تتنوع محطات الحياة بين فينة واخرى نلتحق من خلالها بتجارب مختلفة تحمل بداخلها دروسا وعبر من ضمنها حب الاخرين ومساعدتهم و مؤازرة المحتاجين بالعمل التطوعي والحث على زرع هذه الصفة بين اقراننا من الاصدقاء والاقرباء وحتى الاشخاص الذين لا نعرفهم من اجل الارتقاء بواقع اجمل وافراد مجتمع ينثرون الخير اينما وجدوا.
(بشرى حياة) تأخذنا بسياحة في اليوم العالمي للتطوع للتعرف على نشاطات الشاب امير حسن عباس في هذا الجانب...
رحماء للتأهيل الاجتماعي
حدثنا الناشط الاجتماعي في قضايا الاسرة والطفل ومؤسس مؤسسة رحماء للتأهيل الاجتماعي الشاب امير حسن عباس، طالب في كلية طب الاسنان عما تقدمه المؤسسة من نشاطات متنوعة قائلا:
تأسست المؤسسة عام( 2017 ) وهي نواة لفريق تطوعي يعمل على ملف الاطفال والغاية منها هو بناء انسان صالح في المجتمع وذلك يتم من خلال الاهداف التي تبنتها المؤسسة وهو تحسين المستوى التربوي والتعليمي والجانب الديني، فضلا عن تطوير الجانب المهاراتي.
كما استهدفت المؤسسة الطفولة وبشكل خاص الايتام منهم وضحايا العمالة المبكرة ودمجهم بالمجتمع بصورة ايجابية حيث تجاوز عدد المستفيدين( 3000 ) طفل في( 12 ) محافظة عراقية.
مستويات هادفة
عملت المؤسسة على ثلاث مستويات هادفة كان الاول منها هو تأسيس مراكز تخصصية لتأهيل ضحايا العمالة المبكرة وانتشالهم من بؤرة العمل دون السن القانوني ومد يد العون لهم، حيث كان هناك تعاون مشترك بين المؤسسة مع جهات اخرى مهتمة بذات العلاقة وعلى اساسه تأسس مركز السبطين للتأهيل الاجتماعي في العتبة الحسينية المقدسة.
اما المستوى الثاني كان يختص بالقطاع الصحي حيث يتم توفير كل ما يحتاجه الاطفال من فحوصات او اجراء عمليات بالمجان في المؤسسات الصحية وتكون هناك مساهمات مالية ان لزم الامر لابتياع الادوية اللازمة ان لم تتوفر في المشفى.
فيما اختص المستوى الثالث بالتعليم ، حيث تم تخصيص منحة طلابية سنوية تستمر معهم الى التحاقهم في الجامعة ضمن القطاعات التربوية الخاصة وذلك بحسب مستوى الطالب ان كان من المميزين، وهناك ايضا تجهيزات مدرسية للأطفال الذين يلتحقون بالمدارس الحكومية تتضمن الحقائب والقرطاس وغيرها لتهيئة بيئة نفسية صالحة لهم تحثهم على الالتحاق بالمدرسة و الاستمرار بالتعليم.
مبادرات اخرى
وحول ان كانت هناك مبادرات اخرى قال امير:
لقد اقمنا مجموعة من المبادرات المجتمعة التطوعية في عدة محافظات منها مبادرة( قافلة دفء ) والتي كانت في عشرة محافظات عراقية ضمت مدينة ( كربلاء، بغداد، واسط، نيسان، الناصرية، البصرة، السماوة، الديوانية، النجف، الموصل) والفكرة منها هو ايصال الملابس الشتوية الى الاطفال الذين يعملون في التقاطعات في كل المحافظات التي ذكرتها انفا، بالإضافة الى الاطفال الفاقدين الرعاية الاسرية، فضلا عن توزيع الاغطية للمحتاجين ضمن مبادرة (غطاء).
