فازت المحامية اليمنية هدى الصراري الأربعاء في جنيف بجائزة مارتن إينالز لعام 2020 التي تعتبر من أرقى جوائز حقوق الإنسان في العالم، وذلك تكريما لها على جهودها في كشف وجود سجون سرية وعمليات تعذيب في بلدها.
والجائزة التي تأسست عام 1993 ويعتبرها كثيرون بمثابة "نوبل لحقوق الإنسان" تمنحها عشر من أبرز المنظمات الحقوقية بينها منظمة العفو الدولية (أمنستي) وهيومن رايتس ووتش والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب واللجنة الدولية للحقوقيين.
وقالت الصراري (42 عاما) في بيان إن حصولها على الجائزة "يعني كل شيء بالنسبة لي. هذا الأمر يمنحني قوة كبيرة ويشجعني على مواصلة الكفاح من أجل العدالة".
وأضافت "أنا على ثقة بأن الجائزة ستلعب دورا مهما للغاية في تسليط الضوء على مصير ضحايا الاعتقال التعسفي وسوء المعاملة والتعذيب في اليمن".
وفي اليمن، حيث يدور منذ 2015 نزاع مسلح بين الحوثيين، وتحالف عسكري تقوده السعودية. وقد وثقت (الصراري) "حالات الاختفاء التي حدثت في سجون سرية تديرها حكومات أجنبية باليمن حيث يعاني آلاف الرجال والصبية من الاعتقال التعسفي" بحسب بيان للقيمين على الجائزة.
وأوضح البيان أن المحامية اليمنية جمعت أدلة على أكثر من 250 حالة سوء معاملة بهذه السجون.
وتبلغ القيمة المادية للجائزة -بالإضافة إلى قيمتها المعنوية الكبيرة- خمسين ألف فرنك سويسري (50850 دولارا).
وبحسب البيان فإن المحامية "على الرغم من التهديدات وحملات التشهير والتضحيات التي عانت منها هي وعائلتها، فهي تواصل الكفاح إلى جانب أسر المفقودين".
وللمرة الأولى في تاريخها رشحت للفوز بهذه الجائزة ثلاث نساء هن -إلى جانب الصراري- المكسيكية نورما ليديزما التي تكافح جرائم قتل النساء، والناشطة الجنوب أفريقية سيزاني نغوباني التي تدافع عن حقوق المرأة والسكان الأصليين.
ونقل البيان عن الصراري قولها "من الصعب للغاية أن أكون مدافعة عن حقوق الإنسان في اليمن، والأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمرأة. في مجتمع يسيطر عليه الرجال، لا بد لي من إثبات نفسي أكثر عشرة أضعاف من الرجل".
من جهته قال رئيس لجنة التحكيم هانز ثولن "نهنئ هدى على العمل الذي قامت به، ليس فقط في سياق الحرب الأهلية الحالية في اليمن، ولكن أيضا في بلد لا تزال فيه النساء يناضلن من أجل التمتع بحقوقهن المدنية والسياسية".
اضافةتعليق
التعليقات