• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

القبر المخفيّ.. ظلامة أخرى

خديجة الصحاف / الخميس 04 نيسان 2024 / حقوق / 1356
شارك الموضوع :

يومان وليلتان هما الفاصل الزمني بين جرح الإمام (عليه السلام) واستشهاده، كان وقتاً عصيباً على الهاشميين

لو لم يمُتْ الإمام علي (عليه السلام) من قوة ضربة ابن ملجم لمات من أثر السم؛ فقد وصف اللعين ضربته بقوله: "فوالله لقد اشتريتُ سيفي هذا بألف وسممتُه بألف، ولو كانت ضربتي هذه لجميع أهل الكوفة ما نجا منهم أحد"!.

يومان وليلتان هما الفاصل الزمني بين جرح الإمام (عليه السلام) واستشهاده، كان وقتاً عصيباً على الهاشميين؛ مثقلا بالهمّ والبكاء والترقّب الموجع للقلوب .

أما الإمام (عليه السلام) فقد كان هادئاً مطمئناً ثابت الجَنان -كعادته- لم يستسلم لجرحه المميت، وألمه الرهيب، لم يغفل عن دوره كإمام مهمته هدايه الأمة؛ فرغم ظرفه الحرج كان يعطي للناس دروس الصبر، والشكر، والعفو، والإحسان، والعدل!

كانت ساعاته الأخيرة مفعمة بالوصايا التي تُعتَبرُ منهجا متكاملا ودستور حياة، كان عليه السلام يكابد آلامه ليضع بين يدي رعيته آخر كنوز هدايته؛ فلو لم يوصي الإمام طوال حياته إلا بتلك الوصايا لكانت كافية لترسم للأمة طريق الرشد والنجاة.

وعندما حانت ساعة الرحيل، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتعرج روحه المقدسة إلى بارئها أوضح لبنيه طريقة تشييعه ودفنه: "إذا أنا متُّ فاحملاني على سرير ثم أخرجاني واحملا مؤخر السرير فإنكما تكفيان مقدمه ثم إتياني الغريين فإنكما ستريان صخرة بيضاء تلمع نورا فاحتفرا فيها فإنكما تجدان فيها ساجة فادفناني فيها" .

فحملوه تحت جنح الظلام، تقودهم خطى الملائكة، أودعوه مثواه الأخير سرا، وأخفوا موضع قبره كما أوصاهم !.

كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعلم أن دولة القاسطين ستقام وشيكا، وستحكم الشجرة الخبيثة أمّة الإسلام، تلك الدولة التي تُدين لله ببغض عليّ، وتتقرب إليه بلعنه على منابرها، وفي أعقاب صلواتها، فلا يأمن أن تُنتهك حرمة قبره الشريف! وبهذا بدأ فصل جديد من فصول الظلم للوصيّ !.

فكم حينٌ من الدهر مرّ على الأمة وقبر عليّ (عليه السلام) مجهول لا يعرف موضعه إلا الأئمة من ذريته، وكم أبقى أعداؤه في ذاكرة الأجيال من المعرفة بمكانته وسابقته في الإسلام؟

لقد اجتهد الأمويون، وتفنّنوا في مشروعهم لطمس ذكرى عليّ (عليه السلام)، وازالتها عن خارطة الوجود، وساروا على خطى من سبقهم في محاربة سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي تذكر فضائله ومناقبه، وتلزم الأمة بإمامته وطاعته، نكّلوا بشيعته التي تردد تلك المناقب وتتغنى بها ليلا ونهارا.

فعندما استلم معاوية الحكم رفع مذكرة إلى جميع عمّاله وولاته جاء فيها: "انظروا إلى من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه".

وشفع ذلك بنسخة أخرى جاء فيها: "من اتهمتوه بموالاة هؤلاء القوم فنكّلوا به واهدموا داره"، فكان شيعة الكوفة أشدّ الناس بلاء بهذه المراسيم الجائرة .

وتصاعدت وتيرة الإرهاب ضد شيعة أهل البيت ففي مرسوم آخر للخليفة الأموي جاء فيها: "برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته " .

ولأن الناس على دين ملوكها صار الخطباء في كل ولاية، وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرأون منه، وينسبون له كل منقصة، وصار وعّاظ السلطة يتقرّبون إلى أسيادهم بوضع الأحاديث الكاذبة في ذمّ عليّ (عليه السلام)، وفي مدح أعدائه، فكثرت الروايات في فضلهم ومناقبهم كذباً وافتراء على الله ورسوله، وشاعت وتداولها الناس حتى صارت أمرا واقعا .

ومن أغرب ما روي في التزلّف إلى الحكام ببغض عليّ (عليه السلام) دخول أحدهم على الحجاج مناديا: "أيها الأمير إن أهلي عقّوني وسمّوني عليا وإني فقير بائس وأنا إلى صلة الأمير محتاج فتضاحك له الحجاج وقال: للطفِ ما توسّلت به قد وليتك موضع كذا".

قرن من الزمان وقبر الإمام علي (عليه السلام) مخفيّ لا يعرف موضعه سوى الأئمة الذين كانوا يزورونه سرا؛ حتّى أظهره الإمام الصادق (عليه السلام)، عندما استدعاه المنصور العباسي إلى الحيرة، فمرّ على أرض الغريّ، وزار جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان برفقته صفوان الجمّال، وبعد الزيارة أذن لصفوان أن يعرّف الشيعة بموضع القبر، وأعطاه بعض الدراهم لإصلاحه .

ومنذ ذلك الوقت صار الشيعة يزورون قبر إمامهم، يقرؤون الزيارات المأثورة عن أبنائه المعصومين، الزاخرة بذكر مناقبه وفضائله، الهادفة إلى إنصافه وإحياء ذكره خصوصا زيارة الغدير المروية عن الإمام علي الهادي والتي تعتبر سردا كاملا لتأريخ الإمام عليّ (عليه السلام) ومواقفه الخالدة في تشييد أركان الدين .

وها هو مرقده الشريف اليوم قبلة للعاشقين، ومهوى للأفئدة، تتزاحم ملائكة السماء على لثم أعتابه قبل الزائرين؛ لأن نور الله لا يُطفأ بأفواه الحاقدين والحاسدين، ولأن الله ينصر أوليائه ولو بعد حين.

الامام علي
الظلم
التاريخ
الشيعة
الدين
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    أطعمة قد تشكل خطرا إذا لم تطبخ جيدا

    النشر : الأحد 12 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    كيف يتعامل الصائم مع "الحموضة" خلال شهر رمضان؟

    النشر : الثلاثاء 28 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    علامات وهبات لأهل الطاعة والإخلاص في زمن الغيبة

    النشر : الأربعاء 01 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    تعلم أي شيء في 20 ساعة فقط

    النشر : الخميس 11 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    ماهي فوائد وشروط العزلة الايجابية؟

    النشر : الأثنين 26 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الألعاب الحربية : هل تسهم في زيادة عدوانية الأطفال؟

    النشر : الأحد 24 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 553 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 476 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 417 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 380 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1201 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1167 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1087 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 677 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 21 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 21 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 21 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة