مع بداية شهر محرم سيخرج كل مفكر و كل مهتم بأمر الإسلام رأسه خارج قوقعته و يذكر الأيتام والفقراء بينما لم نجد طوال العام لهؤلاء الأشخاص أي أثر، عندما يكثر الرحلات إلى تركيا أو البلاد الأخرى ويدفع مئات الدولارات في الترف أو يصرف الأموال لأجل صالات الأعراس الفخمة أو تجديد السيارات
والأجهزة الذكية الحديثة، لم نجد أي أثر عن هؤلاء كأنما كانوا غارقين في نوم الشتاء ولكن سنشاهد موجة من الإعتراضات على كل شيء يخص القضية الحسينية، لماذا يصرف هذه الأموال الطائلة لأجل المجالس الحسينية وهناك مئات الأشخاص يعاني من البؤس و الحرمان؟
أليس هؤلاء البؤساء والفقراء موجودين طوال العام؟
القضية الحسينية منهاج قوي لأجل ترسيخ العقائد وملف كامل يعيد الكرامة للمظلوم والمحتاج وما أكثر المظلومين في يومنا هذا.
عندما نذكر القضية الحسينية فإننا نتكلم عن القيم الإنسانية التي جسدها سيد الشهداء مع أصحابه وأهل بيته في كل خطوة كان يخطوها نحو الشهادة، عندما نفتح ملف الشهادة نجد القيم النبيلة التي سعى سيد الشهداء لأجل ترسيخها بين النفوس في ذلك المجتمع الرديء الذي فقد طعم الكرامة وانحنى أمام الطاغية يزيد.
فقد قال عنه الباحث الإنكليزي جون أشر:
((إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي)).
إذن عندما نتمسك بمجالس الحسين وننفق الأموال لأجل إحياء هذه المجالس لا نفعل ذلك هباءً بل إننا نذكر تاريخ كُتِبَ بيد العظماء، إننا نذكر قضية إهتمت بآيات الرحمن والقيم العليا
وبهذه الحالة نرسخ حب الخير والدفاع عن الحق وسلك طريق النجاة والحق عن طريق التمسك بهذه القيم.
عندما نعظّم هذه القضية سوف نفتح آفاقاً أمام جميع أفراد المجتمع كي يعيشوا في عزّ وشموخ، هذه السفرة تمتد ليأكل منها الفقير دون ذلّ بإسم الحسين، هذه القضية تُعاد كي تُذكّر كل مظلوم بأن عليه أن يقف في وجه الظلمة حتى وإن كان طاغوت زمانه قوياً وذا نفوذ..
من هذه المنابر يخرج القادة إلى العالم لينيروا العالم بإسم الحسين، هذه المجالس تغذي فقراء العقل والروح من الناحية الفكرية وتغذي فقراء الجسد من الناحيه المادية..
لو سألنا عن عدد الفقراء من الناحية المادية وعن الفقراء من الناحية الفكرية يا ترى أي واحد سيكون الأكثر؟.
بالطبع فقراء الفكر أكثر بكثير والدليل على ذلك ما نشاهده في العالم من موت ودمار، إذن المجالس الحسينية تروي الأرواح
وتنور القلوب بحب الحسين ليغيروا العالم بإسم الحسين مع صاحب الثار ولده الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف...
اضافةتعليق
التعليقات