• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عرس وشهادة

مروة خالد / الثلاثاء 08 ايلول 2020 / حقوق / 2316
شارك الموضوع :

تحول المرفأ إلى رماد، تكسرت واجهات البنايات والفنادق، وحل دمار هائل

وهكذا خمدت النيران، بعد أن التهمت كل شيء، وعم المكان أصوات سيارات الإسعاف ونداءات المسعفين، وصرخات الأمهات الثكالى والأقارب والأحبة، وأنين الأطفال الناجين من الحادث، بعد أن طُبعت صور عوائلهم صرعى في ذاكرتهم،

تناثرت الأشلاء بعيدا وغطت الأرض بالدماء.

تحول المرفأ إلى رماد، تكسرت واجهات البنايات والفنادق، وحل دمار هائل،

سيطرت حالة من الرعب والحزن والذهول على كل من سمع الخبر، وتساءل الجميع ماذا حدث؟

لكن سؤالها ظل صداه يتردد في أرجاء المكان، رغم وصولها متأخرة، فقد أغلقت الشوارع والطرقات تسهيلا لمرور سيارات الإسعاف لنقل الجرحى والشهداء من مكان الحادث..

منذ أن ارتجفت الأرض تحت أقدامها وتصايحت حيوانات الحضيرة فزعة،

علمت أن مكروه وقع! لم تصدق قلبها الذي استشعر الخطر باكرا..

وراحت تهاتفه كل ساعتين أو ثلاث اطمئنانا عليه، فيأتي صوته ممازحا (أمي لساتني عايش).

ثم يكرر كلماته العذبة (اشتئت الك، المسا بكون ادامك...) فتشعر بالراحة للحظات ويعاودها القلق، حتى أن جارتها لاحظت عليها الإرهاق والتعب، (لا تروحي السوق ارحمي حالك يا أختي، حاجتك تحلبي.. وتحضري.. وتبيعي..

وهاي كبر لولد وصار رجال خلي يعينك بأيامك البائية).

واكتفت بإبتسامة كعادتها، حين يأتي ذكره لكنها وجلة هذا اليوم تشعر بالوحدة،

حتى أنها لم تنم طول الليلة الماضية، حدثت نفسها كثيرا بحثا عن السبب أتراه بعدك عن البيت هذه الليلة يربكني؟

أم تراني كباقي الأمهات أشعر بالغيرة من عروس أخذت سنوات عمري، كدي وتعبي، ضحكاتي وآمالي، أفراحي وأحزاني، عمرا انتظرت أراك عريسا وقد تحقق حلمي.

عبثا تحاول إشغال نفسها بتهيئة البيت لاستقباله، وإعداد الطعام، وتبقى مشغولة بذكريات لا تحمل سوى صوره وصدى ضحكاته في كل مكان.  

يومه الأول في المدرسة... وحتى يوم تخرجه... زفافه...  مسكونةٌ هي به،

جالت ببصرها في أرجاء المكان ليس سوى رماد... رائحة الحريق... ونسمات خجلى تلاعب الأمواج...

ما صدقتهم حين أخبروني في جميع المستشفيات التي استقبلت ضحايا الانفجار أنهم لم يعثروا لك على جثمان، ولست في عِداد الجرحى، أتراك رحلت حقا؟

لماذا تشبهه في كل شيء؟ حتى في رحيلك باكرا، بغتتا، ودون أثر..

أفعلتها وتركتني كما رحل وأنت جنين لم تدب الحياة فيك بعد؟

جثت على قدميها تنتحب... تصرخ...

تذكرتك وأنت مولود صغير مثل ملاك،  ترى فيك العوض عن كل أيام الشقاء والوحدة، ثم نظرت إلى البحر تسأله ألم ترى عريسا بالأمس زف هنا؟

 ألكل زمان قاسم وإن لم تكن الأرض كربلاء؟

ألم تراني وقد كنت أزغرد فرحا به الليلة الماضية؟

لكن صمت المكان ووحشته ما كان إلا شاهدا آخر على ظلم بني البشر وأكلهم بعض..

التمع شيء في الظلام على مسافة منها، زحفت تنتشله من الأرض قلبته فكان نقش اسمه جليا ابداه ضوء القمر، ضمته إلى صدرها وسافرت بروحها تبحث عن ضائع لم يبقَ منه إلا الصليب.

الانسان
لبنان
الحياة
الموت
الارهاب
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    قِصَصٌ وَفُرَصٌ ٧: مُعَوقاتْ الأَخْذِ بالتَذْكِرَةِ

    النشر : الأربعاء 27 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ماذا يحصل لأجسامنا عندما نأكل وجبة سريعة؟

    النشر : الأثنين 18 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    عزيزي الزوج.. كيف يكون زواجك ناجحاً وبدون مشاكل؟

    النشر : الأربعاء 07 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    مَن الذي سيكتبنا حين نغيب؟

    النشر : الأحد 13 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    شيروفوبيا: تاريخ انقضاء السعادة

    النشر : السبت 31 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    خيوط بين السعادة والشقاء

    النشر : الخميس 16 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1227 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 448 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 443 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 432 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 413 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 404 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1596 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1320 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1227 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1177 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة