انتشرت مؤخرا ظاهرة التسول بشكل ملحوظ وقد ازدادت معالمها في مدن العراق، بعد احداث الحرب مع داعش الارهابي حيث شهدت المحافظات عملية نزوح الاهالي من مختلف انحاء العراق مما ادى الى انتشار هذه الظاهرة واستغلال تغربهم في ممارسة هذه المهنة، ومن المؤسف ان نرى كثيرا من الفتيات يمتهن التسول دون رادع او خوف.
(موقع بشرى حياة) سلطت الضوء على هذا الموضوع:
حقيقة غامضة
التقت (موقع بشرى حياة) احدى الفتيات التي رفضت ذكر اسمها لكنها قالت دون اكتراث: انا اعمل هنا منذ شهر تقريبا ووجدت ان هذا العمل لا بأس به كونه بلا تعب حيث بدى عليها الارتياح بعملها وهو مسح زجاج السيارة لأحد سائقي التكسي الذي استخرج من محفظته مبلغ قدره (1000) دينار ودسه بكفها وقد كانت سعيدة بهذا المبلغ الضئيل، وحينما سألتها عن مكان سكنها قالت: بعيد من هنا، ولم تذكر العنوان بشكل مفصل وبأنها ليست من كربلاء وهي نازحة، وعدت بسؤالها عن الوقت الذي تنتهي من عملها فقالت: الى ما بعد التاسعة، قبل هذا كنت ابقى لوقت اكثر لكن برودة الجو حالت دون بقائي.
وهنا توقفت عن الكلام ولا نعلم خلف هذه الحقيقة الغامضة ما السر الدفين من عملها هل الفقر الذي دفعها ام مآرب اخرى؟
نظرة ازدراء
الاء محمد عبيد (طالبة جامعية) تقول: ان النقاب في بعض الدول العربية والاسلامية وخاصة دول الخليج هو الزي السائد لدى النساء ومن هناك انطلقت ظاهرة ارتداء النقاب، ولست ضد الفتاة او السيدة التي ترتدي النقاب فهذه تعد حرية شخصية بارتداء الزي الذي يعجبها وتراه مناسبا لها، الا ان ما حصل مؤخرا هو ارتداء النقاب والتسول، وهذا ما استوقفني واثار التساؤلات بيني وبين زوجي حول السبب الرئيسي الذي دفع فتاة شابة بأن تعمل بهذا العمل، فحينما توقف زوجي عند اشارة المرور هرعت فتاة لمسح زجاج السيارة وهي ترتدي النقاب وقد اظهرت عينيها حتى ان صوتها وهيئتها توحي بانها لم تتجاوز العشرين من العمر، وكثيرا ما أزعجني ذلك المنظر وهي تعمل بعمل لا يليق بها كأنثى بعيدا عن العمر وعن اي شيء اخر.
ومن جهتها قالت ضحى علاء (مهندسة): ان ما شاهدته وسمعته عن النساء اللواتي يعملن في اي مجال في الشارع وهن يرتدين النقاب اثار حفيظتي و جعلني امقتهن الا اني تراجعت في قراري حيال هذا الامر، لا يمكنني ان اعمم هذه النظرة على الكل فلربما كانت مضطرة للعمل فالعوز هو من دفعها الى ان ترتاد الشارع لتعمل به بأي شيء، وان كان البعض منهن انقاد الى طريق اخر فهذا بحث اخر، لا يسعنا ذكره، الا اني لا اتمنى ان تصل المرأة الى هذا المستوى لتعمل بهذه الطريقة التي تثير الجدل بين الناس وحتى الشكوك وخصوصا الرجال.
