توصف أشعتي بالمُبهجة، كُل صباح حينما أبزغ بأمر خالقي لأُنير الكون، أحضر طقوس البشر في كُل البقاع، أحضر سعادتهم بيوم جديد، بين باحث عن الدنيا لاهث خلفها، وبين أخروي يغتنم الفرصة ليتزود بخير زاد ليصل إلى مبتغاه الأكبر (رضا الإله).
لكل إشراقة بهجة جديدة في قلوب البشر، أما بهجتي أنا وسعادتي تكمن في لوذ أشعتي بتلك القِباب المُنيرة بنور الإله الذي لا ينطفئ، هناك تكون طقوسي في كربلاء بين الحرمين، تتنافس خيوطي المُشعة في أيها المُتشرفة بأقتباس الأنوار من قبة الحسين وأخيه أبا الفضل، والسعيدة من حظت بشرف البزوغ على قبة أمير الموحدين، تنحني بحب طوع أمره لتقضي يومها تتفاخر، والأخرى تذهب للكاظمية هناك عند الجوادين تنتهل من جود ألطافهم، وأخرى تشد الرحال إلى العسكريين تعانق القبة بأشتياق، وغيرها تذهب بعز إلى رأفة السلطان تلوذ بحنانه، وأخريات يتقاسمن الفخر بإتجاه أبناء السادات الكرام، بعضها تلوذ بكريمة الآل المعصومة والبعض عند الشريفة والقاسم ابن الامام الكاظم، والسيد محمد سبع الدجيل.
آه!
هل أحدثكم عن أشعتي التي تصارع قوانين الطبيعة لعلها تنطفئ، تتوسل بارئها ليجعلها برداً وسلاما، تلك التي أتوسلها لترافق الأشعة المتجهة إلى قبة سيد الكون وحبيب الإله نبي الرحمة، تلك التي تخشى غضب الجبار فهي تصهر تراب قبور ساداتٍ ضُيع حقها.
بخجل تُلامس أشعتي تُراب قبر الكريم سبط النبي تعتذر له من جهل البشر بقيمته، تتسائل كيف تجرأ الظالم بهدم قبر وارث الهيبة المحمدية.
ببكاء تصل أشعتي لقبر يضم العابد صاحب المدرسة الدعائية التي خرجت علماء ربانيون، هو سيد الساجدين وزين العابدين.
وكُل الحزن تحمله تلك الأشعة التي تتغلغل تراب قبر من بقر العلوم وفجرها، تلعن تلك العقول التي تحاول طمس ذكر سيد العلماء.
والحسرة نصيب أشعتي التي تقع على قبر أصل كل المذاهب وأستاذ كل عالم؛ المصدق جعفر، تعساً لجهل الذي يخشى علمهم، والظلام الذي يُرعبه نورهم.
بهجتي تُحطم بغصة الألم كلما وصلت البقيع! ولكن لابد لي من الوصول، لأُبدد ظلمة الليل المُمتدة لساعات.
هدوء يملأ المكان، لا صوت لزائر ولا أثر للعزاء، أحن لتلك القبة التي فقدتها مُنذ عام 1344هـ حين هُدمت على يد وحوش بشرية عَطلت عقولها، مازالت أشعتي تنزف ألماً كُل صباح هناك لعلها تواسي قلب الغريب ولدهم المهدي حينما يأتيهم زائراً، حاسراً، متحسراً لحالهم.
شاهد أنا منذ ذلك الزمان على حال زوارهم المُنكسرين، شاهد على الذئاب التي أوكلوا ذواتهم شر مهمة، ملاحقة الزوار، حِساب أنفاسهم، إعاقة تحركاتهم.
حولوا الجنان إلى صحراء مقيدة بأغلال!.
أنا الشمس التي نالت شرف طاعتها على علي عليه السلام فرُدت ليتم صلاته، أنا الشمس التي توسلت بإمام الزمان بأن يأمرها بإحراق تلك الشياطين التي أمرت بهدم القباب، أنا تلك الشمس التي ترتقب إشراقة الكون بشمس ابن فاطمة ليرفع القباب عالياً.
اضافةتعليق
التعليقات