إن للمدرسة الحسينية عطاء لا ينفد ومكاسب لا تبلى، وهي تجسد عظمة سيّد الشهداء (عليه السلام) فالحسين إمامنا ومثلنا الأعلى، فلنر مـا فعل حتى نسلك طريقه ونتبع أثره؟ وهاهنا نستعرض بعض المكاسب التي جادت بها المدرسة الحسينية على الإنسانية، علنا ننتفع بها في حياتنا، في طريقه إلى مكة أو المدينة وقال له: إلى أين يا بن رسول الله؟ إن أمية سيقتلونك.
فأجاب الإمام: فبما يمتحن هذا الخلق.
فدورنا أن نقتبس من نور مشعله قدر استطاعتنا لنستضيء به في طريق الهداية ونخلص أنفسنا من الظلمات فمن أهم الدروس في سفرِ واقعة استشهاد الإمام أبي عبد الله المناه هو انعتاق النفس من قيود الجهل وحلكة الضلال وسلوك طريق الهداية وهو بلا شك هدف عظيم وسام إلى الدرجة التي حملت سيد الشهداء على أن يضحي بنفسه من أجل بلوغه، وعلاوة على البركات المستفادة من الإمام الحسين، تقع علينا مسؤوليتان كبيرتان:
المسؤولية الأولى: أن نعمل بما نعلم ونؤمن به، وأن نسعى إلى الاقتراب أكثر فأكثر من أهداف وقيم سيّد الشهداء.
لقد أراد الإمام أن ينجي العباد من الجهل والضلال والتيه فكلمة ((عبادك)) لا تخص الشيعة وحدهم، بل جميع العباد.
إن الإمام الحسين استشهد من أجل أصول الدين والأحكام الشرعية، والأخلاق الإسلامية. فمن أراد أن يكون على ولائه لسيّد الشهداء وأهدافه السامية، عليه أن يسعى في الحفاظ على هذه الأهداف الثلاثة التي استشهد من أجلها الإمام وأن يضعها على رأس أولوياته، لتقرّ به عين الإمام الحسين والإمام المهدي .
لنعلم بأنه على قدر هممنا في المضي على هذا الدرب تكون عنايتهما ولطفهما تجاهنا.
المسؤولية الثانية: هي أن نحث الآخرين على أن ينهلوا من هذا المعين الصافي وتعريفهم بشخصية الإمام الحسين وأهدافه ومبادئه.
ويجدر بنا بعد أن نتمثل التعاليم القيمة لسيّد الشهداء أن نعلمها لغيرنا أن نطبقها وندعو الآخرين إلى تطبيقها.
إن معظم الناس ليست لهم اهتمامات بحضور مجالس الوعظ والخطابة أو المجالس الدينية لأسباب عدة أو لنقل إن حضورهم قليل ومحدود من هذا المنطلق يتوجب على الذين يترددون باستمرار على مثل تلك المجالس ويستمعون إلى محاضرات الخطباء والوعاظ ويستفيدون مما يطرح فيها من أحكام ومعارف على هؤلاء أن يسعوا إلى إرشاد الآخرين ووعظهم وأن يرفدوهم بالعلوم والمعارف ولو جزء يسير التي تعلّموها من خلال مواظبتهم على حضور مجالس الإمام الحسين (عليه السلام).
إن كلمة «عبادك» في عبارة «ليستنقذ عبادك» تعلّمنا أن نسعى إلى البشر وليس المؤمنين فحسب، وأن نأخذ بأيديهم نحو القمم العليا في الإسلام والإيمان إلى الصراط المستقيم الذي هو صراط أهل البيت لأنه كان في حالة دفاع عن النفس، لكنه لم أبى أن يلجأ لمثل هذه الأساليب ومعاملتهم بنفس منطقهم، وأن يبيح لنفسه إهلاكهم بالعطش، فسيرة أئمتنا سيرة الهداية وإنقاذ الناس.
لقد ضرب الإمام مثلاً رائعاً في اللطف والعطف حتى مع أعدائه وكان يأمل أن يهدي به الله ولو فرداً واحداً من جيش العدو وينقذه من أعدائه شفير الهاوية وعذاب الآخرة.
علينا أن نعمل جاهدين لكي نعرّف العالم على هذه السيرة المفعمة بمعاني الإنسانية، وأن نثبت لهم بأن الإسلام يختزن في كل لبنة من لبنات صرحه الشامخ مبادئ الرحمة والمروءة والواقعية والإنسانية بكـلّ ما في هذه الكلمات من معان ومفهوم وفي أرقى مستوياتها.
اضافةتعليق
التعليقات