من رحم المعاناة العراقية والمعرقلات التي يتعرض اليها الشعب العراقي من الحرب والدمار وقتل الكفاءات يأتي دور الإستيراد ليكمل على بقايا الأيادي العاملة فيضعف الإنتاج الوطني، ويغلق أبواب العمل أمام العاملين فتكثر البطالة، وتغلق المصانع ويغيب عن الأسواق المنتج الوطني، مما يساعد على فتح باب الإستيراد من الدول المجاورة.
وقد عرف الإستيراد هو استورد السِّلعةَ ونحوَها جلَبها أو أحضرها من خارج البلاد هو جلب السلع وَالخدمات من بلد أجنبي من أجل بيعها والاستفادة منها، عَكْسَ التَّصْدِيرِ.
ولم يكتفِ العراق باستيراد المواد الغذائية والأجبان وإنما طال الأمر استيراد مواد البناء والأثاث المنزلي والتجهيزات وبجودة تنافس المتوفر في الأسواق، من خلال التجار والشركات المختصة في الاستيراد, أو بشكل رسمي من قبل وزارة التجارة كما هو حاصل في مواد الحصة التموينية، نقلت وكالة وان نيوز أن في عام 2009 حذرت منظمة RTI الأمريكية من "توجه العراق الكبير نحو استيراد حاجاته, والتي بلغت حينها 80% مقابل 20 يقوم بإنتاجها بنفسه", ومن خلال دراسة 6 قطاعات رئيسية, أبرزها قطاع الزراعة, والصناعات الاستخراجية..
وفي دراسة وضعها الأكاديمي أحمد الراوي, واطلعت عليها (وان نيوز), أن "أثر المستلزمات الأساسية الخاصة بالإنتاج الزراعي بظروف الحرب كان أقل من تأثر مستلزمات الإنتاج الصناعي، مما يؤهل الزراعة على استثمار تلك الموارد (الأرض، المياه، العمل) في خلق إنتاج زراعي".
أما بالنسبة لزراعة التمور, والتي كانت في عقود ليست بالبعيدة تضم 600 نوع من أنواعه, فقد وجدت البلاد نفسها أمام حقيقة استيراده من الكويت وإيران, بعد أن كان يطلق عليه تسميات مثل "بلد المليون نخلة", و"أرض السواد", نظراً لكثرة المناطق المزروعة.
حيث تحتل كل من ايران وتركيا مركزاً مهماً فيما يتعلق بالسوق العراقية, وذلك بالإضافة إلى دول مثل الصين, دول شرق اسيا ك تايلند وسنغافورة حيث تستورد الحبوب من هذه الدول بشكل كبير، أما عن اللحوم فقد غذت الأسواق, الدجاج البرازيلي، والتركي.
ما هي الأسباب التي جعلت الاستيراد الإول في العراق
ــ اختصار الإنتاج وقلة التمويل لها السبب الاكبر لترك المعامل المحلية واتجاه اصحابها إلى مهن اخرى.
ــ غياب الثروة الحيوانية والمزارع الصالحة للزراعة وتوفير بيئة صالحة للإنتاج الزراعي والحيواني مما يساهم في تشجيع الأيادي العاملة وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل.
ــ عدم دعم الإنتاج المحلي من قبل المواطنين وشراء المنتج الأجنبي وكثرة الطلب عليه يساعد في طلب استيراده.
ــ إهمال الجانب الإقتصادي من قبل الحكومة المحلية، وعدم التسويق لمنتجاته المحلية وتطويرها من خلال شراء الآلات والمعدات التي تساهم في زيادة الإنتاج.
ــ متابعة الأراضي الزراعية والإهتمام بها ومعالجتها بالمبيدات ولزيادة الإنتاج من النخيل ومنع بيع الاراضي الزراعية المخصصة لزراعة النخيل.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أتيت أرضا قد خربت وعجز عنها أهلها فكرست انهاراً وزرعتها، فقال الإمام علي (كل هنيئاً وأنت مصلح غير مفسد، معمر غير مخرب).
وكان يقول لعماله: (ليكن نظركم في عمارة الأرض أبلغ من نظركم في استجلاب الخراج، والزراعة عمارة).
اضافةتعليق
التعليقات