لكل نبي رسالة وكتاب وطريق، فبعثهم الله جميعا مع تعاليم ومبادئ تتفق في الجوهر ولكن قد تتغيّر في الأحكام والتعاليم لحكمة الهية خاصّة أو لتناسبها مع زمان ومكان وظروف كل نبي ورسول، و {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً}.
كذلك كانت شريعة النبي محمد (ص) فقد أُرسل وكتابه القرآن الكريم لهداية البشرية وتبيين تعاليم السماء، وهو اخر الرسل وبذلك يكون الدين الاسلامي خاتم الديانات ف(الدين عند الله الاسلام).
ولأنّ نواميس الحياة تقضي بالنهاية ف {كل من عليها فان* ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام} وقس ذلك على كل مخلوق ومنهم رسولنا الأكرم؛ أفضل وأشرف مخلوق، فرحل عن هذه الدنيا بنفسٍ راضيّة مرضيّة، وكان اخر ماتكلّم به: (الصلاة الصلاة)، كيف لا وهي عمود دين كل نبي وبها أُمروا وعليها يُبعثون..
كشمعة في ليل بهيم كان حبيبنا محمد (ص) وقد كان ضوءها أقوى من نور الشمس، أنارت ظلمات نفوسنا وعتمة أفكارنا ومتاهات خياراتنا وقراراتنا في هذه الحياة، وهي وإن ذابت _معنوياً_ في الله ولله والى الله، بيد أنّها _مادياً_ اّغتيلت وقُتلت _اُستشهد بالسمّ_ على غرار كل شمعة ايمان وحق لاتروق لأهل النفاق والكفر، وبالرغم من ذلك فإنّ نورها لايزال موجوداً، فكيف بقي السناء رغم رحيل مصدر الاشعاع؟!
وهذا سؤال حقيق بأن يُسأل واجابته تنطلي على بعض الاضاءات لنا جميعاً و لمن يروم بقاء أثره بعد أن يغادر ظاهر الأرض الى باطنها، والانسان كما يقولون يموت عندما يُنسى وليس عندما يٌتوّفى، ولأنّ {ولكم في رسول الله أُسوة حسنة} فلنقتدي إذاً بكل خطوة قام بها في سبيل ذلك..
إنّ المصطفى محمد (ص) باقي مادامت صورته حيّة نابضة في قلوب متّبعيه (الحقيقيين) وخطّين تحت هذه الكلمة، وإلاّ فصورة الرسول (ص) عند البعض مؤطرة بمقولة سيّدهم الخالدة: (إنّ الرجل ليهجر)!! حاشى لخير من وطأ الأرض هذه الصفة وهي تُنعت لصاحبها ولمن تشير لهم الاية الكريمة؛ {أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم}.
فالذكر الحسن لنبيّنا سيدوم لأنّ كل أخلاقه وأفكاره ومبادئه في حياته كانت حسنة، فهو الصادق الأمين وهو الذي قال عنه الله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
والنقطة المهمة وهي التي لاتُعجب البعض أنّ هذه الشمعة وقبل أن تُقتل انتقل نورها الى شمعة أخرى _بأمر من الله ولكي لانتخبّط في الظلمات_ الى وصيّه أمير المؤمنين علي (ع) وهذا النور؛ نور الله لايزال الى يومنا هذا ف(الأرض لاتخلو من حجّة) ونحن في زمان الشمعة الاخيرة وهي وإن كانت غائبة عن أنظارنا إلا انها موجودة جسداً ونوراً..
إذاً فلماذا حاد بعض المسلمين عن سبيل نبيّهم؟! وهو القائل في بعض الرويات: قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لايزيغ عنها بعدي إلا هالك.
مما لا مراء فيه أنها موعظة مودّع؛ قد أتمّ الحجّة وبيّن كل شيئ في حياته وكتب الوصيّة وأوكل أعماله الى احد ما ولم يترك الحبل على الغارب!!، وإذا كان كذلك فلماذا انبثقت ثلاث وسبعين فرقة، واحدة منها ناجية، وكل منهم يجرّ النار الى قرصه؟!
والاجابة عند سيدة النساء فاطمة الزهراء في خطبتها الفدكية الخالدة: وهل ترك أبي يوم غدير لأحد عذراً؟!
مطلقاً يابضعة الرسول، ومحمد لم يمت فنوره لا يزال مشعّاً ولكنّ البعض يغمض عينيه أو هو أعمى القلب والبصيرة أو هو وبأحسن الاحوال ذلك الجاهل القاصر والذي يحتاج الى من يريه ويفقأ عيني من حاول اطفاء نور الله؛ و{يريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلّا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون}.
اضافةتعليق
التعليقات