في 24 حزيران، تحتفي المرأة السعودية بالسماح لها بالسياقة بعد سنوات من الحرمان، فأصبح للنساء السعوديات الحق في قيادة السيارات لأول مرة في تاريخ البلاد بعد اتخاذ القرار برفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات في السعودية في إطار حزمة من الإصلاحات الاجتماعية التي يتبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأعلنت السلطات السعودية قرار رفع حظر قيادة النساء للسيارات في سبتمبر/ أيلول من السنة الفائتة، وأصدرت أول رخصة قيادة نسائية في وقت سابق من ذاك الشهر.
وكانت المملكة الخليجية هي الدولة الوحيدة التي لا تسمح للنساء بالقيادة، ما كان يضطر إلى الاستعانة بسائقين مقابل أجر لتوصيل النساء إلى وجهاتهن.
لكن هذا التحرك يأتي وسط حملة مكثفة ضد النشطاء الذين بدأوا المطالبة منذ سنوات بحق المرأة السعودية في قيادة السيارات.
وهناك 8 ناشطات على الأقل خلف القضبان، وقد يمثلن أمام محكمة مكافحة الإرهاب، مما قد يعرضهن لأحكام بالسجن لفترات طويلة، وفقا لمنظمة العفو الدولية.
ومن بين النساء المعتقلات في السعودية الناشطة لجين الهذول المعروفة بحملتها التي حققت انتشارا واسع النطاق للمطالبة بحق المرأة السعودية في القيادة.
وطالبت منظمة العفو الدولية بإصلاحات أوسع نطاقا في السعودية حيث لا يزال النساء يخضعن لقوانين وصاية الرجال.
وأطلقت جماعات حقوق الإنسان في السعودية عدة حملات للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارات.
وألقت السلطات القبض على عشرات النساء لإقدامهن على قيادة السيارات في الرياض عام 1990، كما نشرت بعض النساء مقاطع فيديو تظهرهن وهن يقدن السيارات في 2008، وفي الفترة ما بين 2011 و2014.
وقالت سبيكة الدوسري، المذيعة بالتلفزيون السعودي، إنها "لحظة تاريخية للمرأة السعودية"، من خلف عجلة القيادة بعد تفعيل قرار وقف حظر قيادة النساء السعوديات للسيارات منتصف الليل السبت الماضي.
وقالت الطالبة السعودية بكلية الصيدلة هاتون بن دخيل: "لقد انتهى عصر انتظار السائقين، ولسنا بحاجة للرجال بعد اليوم."
وكانت قد حصلت عشرة سعوديات على رخص قيادة في الخامس من يونيو/ حزيران بعد تحويل رخصهن الأجنبية إلى سعودية في عدد من المدن في مختلف أنحاء البلاد.
وقالت السلطات السعودية إن حوالي 2000 سيدة حصلن على رخص قيادة بمجرد رفع الحظر عن قيادة النساء.
ويتعين على النساء الالتزام بمعايير في الملابس التي يرتدينها ويمنع عليها مرافقة أي شخص من خارج العائلة. وحال رغبة المرأة في السفر لابد أن يكون هناك قريب من الدرجة الأولى في صحبتها أو الحصول على موافقة كتابية من المسؤول عنها.
فرحة نساء سعوديات خلف مقود السيارة
هذا وتحمل كثير من النساء السعوديات رخص قيادة دولية وكن يقدن في أوروبا ودول الجوار ولكن ليس في السعودية قبل قرار رفع الحظر.
وفي هذا السياق احتفتْ صحف عربية - خاصة السعودية منها - بتمكينِ المرأةِ السعودية من قيادة السيارة، في تطورٍ وصفتْه بعض الصحف بأنه "الأبرز والأهم في الحراك الاجتماعي" في المملكة.
وصادف يوم الأحد أول يوم تقود فيه المرأة سيارتها في ربوع المملكة العربية السعودية، بعد أن أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز، في 26 أيلول/سبتمبر، أمراً باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة للذكور والإناث على السواء.
"يوم تاريخي"
وقد تصدّر الخبر عناوين الصحف، فقالت أخبار الخليج البحرينية: "يومٌ تاريخي للمرأةِ الـسعـودية.. قرارُ السماح للمرأةِ بقيادة السيارة يدخلُ حيزَ التنفيذِ اليوم".
وقالت النهار اللبنانية: "المرأةُ السعودية قائدةُ مجتمعٍ لا مركبة".
وحملت البيان الإماراتية عنوانا يقول: "المرأةُ السعودية تقودُ مسارَها بنفسِها اليوم".
وذكرت صحيفة الاتحاد الإماراتية أن ريم ابنة الملياردير السعودي الوليد بن طلال، كانت أول من قادت سيارة في السعودية وذلك في تمام الساعة الثانية عشرة ودقيقه واحدة من صباح الأحد في العاصمة الرياض، وذلك وفقا لفيديو نشره الوليد يُظهر ابنته وهي تقود سيارتها.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن محمد، إشادته بالقرار، قائلا إنه جاء "ضمن جملة إصلاحات تهدف إلى تمكين المرأة من كامل حقوقها وفق أطر الشريعة الإسلامية الغراء التي جاءت محافظة على مكانة المرأة وكرامتها".
