• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كائناتٍ تنتفض

فاتن الحبيب / الثلاثاء 02 حزيران 2020 / خواطر / 2700
شارك الموضوع :

ركضتُ برجلي إليها حملتها وأزحتُ الغبار المختلط بدمائها، وسقيتها قليلاً من الماء الذي في جعبتي وضمدت جراحها..

هبّت ريحٍ سوداء لا يُرى من شدّة عتمتها أي شيئ ، يتبعها غبار مضطرب ومخيف، لا يستطيع أحداً الوقوف أمامهُ..

وحبات رمل هائجة مذعورة تصطدم بصخور الصحراء الوعرة تارةً، وأخرى تأخذها الرياح كيفما تشاء..

كل شيئ بات مظلما، حتى الشمس فقدت السيطرة على توازنها وشعاع نورها، تشرق مرة وتبعث ضيائها ليدخل التفاؤل والأمل في القلوب والأرواح الباهتة، وأخرى تختبئ خلف السحب الغاضبة التي عكر صفوتها صوت الرعد الذي يدل على أن هنالك شيئ مبهم، جعل الكائنات تضطرب!.

جذبني ذلك الطائر الحزين الذي يرتفع إلى السماء ومن ثم يهبط  إلى الأرض بقوة وهو يحمل شيئ ما في منقاره!.

ماذا يجري؟

ما الذي يحدث هنا؟

الجميع مذهول ومنزعج من حدوث شيئ مشؤوم لن أفهمه!

وقفتُ متحيرة أين أذهب ياتُرى؟  من يخُبرني بحقيقة ما يحصل؟

وإذا بي أسمع صوت ضعيف مختنق بحثتُ عنهُ وإذا بهِ هديل حمامة  مكسور جنحها وتنزف جراحاتها..

ركضتُ برجلي إليها حملتها وأزحتُ الغبار المختلط بدمائها، وسقيتها قليلاً من الماء الذي في جعبتي وضمدت جراحها..

فوضعتها على الأرض بهدوء، وجرتُ بأذيال الحسرة والخيبة واليأس..

وتمتمتُ بقواميس الوحي والنبوة..

( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلمُ من الله ما لا تعلمون).

وإذا بالحمامة تنفض غبار عجزها وضعفها وآلامها وتحلق بنشاط وحيوية في قلب السماء،

وكأنها تقول لي أتبعيني لأريكِ سبب جزع الكون وحزن النباتات والجمادات وبكائهم!.

فهرولتُ بجنون خلف الحمامة..

أقوم مرّة وأسقط  تارة أخرى..

ولم أستطع جمع أفكاري وعلامات الإستفهام التي نخرت رأسي؛ وتكاد أن تفجر عقلي

ما إن أنهيت الطريق إلّا وقد ذهلت من هول المنظر!.

هنا كانت الطامة الكبرى،

هنا المصيبة العظمى

هنا وقعت الواقعة

من تجرأ على هذا؟!

هل هو من الإنس أم من الجن أم من الحيوانات المفترسة؟!

إني أرى أربعة أقماراً  سقطت وانتثرت على الأرض،

وأصبحت تراباً متلألأً كالنجوم في ليلةٍ ظلماء!

أرى كفرة فجرة هدموا ودمّروا أضرحة أولياء الله وأحبائه وهتكوا حرمتهم.

وسلبوا ونهبوا كل شيء فيه!

فأصبح فقط التراب يظلل لهم حرارة الشمس المحرقة..

 وحمام البقيع الغرقد يغبطه على مكانته..

فيعفر وجنتيه بحباته الطاهرة

إني أغبطك أيها الحمام إنك تستطيع أن تعفّر وجنتيك بقبور ساداتك الأطهار، وتوسم ملامحك بحبات ذلك اللؤلؤ الترابي الذي يسطع منه نور الإمامة..

يالهُ من منظر رهيب..

هنيئاً لذلك الحمام يستطيع تقبيل تراب قبورهم الطاهرة

آه لتلك الأضرحة لطالما كانت بلسماً لجراح المحبين..

آه لتلك الأروقة لطالما كانت ملجئاً للهاربين..

آه لتلك المآذن لطالما كانت منبع الطمأنينة والسكينة في قلوب المحبين..

اللهم عجل للمنتقم ليأخذ الثأر ويعم القسط والعدل في الكائنات.. بحق محمد وآله الطاهرين..

البقيع
الانسانية
الحزن
اهل البيت
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين

    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    آخر القراءات

    متلازمة التريند.. الشعب العراقي في خطر

    النشر : الخميس 24 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    سفرة رمضان: رمضان يجمعنا

    النشر : الخميس 01 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    النشر : الأربعاء 16 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الابداعات المنطقية في الخطبة الفدكية

    النشر : الأحد 13 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    كيف يصبح المؤمن فطناً.. جلسة الكترونية تقيمها جمعية المودة

    النشر : الخميس 17 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    ثقافة الصحفي وكفاءته المهنية

    النشر : السبت 01 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 880 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 767 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 445 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 374 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 346 مشاهدات

    الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.. أهم النصائح التي تخلصك من الأعراض

    • 329 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1352 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1215 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1062 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى
    • الثلاثاء 19 آب 2025
    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد
    • الثلاثاء 19 آب 2025
    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين
    • الثلاثاء 19 آب 2025
    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي
    • الثلاثاء 19 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة