لا أحد يذكر ما عملتِ لأجله، بل بعض الأحيان يصبح لطفك واجبك الذي لو لم تقومي به من الان فصاعدا لأصبحت مذنبة، لا أحد يذكر تلك اللحظات الصعبة التي مررت بها وفقدت روحك وأصبحت بلا لون! لا أحد يعرف متى انكسرتِ ومتى رجعت لكِ الحياة من جديد، لذلك كوني قوية لأجلك، لذلك جميل أن نراعي القوانين في معاملاتنا مع الآخرين، (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا )، هكذا أنا...
أغمض عيني عن ملذات الحياة لأنني تعودت أن أنهي نفسي عما تشتهيها، تعلمت أن أجعل الاهتمام بنفسي آخر محطة في حياتي فهناك من أولى مني بهذا، الاهتمام ولكن لكل شيء حدود ويجب علينا أن نلتزم بهذه الحدود، لأننا وبكل ألم سوف نصطدم اذ اننا قدمنا جميع ما لدينا، وليس باستطاعتنا أن نرجع الأمور الى مجراها، هم أيضا لم يعرفوا بأن ما أقوم به هو فضلا مني وليس فرضا علي!، والأسوأ من ذلك إن درجة التوقع أصبحت تزداد يوما بعد يوم وأصبح من واجبي أن أهتم بجميع الأمور وأقوم بكل صغيرة وكبيرة، في البداية كنت أتلذذ من قيامي بهذه الأمور والجميع كان يشكرني على ذلك، ولكن بعد مدة بدأت أشعر بضعف في جسمي وإرهاق في جسدي والاضطراب في روحي، فأنا لم أعد تلك الاقحوانة في ريعان شبابها بل أوشكت على الذبول.
هنا وددت أن يهتم بي أحدهم أو يساعدني في القيام بأمور البيت، كبرت العائلة وازداد عدد سكانها ومع ذلك ازداد عملي أيضا، بدأ العمل يتراكم فوق ظهري شيئا فشيئا، بت لا أَجِد وقت لأجلس حتى للحظة، أو أفكر في نفسي وما أحب، كان يبدأ يومي بغسل الصحون و طبخ الطعام ومن ثم شراء حاجيات البيت وتوصيل الأطفال الى المدرسة، العمل الشاق بدأ يفقدني صوابي وجعلني أنهار، وصلت الى نقطة الانهيار وبدأت أشعر باليأس والاحباط هل سبق وشعرت بأنك تائهة في دوامة الحياة ولا أحد يسمع صوتك؟!.
هل سبق وشعرتِ بأنك تريدين الصراخ بأعلى صوتك: أنا أيضا إنسانة؟ ولكن تصبرين، وتصبرين، من المؤكد ان أكثر النساء شعرن بهذه الصعوبات ولكن هناك نساء استطعن أن يتجاوزن هذه المرحلة وهناك من غرقن في محيط اليأس لذلك اذا أنت من هذا النوع اتبعي هذه الخطوات:
لا تقتلي نفسك وكوني منصفة مع نفسك ومع بيتك اهتمي ببيتك لأن هذا من حقك، ومن حق زوجك وأطفالك أن يعيشوا في مكان نظيف ولكن أستعيني بهم واجعلي كل شخص يقوم بعمل معين كي لا يتراكم العمل عليك وتفقدين صوابك..
حواء، احذري أن تكوني العجوز الثرثار، ان الزوج والأطفال يرغبون ببيت نظيف وأم حنون، تذكري إنهم يحتاجونك، ولا يرغبون بأن يعيشوا مع ساحرة تصرخ عليهم كل دقيقة و عجوزة تفقد صوابهم بكلامها المؤلم، اجعلي لنفسك دقائق كي تجددي طاقاتك وترجعين الى عملك بأفضل صورة، فكري مع نفسك كيف باستطاعتك أن تعملين بشكل أفضل وأسرع من قبل لا بأس أن ترجعي الى أصحاب الخبرة ونساء ناجحات استطعن أن ينجزن نجاح في مجال الاهتمام بالبيت والأولاد.
حواء أنت بمثابة الروح لهذا الجسد، حافظي على سلامتك كي يبقى هذا الجسد سليما جميلا، لا تتعبي روحك كي لا يفقد جسد العائلة جماله..
اضافةتعليق
التعليقات