وتحت عنوان "على موعد مع التاريخ"، كتب خالد بن حمد المالك في صحيفة الجزيرة السعودية يقول إن "قيام المرأةِ بقيادةِ سيارتِها ابتداءً من اليوم يُعَدُ خُطوةٌ مهمة على الطريقِ الطويل، وسوف تزيلُ عنا كلَ الاتهاماتِ بحرمانِ المرأةِ السعودية من حقِها، كما سوف ينتهي إلى الأبد استخدامُ هذه القضية في الإساءةِ إلى المملكة".
ويصف سليمان العقيلي، في النهار اللبنانية السماحَ للمرأةِ السعودية بالقيادة بأنه "لا يشكلُ حدثاً بيروقراطياً معزولاً عن سرديةِ النهضة في المملكةِ المحافظة، بل هو إعلانُ تحوّلٍ تاريخي في دورِ المرأةِ في الفضاءاتِ العامة للبلاد".
في نفس السياق، يقول محمد العصيمي، في اليوم السعودية: "هذا اليوم ليس ككل يوم مرّ على المرأة في المملكة. هو يوم تاريخي واستثنائي سيظل محفورًا في ذاكرة وطننا وأجياله، باعتباره منعطفًا زمنيًا جلست فيه المرأة خلف مقود سيارتها لتذهب إلى مشاويرها بنفسها آمنة مطمئنة".
"كرنفال سعودي"
كذلك كتب فاضل العماني في الوطن السعودية يقول: "لقد تحوّل هذا اليوم إلى كرنفال سعودي داعم للمرأة السعودية في تجربتها الجديدة، وهو استحقاق طبيعي يُضاف لسجلها الحافل بالتقدير والتكريم والاحترام، ليس على الصعيد الوطني وحسب، بل على الصعيد العالمي الذي تتبوأ فيه المرأة السعودية أعلى المناصب والوظائف القيادية الكبرى".
وأضاف بأن "قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وكل ما سبقه وسيلحقه من قرارات تاريخية هي رغبة واضحة وإرادة قوية وطموح كبير لتشييد مملكة سعودية جديدة سقفها عنان السماء".
ووصف فاروق يوسف، في العرب اللندنية السماح للنساء بقيادة السيارات بأنه "قرار ثوري، استطاعت من خلاله القيادة السعودية أن تضع المرأة في مكانها الصحيح. غير أن تلك الخطوة لا تتعلق بالمرأة وحدها بل هي أيضا خطوة محسوبة من أجل تثوير المجتمع بأكمله".
أما حمود أبو طالب، فيقول في صحيفة عكاظ السعودية، إنه مع بدء قيادة المرأة للسيارة "من الطبيعي حدوث ارتباك في الشوارع، فالمرأة ستجد فرقاً بين التعليم النظري للقيادة وبين ما يمارسه الكثير من السائقين في شوارعنا، ربما يزعجهن هذا الواقع كثيراً لكن هذا هو الحال حتى يتعدل".
غير أن الكاتب قال بنبرة تشجيعية للمرأة: "اليوم يومك يا سعودية، ونحن معك لإنجاحه بشكل مشرف إن شاء الله".
#المراه_السعودية_تسوق بعد عقود من الزمن
فبعد نضال دام لأعوام دقت ساعة الصفر وبدأ سريان تطبيق القرار.
ويعتبر القرار أبرز التغييرات الاجتماعية التي تشهدها المملكة منذ تسلم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زمام الأمور قبل عام.
وقد أطلق ناشطون سعوديون هاشتاغ #المرأة_السعودية_تسوق احتفالا بالمناسبة، ليتصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في عدد من الدول العربية حاصدا أكثر من 335 ألف تغريدة.
وفي المقابل أطلق سعوديون معارضون لقرار الملك هاشتاغ #لن_تقودي حاصدا أكثر من 22 ألف تغريدة ليكون من ضمن قائمة الترند في السعودية، معتبرين أن من واجب الرجل تأمين متطلبات الزوجة والبنت والأخت، ولهذا فهم يرفضون القرار.
ورد سعوديون على الهاشتاغ بتغريدات اعتبرت هاشتاغ #لن_تقودي أصبح من الماضي بعد تطبيق القرار الذي يقضي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.
سعوديات يتأهبن لقيادة السيارة...أين سيذهبن؟
وفي هذه اللحظة التاريخية كما يصفها عديدون تنتظرها النساء السعوديات الآن بعد السماح لهن بقيادة السيارات.
التقت بي بي سي بنساء سعوديات يحملن رخص قيادة دولية وحصلن بموجبها على رخص قيادة سعودية، وسألتهن عن أول رحلة بالسيارة سيقمن بها. وتعددت الاجابات عن وجهتهن الأولى وشعورهن وهنّ يسقن لأول مرة.
اضافةتعليق
التعليقات