النضال من أجل الحصول على التمويل، والتوازن الصعب بين العمل والحياة، وانعدام الثقة، كلها عقبات تواجه رائدات الأعمال.
لكن هل هناك مشاكل إضافية تواجه النساء ذوات البشرة السمراء ومتعددات الأعراق في مجال الأعمال؟
تُظهر الأرقام الرسمية أنه من بين أكثر من 5,000 شركة ناشئة قدمت لها مؤسسة "بيزنس ويلز" الدعم خلال السنوات الخمس الماضية، فإن 58 في المئة منها كانت لنساء، و10 في المئة لسود وآسيويين وأقليات عرقية مختلفة.
لكن لا توجد بيانات تفصيلية تظهر عدد النساء في النسبة المئوية الأخيرة.
وقال وزير الاقتصاد الويلزي، فوغان غيثينغ، إنه يدرك مدى الصعوبة التي تواجهها هذه الفئات لكي تضع أقدامها في مجال الأعمال.
تعمل ميلين إدوموني، من كارديف، في الصناعات الإبداعية منذ أكثر من 15 عامًا.
وبدأت إدوموني، وهي مصممة غرافيك، مؤخرا مشروعا صغيرا لبيع قمصان ذات شعارات تهدف إلى تمكين الناس وتحفيزهم.
يذكر أن هذه السيدة البالغة من العمر 38 عاما لديها أصول تركية ونيجيرية، وتُعرف نفسها على أنها "سوداء مختلطة".
وتقول إن هناك "شعورا بالضغط" لتكون نموذجا تحتذي به سيدات الأعمال الشابات الأخريات.
وتضيف: "أريد أن يشعر الأشخاص الملونون والشباب بالتشجيع وأن يروا ما لم أره عندما كنت أصغر سنا".
"أريد الظهور"
وقالت المخرجة المبدعة إنها قاومت الشعور بعدم الأمان بشأن الظهور أمام الكاميرا والتحدث إلى العامة للتأكد من أنهم يرونها.
وأضافت: "لقد كانت مناسبة نادرة بالنسبة لي أن أرى نساء ملونات في الوضع الذي أنا عليه الآن. ولهذا السبب أشعر أنني أريد الظهور".
استثمرت أدوموني أموالها الخاصة في عملها التجاري "ليل تيستي" من أجل مواصلة العمل.
وتقول في تجربتها إنه قد يكون من الصعب على الأقارب أن يروا ريادة الأعمال، أو أي صناعة إبداعية، كخيار مهني يمكن أن يحقق النجاح.
وتضيف: "الشيء الذي جربته شخصيا هو أن مجتمعات السود والأقليات العرقية عالقة تماما في أنواع معينة من الوظائف".
وتتابع: "غالبا ما أجد شبابا يريدون أن يصبحوا مصممين أو مصورين أو رسامين، لكنهم لا يستطيعون إقناع أسرهم بفعل ذلك، لأن المعتاد في هذه العائلات هو أن تصبح طبيبا أو مهندسا، أو ربما حتى مدرسا".
لقد كان "التعثر" في ورشة عمل لبدء عمل تجاري كطالبة في جامعة كارديف هو الذي غير حياة أزاريا أنامان.
ووصفت سيدة الأعمال البالغة من العمر 24 عاما، وهي تتحدث عبر تطبيق "زووم" خلال الفترات الفاصلية بين الاجتماعات المتتالية لشركتيها، كيف كانت تعمل ثلاثة أيام في الأسبوع لتمويل مشروعها التجاري.
وعلى عكس معظم الخريجين الآخرين، قالت أنامان إن أحد أكبر مخاوفها عند حصولها على درجتها الجامعية كان يتمثل في فقدان الدعم التجاري الهام والتوجيه عند عودتها إلى لندن.
وأضافت: "كان يتعين علي الجلوس والتفكير فيما إذا كنت أرغب في البقاء في ويلز أم لا، لأن الدعم هناك كان رائعًا للغاية".
وقالت أنامان إنه من المنطقي أن تكون هي وجه شركة الرموش الاصطناعية "إني لاشيز"، لتقديم نصائح ودروس تعليمية عبر الإنترنت، لكنها تعرف أصحاب أعمال آخرين اتخذوا خطوات لإخفاء عرقهم.
وتقول: "أعرف سيدة أعمال لديها شركة مجوهرات، مثل الماس والحلي وما إلى ذلك، لكنها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها ترتدي قفازات حتى لا يمكن رؤية لون بشرتها، لأن ذلك سيؤثر على نوعية العملاء الذين يأتون للشركة".
وتعود أصول أنامان إلى غانا، ولا تعاني من مثل هذه المخاوف، لكنها تتساءل عما إذا كانت ستعامل بطريقة غير عادلة في حال إذا ما سعت للحصول على تمويل في المستقبل.
وقالت: "عدم وجود الكثير من أصحاب رؤوس الأموال من خلفية سوداء يؤثر على الأشخاص الذين يتلقون التمويل".
وقال وزير الاقتصاد الويلزي، فوغان غيثينغ، إنه يدرك جيدا التحديات أمام هذه الفئات.
وأضاف غيثينغ، وهو من أصحاب البشرة السوداء أيضا: "بالنظر إلى ذلك، إذا كنت تشبهني فمن المرجح أن تكون نسب الفشل أكثر من النجاح، بغض النظر عن الموهبة، وبكل صراحة سيكون من المفاجئ إذا لم تكن هذه المواقف موجودة في كل مجال من مجالات المجتمع".
وقال غيثينغ إن الإحصاءات تُظهر أن الحكومة الويلزية "تعمل بشكل جيد".
وتعمل مؤسسة "بيزنس ويلز" على تعزيز روح المبادرة وريادة الأعمال بين الشباب، ودعم الشركات الجديدة، وتقديم المشورة والدعم للشركات الصغيرة القائمة.
كما تقدم دعما ماليا لمساعدة الأشخاص في الوصول إلى خدماتهم في المقام الأول، مثل مساعدة الآباء على دفع تكاليف رعاية الأطفال حتى يتمكنوا من حضور ورشات العمل.
وقال غيثينغ إن المؤسسة تدير أيضا برنامجا للنماذج التي يحتذى بها، بالإضافة إلى التواصل مع مجتمعات اللاجئين ومع الأشخاص في الكنائس والمساجد.
وأشارت حكومة ويلز إلى أنها ملتزمة بتقديم الدعم لسيدات ريادة الأعمال في ويلز، ولديها خطة عمل تهدف لزيادة المشاركة.
وتتمثل إحدى توصياتها في دعم الأعمال الحالية لتلبية احتياجات رائدات الأعمال والاعتراف بخصائصهن وثقافتهن. حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات