هناك بعض الواجبات التي نعرف من خلالها كيف هي الصورة المثالية التي يجب ان نتواجد عليها في هذه الحياة.
بما ان الوقود الذي يحرك الانسان ويدفعه لأن يستمر ويمضي هو الأمل فكيف يجب ان يكون أمل الانسان؟
يجب ان يكون املنا ايجابي اي ان نمتلك شحنات من التفاؤل الجدي للوصول الى الاهداف التي ننشدها ولا ينبغي ان تكون آمالنا مفرطة تحجبنا عن العمل الصالح وتجعلنا ننكب على الدنيا وحطامها فإن الامام علي (ع) يقول "من اطال الأمل اساء العمل".
فإن من سنن الحياة ان كل دقيقة تمضي فيها لاتعود ثانية وكل فرصة تنصرم فيها لا ترجع مرة اخرى فلا تؤجل عمل اليوم الى الغد كما تقول الحكمة الشهيرة، واغتنم كل فرصة وتذكر دائماً حكمة امير المؤمنين "كل معاجل يسأل الانظار وكل مؤجل يتعلل بالتسويف".
ولأن المغناطيس الذي يجذب الآخرين اليك هو الخلق الحسن فكيف يجب ان يكون خُلقك؟
إن من العقل والحكمة ان يكون الانسان اخلاقياً فالاخلاق هي الحالات الوسطى للتصرفات فالأخلاق السامية ليست تكتيكات مؤقتة بل هي استراتيجية دائمة كما ان من حسن الخلق ان تكون عادلاً اي ان تضع كل الامور في مواضعها وتعطي كل ذي حق حقه، فالعدل نظام الامر كما يقول مولانا علي (ع)، ولكي تطلع على كثير من مجالات العدل حري بك ان تقرأ رسالة الحقوق للأمام زين العابدين.
ومن الضروري ان لاتجعل هدفك من التزامك بالاخلاق السامية تحقيق المصالح بل اجعل التزامك بالاخلاق ديدناً لا تحيد عنه وطريقة حياة تجري في شرايينك وعادات وتقاليد وسجايا تطبعت نفسك بها وتخلقت ابتغاء الاحسان الى عباد الله وقبل كل شيء ابتغاء مرضاة الله، واختبارك لأخلاقك لايكون حين تكون وحدك بل عندما يوجد تماس واحتكاك بينك وبين الناس.
أما في مطالبك كن قنوعاً فالقناعة هي الخلق المؤدي الى الرضا بقسمة الله وعلى ذلك فإن من اسس السعادة القناعة، فالقانع يشعر انه غني دائماً وبشعوره ذلك فهو ناجح ومبتهج لايتسلل الغم إليه بخلاف الطامعين الذين يعانون من الغم وعدم استقرار النفس وبالنتيجة يكون مصيرهم الى الخسران فالمولى علي (ع) يقول: أزرى بنفسه من استشعر الطمع.
عليك ان تشكر دائماً فالشكر مفتاح الزيادة والبركة التي ينزلها الله تعالى على عباده والكفران آفة النعم فالشكر هو من يولد القناعة والكفران يولد الجشع والشكر اطمئنان وراحة نفسية على عكس الطمع الذي هو غم ومرارة.
واعلم ان شكر المخلوقين من شكر الخالق فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، ولا تجعل الحياء من الشكر يضر بمبادرتك لأن تشكر احداً ما فكم من انسان انفتحت له الابواب في مجالات متعددة واتته الفرص من كل مكان فمنعه حياؤه الزائد من انتهازها.
مجال الاحسان مفتوح وسعته سعة هذه الدنيا فكل خطوة تخطوها في الله وكل عمل تقوم به لمرضاته هو حسنة تثاب عليها فأحسن كما احسن الله اليك وكما تحب ان يحسن اليك، ولاتحتقر عمل الخير مهما كان صغيراً واسعَ لأن تجعل من نفسك انسان لخدمة العامة وللآخرين.
ولاترتبك من ردة فعل المقابل فأنت حينما تقوم بالاعمال الخيرة ضع في قرارة نفسك ان الناس معادن كمعادن الذهب والفضة فإذا لم تشكر فلا تتعقد ولا تتذمر بل اخلق في نفسك روح التفاعل في انجاز الاعمال حتى مع عدم تقديم الشكر اليك، ان الله لاينظر الى صورنا واجسادنا وانما ينظر بالدرجة الاولى الى قلوبنا مركز انبعاث النوايا ومن ثم الى اعمالنا.
اضافةتعليق
التعليقات