• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عظماء في السجون.. عندما تصبح الزنزانة حاضنة للعطاء

رقية تاج / الخميس 19 آذار 2020 / حقوق / 3022
شارك الموضوع :

سلامٌ على مثقل بالحديد.. ويشمخ كالقائد الظافر.. كأن القيود على معصميه.. مفاتيح مستقبل زاهرٍ..

كيف يستطيع السجين أن يمارس نشاطاً إيجابياً، وكيف تغدو الزنزانة أو المنفى أو الاقامة الجبرية وقوداً للإبداع، وكيف للألم والمعاناة والاضطهاد أن تنجب أبطالاً خلّدهم التاريخ على مر العصور؟!

العظماء أصحاب الفكر والمبادئ لا تؤثر فيهم القيود ولا القضبان، بل يتخذونها وسيلة للوصول إلى أهدافهم، وبدافعية أكبر، فالمظلومية تزيد صاحب الرسالة قوةً وتأثيراً، فهؤلاء لا يحدّ طموحهم جدران ولا ظلمات، بل على العكس، سيكونون أكثر تحدياً لظروفهم التي فرضها عليهم الطغاة والظلمة والحاقدين؛ الخائفين على عروشهم ومصالحهم.

من أجل كل ذلك، كُثر هم الذي أودعوا في السجون من قبل جلاوزة عصرهم، تعددت الأسباب والمكان واحد، وتعددت الشخصيات والهدف واحد.

بسبب الاتهام ظلماً أو الوشاية أو خوف السلطان على كرسيه ومكانته بين الناس قُيّد الكثير رجال ونساء، أدباء وسياسيين ونشطاء ورجال دين، وسيقوا إلى غياهب السجون، ويبقى السؤال، هل تحقق هدف السجّان في إبعاد تلك الشخصيات وتقليل تأثيرهم وتحجيم نشاطهم بين أفراد المجتمع؟.

يقال: "نحن جميعا ندرس التاريخ.. ولكننا لا نتعلم منه"..

ليس فقط  ذلك، نحن لم نقرأ التاريخ فكيف بدراسته، وكيف نتعلم إن لم نقلّب صفحاته ونأخذ منها العِبر التي تنير ظلمات سجوننا ومنافينا وعزلتنا سواء كانت اختيارية أو لا!.

هناك الكثير من التجارب، سنورد بعضها علّنا نعرف أنّ القيود في أي زمان ومكان لن تكون حاجزاً ولا عائقاً لما نروم ونطمح.

أدب السجون

هو نوع أدبي يتناول ماكُتب في السجون أو في الاقامة الجبرية والمنفى، كثيرون هم الذين أنتجوا كتباً خلّدها الدهر، وقد خرجت من تلك الأماكن المظلمة لتبصر النور خارجها، نذكر منهم الفيلسوف والسياسي الروماني الذي اشتهر في العصور الوسطى "بوثيوس" ويقال أن كتابه "عزاء الفلسفة" أعظم أعماله وأشهرها، كتبه أثناء وجوده في السجن وأثناء انتظاره لحكم الاعدام الصادر بحقه!، ويعتبر أحد الأعمال الفلسفية الأكثر شعبية نظرا لعمقه ودرامية حواراته وصدق عواطفه.

وكان للسجن الفضل في إلهام المستكشف "ماركو بولو" للكتابة عن رحلاته في الصين، وكان لهذه القصص تأثيرا كبيرا في أوروبا وعلى الواقع الذي كانوا يجهلونه عن أبناء ذلك البلد.

وحكم على الشاعر "دانتي" بالنفي من بلاده من قبل البابوات، ولم يقتله البعد عن وطنه بل كتب الكثير من النصوص الشعرية.

وأخيراً، "الماركيز دي ساد" والذي سجن لمدة 11 عام في سجن باستيل، أنجز خلال احتجازه  11 رواية و16 قصة قصية و20 مسرحية!.

