إن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الكائنات أودع في كيان كل كائن منها مجموعة من الصفات في فطرته، وشأن الأنثى شأن كل الكائنات أودع الله تعالى في ذاتها وفطرتها مجموعة من الأمور أو الغرائز بالمعنى الأصح وجعلها ملازمة لها كأنثى مثل الأمومة والرحمة والعطف وكذلك الغيرة والتي هي محور حديثنا.
يختلف مفهوم الغيرة بين امرأة وأخرى، فالبعض يراها عبارة عن أحاسيس وتصرفات تحدث عندما تظن أن علاقتها القوية بشخص ما تُهَدَّد من قِبَل طرف آخر منافس، وهذا الطرف الآخر قد يكون مدركاً أو غير مدرك أنه يشكل تهديداً، وتراه أخرى على أنه عبارة عن مشاعر من الخوف لفقدان شخصٍ ما تحدث نتيجة للشعور بتهديد حقيقي أو وهمي من دخول شخص ثالث للعلاقة، فالغيرة موضوع قابل للمدح والذم في آنٍ واحد ، فهو يقسم إلى قسمين : غيرة محمودة وغيرة مذمومة ؛ فقد روي عن أمير المؤمنين _عليه السلام _ أنه قال : ( غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان )* إذن فالغيرة تكون محمودة عند اتصاف الرجل بها إذ أن غيرته إيمان ؛ وتكون مذمومة حال اتصاف المرأة بها لكون أن غيرتها كفر باعتبارها قد تمنع حلال الله ؛ وهذا لايعني أن غيرة المرأة تكون دائماً مذمومة فربما تخاف المرأة على شريك حياتها من الوقوع في الحرام وهذا ما يدفعها للغيرة لإبعاده عن خطر الذنوب وهذا شيء فطري خارج عن الإرادة ، فهذه الغيرة نابعة من منبع محبة ومصلحة معينة.
ولكن قد تصل الغيرة إلى حد تكون فيه أشبه بالمرض الذي يصعب علاجه أو قد يستحيل في بعض الأحيان كأن تصل إلى حب تملك الطرف الآخر وهذا نابع من قوة الحب الحاصلة في القلب فكلما زاد حب الشخص زادت الرغبة بتملّكه للطرف الآخر والاقتراب منه ومراقبته لضمان قربه..
وبالنتيجة سيكون الرد على تصرفاته بالنفور من الطرف المقابل وهذا خطأ كبير جداً إذ أنه يهدم العلاقات سواء كانت علاقات صداقة أم علاقات زوجية أو غيرها إذ أنه لايحق لشخص تملك شخص آخر مهما كانت درجة القرب أو درجة المحبة إذ يبقى لكل شخص كيانه المستقل وذاته الخاصة ، فعلى المرء أن يحافظ على جمالية الغيرة بعدم تجاوزها للحد المعقول خوفاً من أن تصبح مرضاً مستعصياً يصعب علاجه.
_________________________________________
اضافةتعليق
التعليقات