيد هي أرفع من أن تقوم بهذا العمل، فهي تجد نفسها غالية ووقورة وتعتز بنفسها ولا تقبل أن يراها من هب ودب بهذا الموقف الوضيع!، فهي بكل الأحوال ملكة!
إذن لماذا عندما يطرح الإسلام فكرة الاحتشام والحفاظ على شخصية المرأة ووقارها يتهمونه بالتخلف والرجعية؟، هل الدين دستور متخلف لأنه يريد من كل امرأة في هذا العالم أن تكون ملكة؟
أترك الجواب لكم.
اضافةتعليق
التعليقات