غالباً ما يركز الآباء الذين يدافعون عن ملء فراغ الأطفال برياضات فردية أو جماعية منظمة على أن الأطفال الذين يساهمون في هذه النشاطات يتعلمون من خلالها الثقة بالنفس وعزة النفس، بالإضافة إلى التعاون والتنافس.
إزاء هذا الادعاء لابد من القول أولاً إن هناك عدداً لا يحصى من الطرق التي تعلم الأطفال الثقة بالنفس، وعزة النفس، والتعاون والتنافس. فالأطفال يتعلمون الثقة بالنفس مثلاً إذ يسمح لهم بأداء أشياء بأنفسهم كتناول الطعام ودخول دورة المياه. كما يتعلمون الثقة بالنفس إذ يسمح لهم بالمبادرة بنشاطات مع والديهم ويلقون الدعم في مساعيهم.
أما عزة النفس فلا يتعلمها الطفل من نشاطاته الخاصة وإنما من التقدير المكتسب من الآخرين.
يشعر الأطفال الوسيمو الطلعة غالباً باحترام الذات. لكن جميع الأطفال يستطيعون اكتساب احترام الذات إذا عوملوا باحترام وتقدير. وذلك بأن نتوخى الأدب في التعامل مع الأطفال بألفاظ مثل : من "فضلك" و «شكراً» و اسمح لي، في المجالات التي نستخدم هذه الألفاظ مع الراشدين. الأطفال الذين يلقون هذه المعاملة يعتبرون أنفسهم مهمين وجديرين بالاحترام.
ممارسة الرياضة لا تحقق دائما النتائج نفسها . فكثيراً ما تنمو لدى الأطفال الذين يكون أداؤهم الرياضي ضعيفاً مشاعر بالنقص أكثر مما تتطور ثقتهم بأنفسهم .
أما فيما يتعلق باحترام الذات فإن الأطفال الذين يمارسون الرياضة لا يعاملون دائماً باحترام وتقدير سواء من قبل أعضاء فريقهم أو مدربهم أو أهلهم. وكثيراً ما يمضي اللاعبون الأقل موهبة معظم وقتهم على المقعد وكثير من الآباء تأتي ردودهم سلبية وأحياناً عنيفة حيال ارتكاب الطفل خطأ في اللعب أو إزاء قرار المدرب. كما أن مساهمة الطفل في رياضة جماعية منظمة ليست الطريقة الوحيدة، أو الأفضل، التي تنمي لديه التعاون والتنافس.
فالأطفال الذين يتبعون برنامجاً تنموياً ملائماً للطفولة المبكرة، مثلاً، يتعلمون التعاون الصحي كل يوم. وعندما يشاركون في مشاريع جماعية، أو في تقديم مسرحية، أو ألعاب جماعية فإنهم يتعلمون أيضاً العمل مع الآخرين. كما يتعلم الأطفال التعاون مع الأطفال الآخرين من خلال برنامج جيد لمرحلة الطفولة الأولى، كما يتعلمون التنافس مع أنفسهم.
فأفضل أشكال التنافس هو أن تحاول باستمرار أن يكون أداؤك أفضل مما كان في السابق. وعلى الرغم من أن هذا النوع من التنافس يمكن تعلمه في الرياضة المنظمة، إلا أن تعلمه ممكن أيضاً من خلال المشاركة في أنواع أخرى من النشاط الاجتماعي .
كما يتعرض الأطفال الذين يمارسون رياضة جماعية لخطر تعلم النوع الخطأ من التنافس. فكثير من الآباء يندفعون بشكل مبالغ فيه. وإذا خسر فريق ولدهم فإنهم يعنفون المدرب أو يتهجمون عليه بالضرب أو بالضغط الشديد، أو يعنفون ولدهم وربما يصفعونه. وعلى الرغم من أن كثيراً من المدربين يشجعون فريقهم على تهنئة الفائزين وعلى التحلي بأخلاق رياضية حميدة، لكن الأمر ليس دائماً كذلك .
واضح أنني لا أرى فائدة تذكر، وإنما مخاطرة كبيرة، في تشجيع الأطفال الصغار على الاشتراك في فريق نظامي أو في رياضات إفرادية.
وأعتقد أن ليس هناك أي سبب يدعو إلى إقحام الطفل في رياضة من ذلك النوع قبل سن السادسة أو السابعة. وقبل تلك السن يستطيع الأطفال اكتساب أي مزايا مدعاة لرياضات الراشدين المنظمة من المساهمة العادية في برنامج نوعي للطفولة المبكرة.
اضافةتعليق
التعليقات