ومن جانب اخر قال هشام علي عباس (ضابط شرطة في مدينة كربلاء): ان ظاهرة ارتداء النقاب شيء جميل وأراه سترا وليس شيئا خارجا عن المألوف، لكن ما يثير الكلام والامتعاض لدى البعض هو ارتدائه للمتسولات، واخر ما طرأ هو ارتداء الفتيات الشابات له والعمل به في التقاطعات اما لبيع المناديل الورقية او مسح زجاج السيارات، وهذا بحد ذاته عمل لا يليق بقدسية المدينة حينما يزورها الاجانب وهم يشاهدون هكذا منظر، وليس هذا فحسب بل هناك توسع بهذا الموضوع فمن الممكن ان تدس ما بين هذه النسوة اخريات من قبل جهات ارهابية من اللواتي يفجرن انفسهن وسط الاسواق او الطرقات المزدحمة والتي يذهب ضحيتها اناس ابرياء وذلك تحت مسميات العمليات الجهادية الزائفة، والكثير من النساء المنقبات استغلن ارتداء النقاب وقمن بعمليات سرقة وتكوين عصابات وخطف الاطفال والتهريب وغيرها من الجرائم.
الباحثة الاجتماعية (ثورة الاموي) كان لها رأي اخر في سياق هذا الموضوع حيث قالت:
تعد هذه الظاهرة نوعا من انواع التسول وليس الفقر، ان الفقير ممكن يعمل بأي شيء اخر غير ان بنت صغيرة وبهذا العمر تجوب الطرقات وفي اوقات متأخرة من الليل ونسمي ذلك عمل، فلا والف لا وكثيرا ما شاهدت بنفسي تعرض بعض الفتيات الى التحرش والاساءة وغيرها.
وتعتبر الموضوع طبيعيا بالنسبة لها فهل هذا فقر؟ الفقير يكون متعفف ويحافظ على عرضه ودينه، وكذلك مزاحها مع الشباب الذين يبيعون المناديل و(العلك) ومسح زجاج السيارات وهذه ظاهرة خطيرة جدا ممكن تؤدي الى الرذيلة.
واضافت الاموي: هذه الظاهرة يجب ان تعالج لان خلف الكواليس تحدث امور كثيرة، ممكن يتعرض امن كربلاء الى خطر كبير لاستغلال هؤلاء لأخذ معلومات عن الشارع الكربلائي، كذلك وقوفهم امام الفنادق وسحب الزائرين بحجة الشراء منهم ايضا من الممكن ان يتعرضون لأمور كثيرة منها التحرش والنظرة السيئة للسائح عن كربلاء كونها مدينة مقدسة، ويعدون هؤلاء من المجتمع الكربلائي وهم ليسوا كذلك، فعلى الجهات المعنية مكافحة هذه الظاهرة ليس فقط على مستوى الحكومة المحلية وانما على مستوى خطب الجمعة، يتوجب عليها ان تخصص احدى الجمع لتعرض تفاصيل هذا الموضوع وايجاد حلول مركزية مدروسة لهذه الظاهرة.
فهنالك صبية صغار ينامون في الشوارع، الغرض الظاهر تسول ولكن ان اطلعت على عدة حالات تجدهم قد تعرضوا للاعتداء وقد قمنا بإرسالهم الى دار المتشردين في بغداد وخصصنا برنامجا علاجيا نفسيا لهم، وقد انتشرت ظاهرة عمل الشابات المنقبات مؤخرا واغلب هذه الفتيات من النازحين على الرغم ان الجهات المعنية ساهمت كثيرا بتوفير رواتب ومساكن لهم.
رؤية دينية
الشيخ عبد الكريم هادي قال: يتفنن المتسولون والمتسولات في ابتكار وسائل استدرار عطف الناس بهدف الحصول على الاموال وما طرأ مؤخرا في الشارع العراقي يعد نوعا جديدا من التسول بما يخص الفتيات ومن هذه المبتكرات استخدام ما يستر شخصيتهم، فتستخدم النساء النقاب (البوشية).
رغم ان بعضهن غير مستحقات للصدقة بل انهن ميسورات الحال و لكي لا يتعرف البعض عليهن فأنهن يتسترن بهذه الوسائل وليس لأسباب دينية.
والصحيح عدم التصدق على هؤلاء بل ايصاله الى مستحقيه وهو ما امر الله به.
اضافةتعليق
التعليقات