مبادرة لحظة
واضاف : اما مبادرة (لحظة ) هي اشعار الاطفال بالأمان والاحساس بلحظة من طفولتهم المفقودة من خلال الحديث معهم والجلوس بمحاذاتهم في التقاطعات واعطاءهم الوان وورق لرسم امنياتهم عليها ليشعروا بجزء من طفولتهم المسروقة وسط زحام حياتهم المضنية وقد اجرينا هذه التجربة في ثلاث مدن الى الان.
مبادرة كدز (اطفال) وتابع امير قائلا: كما كانت لنا مبادرة انسانية اخرى ضمت اكبر عدد من الاطفال الايتام والهدف هو توفير لهم عطاء بدون الشعور باننا متفضلين عليهم فدعيناهم لمركز العفاف التجاري وتنسيق مع ادارة المركز بتوفير الالعاب وتجهيز مسابقات تفاعلية للاشتراك بها وتقديم الهدايا لكل فائز وتجهيزهم بكل ما يحتاجونه، وقد اشترك بها ( 572) طفل.
وقد نظمنا وقفة تضامنية لأجل الطفولة جمعت عشرات من اطفال العراق وسط مدينة كربلاء المقدسة للتضامن مع اطفال فلسطين ليشعروا بمأساتهم وآلامهم وهم يرفعون الاعلام العراقية والفلسطينية وينقلون من خلال الرسم لوحات معبرة عما عاشوه اطفال غزه خلال الفترة الماضية.
ختم حديثه: لم يتوانى فريق العمل بالأعمال التطوعية فقد كانت له مساهمات عديدة لنشاطات مختلفة فضلا عن الاعمال الانسانية ونحن نهدف لتقديم المزيد من العطاء املين بهذا أن نكون قد وفقنا لخدمة اكبر عدد من افراد المجتمع.
التضامن بالعمل التطوعي
الخامس من كانون الاول جاء شعار اليوم العالمي للتطوع وتعد هذه الخطوة دعوة للتضامن والعزيمة في العمل معا يد بيد من اجل مستقبل مشرق يزهو بالألق لحب الاخرين والتغير الايجابي، فقد دعت جميع المؤسسات الانسانية الى حشد المتطوعين وبث روح التضامن وتجسيد الإلهام فيما بينهم.
وحول اهمية العمل التطوعي شاركتنا الاستشارية نور الحسناوي قائلة:
يعد العمل التطوعي دليلاً على الوعي وله اهمية كبيرة واثر على الفرد والمجتمع وهو سلوك إيجابي وحضاري وسمة من سمات المجتمعات ورقيها وتقدمها.
وقد تنوعت الفعاليات بهذا الجانب منها المساعدة في القضاء على الفقر وتوفير تعليم أساسي عالمي وتعزيز العدالة بين الجنسين والحد من وفيات الأطفال وتحسين صحة الأُم والمساعدة في ضمان الاستدامة البيئية.
كما هناك مشاريع مُجتمعية تطوعية متنوعة مثل الرسم على الجدران وبناء الدور المتهالكة وتوزيع الثياب وتنظيم مسابقات كتنظيم حملات (التبرع بالوقت) التي تتضمن تعهد الأفراد بساعات من الخدمة التطوعيّة للقيام بمشاريع محددة.
وأشاد الحسناوي بجهود المتطوعين والمتطوعات الذين يبذلون جهودا كبيرة في خدمة المجتمع، وخاصة أنهم يعملون في شتى المجالات التوعوية والخدمية والاستشارية ويقدمون من مالهم وخبرتهم وعلمهم ووقتهم لخدمة مجتمعاتهم.
ودعت إلى تعزيز ثقافة التطوع، التي تسهم في تنمية المجتمع وتلبية احتياجاته إذ يعطي التطوع قيمة ومعنى ويجدد العزيمة ويكون رديفا للعمل الرسمي ومكملا له.
اضافةتعليق
التعليقات