في كل يوم من حياتك أخبر نفسك ماذا تريد؟ أعلنه لنفسك وكأنك تملكه وأكملته. يوجد عدة قوانين للعقل منها قانون للجاذبية، وقوانين أخرى عديدة في علم الفيزياء وعلم النفس، ولكن هناك أيضاً قوانين روحية كقانون السبب والنتيجة: ما تقدمه للعالم يعود إليك بشكل أو بآخر.
نجد أيضاً قانوناً للعقل، هو أن كل ما نقوله أو نفكر به من كلمة أو جملة أو عبارة، يخرج منا.. حتماً سيعود إلينا، يدخل قانون العقل ثم يعود بشكل خبرة أو نتيجة.
أن نتعلم الإرتباط الموجود بين الجهة العقلية والجهة الجسدية نكون قد بدءنا في فهم كيف يعمل العقل وبإدراك أن أفكارنا خلاقة ولها إمكانية عظيمة في التأثر على حياتنا، فهي تركض في عقولنا بسرعة البرق ويصعب علينا فلترتها بشكل صحيح، أما حركة شفاهنا فهي أبطأ فإذا بدأنا بتعديل حديثنا من خلال الإستماع إلى ما نقوله، بالتالي هي الخطوة الأولى لتشكيل أفكارنا وتجنب الكلام السلبي.
هناك قوة هائلة في كلمتنا الملفوظة معظمنا لا يدركها، فلنعتبر أن الكلمات هي أساس كل ما نبنيه في الحياة، نحن نقول الكلمات ولكننا نادراً ما نفكر ملياً بما نقوله أو بالطريقة التي نقوله بها، كما لا نختارها بالتأنِ المطلوب.
في صغرنا، تعلمنا القواعد في صياغة الجمل الصحيحة ولكن للأسف لم يعلموننا كيف نتكلم بشكل مناسب جوهرياً مع الآخرين، ونجزم بأن القواعد دائمة التغير بما هو ملائم في جملة ما قد لا يكون مناسباً في جملة أخرى مع ذلك، لا تأخذ القواعد بعين الإعتبار معاني الكلمات وكيف تؤثر على حياتنا.
لم أتعلم في المدرسة أن الكلمات التي أختارها في حديثي هي المسؤولة عن تجاربي في الحياة وأن أفكاري خلاقة وقادرة على إعطاء حياتي شكلاً ونمطاً خاصين بها. إن هدف هذه القاعدة الذهبية هو تعليمنا أن في الحياة وهي مذكورة في عشرات الأحاديث عن أهل البيت عليهم السلام وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ "أفضل الإيمان أنْ تُعمل لسانك في ذكر الله عزّ وجلّ، وأن تقول خيراً أو تصمت...".
فكل ما تقدمه للحياة أو تقوله يعود إليك، جدير بالذكر أن بعض العادات السيئة غزت المجتمع عامةً فكن أنت التغير بإيقافك تداول الأخبار والأحداث السيئة المؤثرة سلباً على نفسيةً الآخرين وأسعى إلى أن أنشر الأخبار الإيجابية والبناءة. عندما تخرج مع أصدقائك، أعر إنتباهك إلى حديثهم وإلى الطريقة التي يتكلمون بها، ولاحظ إن كان بإمكانك التواصل معهم على مستوى حديثهم وركز بالطاقة التي ينقلوها لك، العديد من الناس يركزون كلامهم على عبارة «علي أن»، وهي عبارة تقلل من حرية الإنسان والذين يستخدمون هذا المصطلح عالقون في حياة ثابتة وقاسية لا تسمح لهم بالخروج منها، يريدون التحكم بأمور عديدة لا يمكنهم التحكم بها ولا يسهلون علاقاتهم مع غيرهم.
علينا إزالة عبارة «أنا مجبرة على، علي أن» وغيرها من صيغ الإلزام من أحاديثنا ومن تفكيرنا، فبذلك نطلق سراح قسم كبير من الضغط الذي نمارسه على أنفسنا ومن المهم استبدال هذه العبارة بكلمة «أختار وأريد» بدلاً عن «أنا مجبر على» بهذا تكون أعمال الإنسان ثمرة خياراته. العديد منا يستعمل أيضاً كلمة
«لكن»، نقوم بتصريح فكرة معينة ثم نزيد عليها كلمة «لكن» فنضيع بين اتجاهين مختلفين لمسارنا ونعطي لأنفسنا حلولاً متناقضة، فإنتبه إلى كلامك وإلى كيفية استعمالك لحرف الإستدراك هذا.
فأنا هو الشخص الوحيد الذي بإمكانه التفكير بعقلي كما أنك أنت الشخص الوحيد الذي باستطاعته التفكير بعقله، لا أحد يجبرنا على التفكير بطريقة مختلفة وبأفكار لا نريدها إنه محض إختيارنا، نحن نختار أفكارنا بأنفسنا وهي أساس حديثنا الذاتي. كمعلم بدأ بتطبيق هذه التعاليم وراقب كلماته وانتبه إلى أفكاره وسامح نفسه دائماً على كونه غير كاملاً محاولاً تلافي الأخطاء السابقة، أن أكون على سجيتي بدلاً من أن أكون شخصاً سمحت لآخر السيطرة عليَّ داخلياً.
خلاصة الحديث، لا تهزأ بنفسك ولا تعتبر نفسك غير صالح في الحياة، فذلك لن يقدم لك سوى تجارب سيئة وفشل متوالي كما أنه من المسيئ الهزء بالآخرين، فعقلك الباطني لا يميز بينك وبين الآخرين فهو يسمع الكلمات ويعتقد أنك تتكلم عن نفسك، كلما تشعر برغبة في السخرية من غيرك، راجع مشاعرك حيال نفسك، فبدل من أن تهزأ بالآخرين إذكر إيجابياتهم وأشد بميزاتهم، وخلال فترة قصيرة ستلاحظ تغييراً كبيراً في نفسك.
اضافةتعليق
التعليقات