• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كائناتٍ تنتفض

فاتن الحبيب / الثلاثاء 02 حزيران 2020 / خواطر / 2518
شارك الموضوع :

ركضتُ برجلي إليها حملتها وأزحتُ الغبار المختلط بدمائها، وسقيتها قليلاً من الماء الذي في جعبتي وضمدت جراحها..

هبّت ريحٍ سوداء لا يُرى من شدّة عتمتها أي شيئ ، يتبعها غبار مضطرب ومخيف، لا يستطيع أحداً الوقوف أمامهُ..

وحبات رمل هائجة مذعورة تصطدم بصخور الصحراء الوعرة تارةً، وأخرى تأخذها الرياح كيفما تشاء..

كل شيئ بات مظلما، حتى الشمس فقدت السيطرة على توازنها وشعاع نورها، تشرق مرة وتبعث ضيائها ليدخل التفاؤل والأمل في القلوب والأرواح الباهتة، وأخرى تختبئ خلف السحب الغاضبة التي عكر صفوتها صوت الرعد الذي يدل على أن هنالك شيئ مبهم، جعل الكائنات تضطرب!.

جذبني ذلك الطائر الحزين الذي يرتفع إلى السماء ومن ثم يهبط  إلى الأرض بقوة وهو يحمل شيئ ما في منقاره!.

ماذا يجري؟

ما الذي يحدث هنا؟

الجميع مذهول ومنزعج من حدوث شيئ مشؤوم لن أفهمه!

وقفتُ متحيرة أين أذهب ياتُرى؟  من يخُبرني بحقيقة ما يحصل؟

وإذا بي أسمع صوت ضعيف مختنق بحثتُ عنهُ وإذا بهِ هديل حمامة  مكسور جنحها وتنزف جراحاتها..

ركضتُ برجلي إليها حملتها وأزحتُ الغبار المختلط بدمائها، وسقيتها قليلاً من الماء الذي في جعبتي وضمدت جراحها..

فوضعتها على الأرض بهدوء، وجرتُ بأذيال الحسرة والخيبة واليأس..

وتمتمتُ بقواميس الوحي والنبوة..

( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلمُ من الله ما لا تعلمون).

وإذا بالحمامة تنفض غبار عجزها وضعفها وآلامها وتحلق بنشاط وحيوية في قلب السماء،

وكأنها تقول لي أتبعيني لأريكِ سبب جزع الكون وحزن النباتات والجمادات وبكائهم!.

فهرولتُ بجنون خلف الحمامة..

أقوم مرّة وأسقط  تارة أخرى..

ولم أستطع جمع أفكاري وعلامات الإستفهام التي نخرت رأسي؛ وتكاد أن تفجر عقلي

ما إن أنهيت الطريق إلّا وقد ذهلت من هول المنظر!.

هنا كانت الطامة الكبرى،

هنا المصيبة العظمى

هنا وقعت الواقعة

من تجرأ على هذا؟!

هل هو من الإنس أم من الجن أم من الحيوانات المفترسة؟!

إني أرى أربعة أقماراً  سقطت وانتثرت على الأرض،

وأصبحت تراباً متلألأً كالنجوم في ليلةٍ ظلماء!

أرى كفرة فجرة هدموا ودمّروا أضرحة أولياء الله وأحبائه وهتكوا حرمتهم.

وسلبوا ونهبوا كل شيء فيه!

فأصبح فقط التراب يظلل لهم حرارة الشمس المحرقة..

 وحمام البقيع الغرقد يغبطه على مكانته..

فيعفر وجنتيه بحباته الطاهرة

إني أغبطك أيها الحمام إنك تستطيع أن تعفّر وجنتيك بقبور ساداتك الأطهار، وتوسم ملامحك بحبات ذلك اللؤلؤ الترابي الذي يسطع منه نور الإمامة..

يالهُ من منظر رهيب..

هنيئاً لذلك الحمام يستطيع تقبيل تراب قبورهم الطاهرة

آه لتلك الأضرحة لطالما كانت بلسماً لجراح المحبين..

آه لتلك الأروقة لطالما كانت ملجئاً للهاربين..

آه لتلك المآذن لطالما كانت منبع الطمأنينة والسكينة في قلوب المحبين..

اللهم عجل للمنتقم ليأخذ الثأر ويعم القسط والعدل في الكائنات.. بحق محمد وآله الطاهرين..

البقيع
الانسانية
الحزن
اهل البيت
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    العقم.. رحلة صبرٍ خطها القدر

    النشر : الخميس 27 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    حقائق وخرافات عن التهاب الكبد الفيروسي

    النشر : الأربعاء 27 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    شـعـبـان والاقـمـار الـمـنـيـرة

    النشر : الأربعاء 18 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    حلوى المولد وغيابها في ظل حرب السودان

    النشر : الأحد 24 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    المطالبة بالحقوق في منهج الامام علي

    النشر : الثلاثاء 19 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    شريكة بيت الوحي

    النشر : الأثنين 17 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3335 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 439 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 346 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 345 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 309 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 300 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3335 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 6 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 6 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 6 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة