ماهي العبودية؟ وما هو الاسترقاق؟.. عند الاجابة على هذا السؤال ترجع بنا الذاكرة إلى مشاهد من فلم الرسالة الذي يتحدث في بعض مشاهده عن حياة الجاهلية وكيفية بيع الرجال والنساء في سوق خاص بهم، وأيضا بعض من مشاهد أفلام امريكية قديمة تتحدث عن معاملة السود في امريكا في زمن قديم يتخايل لنا أنه قد مضى..
لن نتوقع عندما كنا نتفرج على هذه المشاهد أن عجلة العبودية ستدور لترجع بنا ونحن في القرن الواحد والعشرين، في أوج عصر التكنلوجيا الالكترونية لايزال أكثر من 40 مليون شخص في جميع أنحاء العالم هم ضحايا للرق الحديث هذا ما أظهره مؤشر العبودية العالمي لعام 2018.
فالرق في هذا العصر تغير شكلاً وبقي مضموناً، ومن ثم فهو لم ينته بعد، بل بدأ انطلاقته الجديدة في ظل التكنولوجيا المعاصرة، التي تدعمه بكل أسباب القوة من مال وسلاح ودعاية، فما أكثر صور الرق في هذا العصر!.
اشكال العبودية الحديثة
على الرغم من أن الاسترقاق الحديث غير معرف في القانون، فإنه يستخدم كمفهوم لأشكال متنوعة للقهر والاستغلال تشمل العمل القسري، وعمالة الأطفال، والزواج القسري للفتيات، والاتجار بالبشر، واستغلال اللاجئين. ومنها العمل القسري، الذي يعد كارثة عالمية بكل المقاييس، لا سيما أنه لا يوجد بلد واحد محصَّن من هذا النوع من الرق، حسبما أشارت تقارير منظمة العمل الدولية. ومن أشكاله: السُّخرة، والعمل سداداً للدَّين؛ والعمل في مجالات الاستعباد المنزلي، والزراعة، والدعارة القسرية. وفق موقع عربي بوست.
بالإضافة إلى سرقة الأطفال، ففي دراسة حديثة لجمعية حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، أشارت إلى أنه قد تم بيع ما يقرب من 20 مليون طفل خلال السنوات العشر الأخيرة، فضلاً عن اختفاء 12 ألف طفل في أثناء الحرب بالبوسنة؛ والاتجار بالبشر وهذا النوع من الرق يختلف من مكان إلى آخر، وتتباين النسب بين الذكور والإناث حسب الهدف من وراء التجارة؛ ففي مناطق مثل أنغولا والبيرو يمكن أن تصل نسبة الاتجار بالمواطنين هناك إلى 60%، تشكل الإناث منهم 70% من ضحايا هذه الجرائم.
كوريا: العمل من أجل الدولة
أبرز تقرير جديد أن كوريا الشمالية كدولة تتسم بأعلى نسبة انتشار للعبودية الحديثة، ملقيا الضوء على دور الأنظمة القمعية في معاملة الشعوب، ومتضمنا دول أخرى مثل إيران وموريتانيا وجنوب السودان.
وأظهر المؤشر العالمي أن واحدا من بين كل 10 أشخاص في كوريا الشمالية يعيش في عبودية، ويجبر معظمهم على العمل من أجل الدولة. وأشار التقرير إلى أن استخراج الفحم وتصديره هو المجال الأكثر إثارة للقلق.
ألمانيا: دار دعارة أوروبا
أما في ألمانيا تنتشر أكثر أشكال الاستغلال الجنسي. "ألمانيا هي دار دعارة أوروبا"، يقول ديتمار رولر، ويشمل ذلك عددا كبيرا من حالات الدعارة القسرية. وحسب الشرطة الجنائية الألمانية تم في عام 2017 إجراء 327 محاكمة وضبط 500 من الضحايا موثقين. وفق موقع مصراوي.
وفي الوقت الذي يكون فيه الرجال ضحايا العمل القسري، فإن غالبية الضحايا من النساء تكون في مجال الاستغلال الجنسي. وتفيد إحصائيات الشرطة الجنائية الألمانية أن البلدان الأصلية لهؤلاء الضحايا هي بلغاريا ورومانيا ثم ألمانيا. كما لاحظت السلطات زيادة ملحوظة في عدد الضحايا من نيجيريا.
ليبيا: يقدر سعر الفرد الواحد بعدة مئات
وتزداد الاتجار بالبشر في ليبيا وخاصة بالمهاجرين الاقتصاديين من دول افريقيا جنوب الصحراء. وتتم تجارة الرقيق في الأسواق غير الشرعية قرب ضواحي العاصمة طرابلس. يُقدر سعر الفرد الواحد من الرقيق بعدة مئات من الدولارات فقط. أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن تجارة الرقيق في ليبيا تشكل “جريمة ضد الانسانية” وقال إن “العبودية لا مكان لها في عالمنا”. ومع ذلك، لا يمكن السلطات الليبية وقف تجارة الرقيق لأنه تقع الدولة الأفريقية في حالة الفوضى بعد سقوط نظام معمر القذافي. وفق موقع اخبار ليبيا.
موريتانيا: عبودية تحت ستار
بينما ألغت موريتانيا الرق بمرسوم رئاسي عام 1981، وقام "عرب البيظان" (ذوو البشرة البيضاء) بتحرير عبيدهم "الحراطين" (اختصار لكلمتي الحر الطارئ)، غير أن غياب القوانين الرادعة وتأثير الثقافة والموروث الاجتماعي أدى الى استمرار الممارسات الاستعبادية في حياة الموريتانيين، حيث عاد أبناء العبيد إلى العمل لدى "اسيادهم" السابقين بسبب عجزهم عن تأمين لقمة عيشهم في غياب تام لأي دور للسلطات في دعم من يعانون من الأمية والفقر والتهميش.
وحاليا يعمل أغلب أبناء العبيد السابقين حمالين وفي الخدمة المنزلية أو الرعي والزراعة ولا يتقاضون ما يكفي لتأمين حياة كريمة تحمي عوائلهم من أشكال العبودية المعاصرة التي تغذيها الثقافة الشعبية ويشجع عليها جشع أرباب العمل وضعف قوانين تشغيل اليد العاملة وسلبية الدولة، حتى البرامج الاجتماعية والاقتصادية القليلة التي خصصت لصالح الفئات المتضررة من مخلفات الاسترقاق لم تكن كافية لتغيير واقع سنوات من التهميش والاضطهاد.
امريكا: الاتجار بالجنس بمختلف الوسائل
إن مؤشر العبودية العالمية لمؤسسة Walk Free عام 2013 بوجود نحو 63 ألف شخص مستعبد في الولايات المتحدة ليست صحيحة. وكذلك الأمر بالنسبة لأرقام مركز الموارد الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر (NHTRC) في عام 2015، عن تلقي 5444 بلاغاً عن حالات الاتجار بالبشر شملت المصانع، والعمل المنزلي، والزراعة، والبيع المتنقل، والمطاعم، والمراكز الصحية والتجميلية، إضافة إلى الاتجار بالجنس بمختلف الوسائل. وفق موقع العربي الجديد.
ومقابل ما أعلنته وزارة العدل الأميركية عن تعرض نحو 300 ألف طفل أميركي كل عام لخطر التشغيل بالجنس التجاري. وقدّر عالم الاجتماع في جامعة سان دييغو، شيلدون زهانغ، وجود "38458 ضحية من ضحايا انتهاكات الاتجار بالبشر في مقاطعة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا وحدها عام 2015"، مشيراً إلى أن عدد ضحايا الاتجار بالبشر في الولايات المتحدة يصل إلى نحو مليونين و472 ألف شخص بين المهاجرين المكسيكيين.
بريطانيا: المخدرات لإجبار الناس على العبودية
في نفس الحديث ذكرت صحيفة "الجارديان"، الأرقام التي ذكرها تقرير المؤسسة الخيرية لهذا العام يظهر أن كثيرا من المشردين والفقراء من مدمني الكحوليات والمخدرات يكونون الهدف المنشود لعصابات التهريب والاتجار بالبشر وأن هذه العصابات تستخدم هذا الإدمان كوسيلة لإجبار الأشخاص المستهدفين على العبودية أو على السلوكيات الإجرامية بما فيها تجارة المخدرات لأشخاص آخرين أو الدعارة أو السرقة أو العمالة بدون أجر.
وأشار التقرير إلى أن أعداد الضحايا البريطانيين أقل من الضحايا من الجنسيات الأجنبية وغالبيتهم من المهاجرين واللاجئين، لكن الأعداد في ازدياد حيث تم تحويل 86 بريطانيا للمؤسسة لمساعدتهم بعد إنقاذهم من قبل الحكومة وذلك في الفترة من يونيو وحتى يوليو 2018.
اخيرا... يؤكد لنا التقرير أن شبح العبودية لم يبقَ من أطلال الماضي ولكن استحدث بالعصر الحديث لتستمر حلقات استغلال الإنسان لأخيه الانسان، بأبشع صورة وأبشع الطرق يستغل الانسان الضعيف، يجب على الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان أن تقف امام هذا الاعتداء على حقوق الانسان الضعيف ووضع قوانين صارمة أمام هكذا اجرام. فالانسان خلق ليكون حرا وليس عبدا.
حقائق وارقام
- يتعرض أكثر من 150 مليون طفل لعمل الأطفال، وهو ما يمثل قرابة واحد من كل عشرة أطفال في جميع أنحاء العالم.
- يقدر عدد الأشخاص الذين يعيشون في الرق الحديث بنحو 40.3 مليون شخص، منهم 24.9 في السخرة و 15.4 مليون في الزواج القسري.
- هناك 5.4 ضحايا للرق الحديث لكل 1,000 شخص في العالم.
- 1 من بين كل 4 ضحايا للرق الحديث هم من الأطفال.
- من بين ال 24.9 مليون شخص المحاصرين في العمل الجبري، يتم استغلال 16 مليون شخص في القطاع الخاص مثل العمل المنزلي أو البناء أو الزراعة؛ و 4.8 مليون شخص في الاستغلال الجنسي القسري، و 4 ملايين شخص في السخرة التي تفرضها سلطات الدولة.
- تتأثر النساء والفتيات بصورة غير متناسبة بالعمل الجبري، إذ يمثلن 99 في المائة من الضحايا في صناعة الجنس التجاري، و 58 في المائة في القطاعات الأخرى. وفق احصائيات الامم المتحدة.
اضافةتعليق
التعليقات