منذ الصرخة الأولى يتلقى الطفل رضعة من حليب أمه وهناك من يتلقون نفحة من تراب الشوارع, هل يستغني أحد عن قطعة من قلبه أو عن بسمتهم أو نظرتهم؟.
ما ذنبهم في زمن ولدوا فيه كرها وسط نبوذ وظلم, هذه الظاهرة تنبئني بإنعدام الرحمة وتأجج النار في أحشاء الرحيم والكريم, ولد كرها ليرمى أم خطأً ليضحى به!.
فالطفُل يسجل تحت اسم أب وأم مستعارين وتكتب كلمة «مستعار» أمام اسم الطفل ليكون قانونيا طفلا لقيطا وأن هؤلاء الأطفال الذين يطلق عليهم وصف "غير الشرعيين" هم ضحايا تلك العلاقات والظروف الاجتماعية, و"إن كتبت لهم الحياة, فإنهم يعيشون منبوذين ترافقهم نظرة المجتمع الدونية, وكأنهم السبب وليس الضحية".
وتشجع أحكام المادة السادسة عشرة من نظام دور الحضانة رقم 12 لسنة 1965 العراقي, على تبني اللقطاء ودمجهم في المجتمع, ويسمح لدور الحضانة بموجب القانون باستقبال اللقطاء المسجلين في دوائر الشرطة والمستشفيات والمحاكم والمؤسسات الخيرية, بعد التأكد من هوية المودع وعنوانه الكامل.
القانون يجرم الفعل والشرع يحرمه
إن ظاهرة رمي الأطفال محرمة شرعا بنص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة، مهما كانت الأسباب، والتي أرجعها المتحدث إلى العلاقات غير الشرعية خارج مؤسسات الزواج، خوفا من الفضيحة والعار.
فإن وجود رضع في القمامة مجهولي النسب والهوية أمام المساجد والمستشفيات دون أي معرفة لذويهم جريمة بحق المجتمع وخلقه.
حالات عديدة تسجل ومن دون دنى شعور بالإنسانية ليترك وحيدا لقدره، يولد ويترك وسط وجود الكثير من يتمنى نعمة أن يكون له طفل، هل إكرام الله عليكم ترمى، وحتى إن كان هناك خطأ أو فاقة وفقر، ويقول تعالى: (ولاتقتلوا أولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم).
من يتبنى نسبه، كيف ينمو ذهنيا، من يتقبله وسط مجتمع لا يغفر جريمة مجتمعية قصوى وفادحة واضحة، جريمة بحق الانسانية ليصيح شخصية ناقمة للاضطرابات.
حيث إن نقيبة المعالجين النفسيين تذكر أن الأمومة في شقين انساني غرائزي ومكتسب يأتي مع نوعية التربية التي تتلقاها الفتاة، فإذا عاملها والديها بحب وتقدير منذ الصغر ودون تمييز أو سوء معاملة، ستكبر متماهية بدوريهما كمربين صالحين وستقوم بتقليدهما من حيث لا تدري. فتؤسس عائلة وتسعى لتعطي بدورها الأفضل لأطفالها، إنما إذا افترضنا أن هذه الفتاة تعرضت لعنف أو سلوك منحرف أو حتى هجران وهي في عمر لا يدرك تداعيات هذا التخلي عنها وعن رغباتها، فقد يصبح نموها عرضة للخلل وتكون شخصية مضطربة.
هذه الإنسانة إن أنجبت، بعملية ميكانيكية ليس إلا، فستنجب جسديا فقط دون أن تعطي فعلا الحياة بأبعادها النفسية لجنينها، فتصبح أماً دون أن تعي أهمية الأمومة وتفشل بدورها الإنساني في تطوير حضارة البشر.
من هنا نرى خطورة أن يقوم المجتمع على تفريغ الرغبات الفردية دون السعي للتوعية الجنسية بشكل سليم والبحث عن تخطيط أسري بالغ الأهمية في الدول النامية، إن الأمومة ليست دائما بالفطرة كما عند الحيوانات، فنجد القطة تحمي أولادها تلقائيا واللبوة تطعم أولادها قبل نفسها، لكن عند الإنسان ردات الفعل ليست دائما بديهية. فحينا هي وفق العادات والتقاليد وطورا هي وفق الإنفعالات المزاجية والنزوات الباطنية، لذا نجد الطفل امتدادا للثنائي بحقه الطبيعي، وفي الوقت نفسه بعض الدول تعتبره مشروع مواطن فتهتم برعايته وإرشاد أمه وإحاطتها بكل ما تحتاج اليه. تقاس حضارة الأمم بتربية أطفالها، من هنا إذا وجدنا أم تترك طفلها في الطريق أو في مكب النفايات، يمكننا أن نستنتج مدى تأثير البيئة التي تحيط بهذه المرأة على سلوكياتها والضرر الحاصل في بنية شخصيتها.
الأسباب وما وجدت برمي الطفل إما أن يكون نتاج علاقة غير شرعية أو إن ولدت انثى أو فقر وتتعدد الأسباب والخطأ واحد.
اضافةتعليق
التعليقات