اطلبوا العلم ولو بالسجن

سُجن السياسي الجنوب أفريقي "نيلسون مانديلا" لمدة 27 عاما،  وفي زنزانته بدأ في دراسة بالمراسلات للتحضير لليسانس الحقوق من جامعة لندن، ومن ثم نقل مع زملائه إلى سجن آخر في جزيرة روبن ايلاند، وانتخبه السجناء عضوا في مجموعة تمثل السجناء السياسيين، وأنشأ جامعة حيث يحاضر السجناء كل حسب اختصاصه وخبرته ويتناقشون من خلالها في الكثير من المواضيع، وبعد أعوام بدأ بكتابة سيرته الذاتية، والتي كانت تهرب إلى لندن، من دون نشرها، واكتشفت سلطات السجن عدة صفحات فأوقفت الامتيازات الدراسية له لمدة أربع سنوات، مادفع أخيراً إلى تكريس وقت فراغه في زراعة الحدائق وقراءة ما يصل إليه، ليستأنف فيما بعد دراسة الحقوق.

نور من رحم الألم    

كل أولئك الأشخاص ذكرنا انجازاتهم مع تحفظّنا لمدح أعمالهم لما عليها من اشارات استفهامية كثيرة، وقد أوردنا تلك الأسماء لنعلم أنّ السجن لم يكن يوماً عائقاً عن العمل، والدليل هو الانتاجية التي قدموها رغم ظروفهم الصعبة، وإلا فبعضهم كانت أفكارهم خاطئة منحرفة كالماركيز دي ساد، والتي اشتقت السادية من اسمه، ومع ذلك فلا يبرر ذلك سجنه وتعذيبه.

كل أولئك كانوا شخصيات من عامّة الناس لكنّهم تحدّوا السلطات أو تعارضت أفكارهم مع السلطة الحاكمة انذاك سواء كانت سياسية أو دينية.

أما أن تُسجن سلالة الأنبياء وأبناء الأوصياء، أصحاب الرسائل النبيلة، خزّان العلم الأصيل، مصابيح الدجى، فهو مايحز في النفس أكثر، ومايعتبر خسارة للبشرية بشكل أعظم من غيرهم.

وكان الامام الكاظم عليه السلام إحدى أبرز تلك الشخصيات، فقد أودع في غياهب السجون من قبل الدولة العباسية وبقي حفنة من السنين يعاني الآلام والتعذيب.

ومع ذلك لم يجزع بل شكر الله على أن فرّغه لعبادته، تنقل الامام لأكثر من سجن، ولما سجنه الطاغية هارون الرشيد في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطل عليه فترى سلوكيات الامام المظلوم فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الامامة وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره.

وبعد عام نقل الامام إلى بغداد ثم افرج عنه ويقال بسبب رؤيا رآها الرشيد في منامه، لكنه بقي تحت الاقامة الجبرية، وخلال تلك الفترة كان يلتقي مع هارون ويخوض المناقشات الدينية.

عاد الامام إلى السجن في بيت الفضل، ثم اودع الامام في سجن البصرة  بعد أن رفض الفضل قتل الامام، وهذا السجن كان تحت اشراف رئيس سجنها عيسى بن ابي جعفر، وأخلاق الامام أثرت على الجميع من السجناء إلى رئيس السجن، فكان لهذا أثر في قدرة العلماء الوصول إليه بشكل سري ورواية الحديث عنه.

كان الامام سبب في هداية الكثير وهو في سجنه، ومنهم الجارية التي بعثها هارون إلى الامام لخدمته وقد تحولت إلى عابدة..

نعم، فالامام صلوات الله عليه، ورغم ظلمة المطامير والسلاسل التي قيدته والجدران التي حبسته عن محبيه، إلا أنه ظل منارة وشعلة تتحدى الظلم والألم..

رحم الله شاعر الثورة محمد مهدي الجواهري عندما قال:

سلامٌ على مثقل بالحديد.. ويشمخ كالقائد الظافر

كأن القيود على معصميه.. مفاتيح مستقبل زاهرٍ..

القيم
التاريخ
الامام الكاظم
الظلم
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    لماذا تختار الحزن؟ وكيف نختار السعادة؟

    النشر : الخميس 15 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    فن من نوع آخر.. الكوشات تصاميم عصرية بأنامل عراقية

    النشر : الأثنين 22 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    أسس بناء البيت المهدوي: الصبر والبصيرة

    النشر : الأثنين 28 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    إنسانية الطبيب.. أولى مراحل العلاج

    النشر : الخميس 25 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    انتفاخات أسفل العين.. أسبابها وطرق علاجها

    النشر : السبت 30 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    رسائل زوجية بين ما تحبه الزوجة وما تكره

    النشر : الأحد 19 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1194 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 430 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 428 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 394 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 369 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 368 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1539 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1194 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 8 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 8 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 8 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة