تمثل الحالة الاقتصادية المحرك الأساسي لإدارة الأمور ولاسيما تلك التي ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة الانسان والمحافظة عليه من جميع جوانب الحياة كيف اذا كان ذلك الجانب الصحي الذي يكون حساس جداً لأن الإخفاق به يلزم بنتائج غير محمودة العاقبة، وخصوصا نحن اليوم نعيش في عالم المادة التي تحكمنا سواء من ناحية الميزانية في الدولة وإعلان التسعيرة التي دمرت الكثير من الناس الفقراء ليزداد بؤسهم ومرضهم بسبب ضعف حالتهم المادية وصعوبة إدارة امورهم وتأمين العلاج المطلوب وكذلك صعوبة الاهتمام بمرضاهم من ناحية العلاج والغذاء والزياره المتكررة التي أيضا ضمن لائحة فرض الضريبة لزوار المرضى، ومن ناحية اخرى فقدان الاهتمام بالمريض وعلاجه في المستشفيات الحكومية إلا من حكمه ضميره للعمل واضطرار بعضهم للإقبال على المستشفيات الأهلية رغم بهظ اسعارها الا انها تقدم خدمات افضل بسبب الوارد المادي.
وجهنا سؤالاً لبعض الأشخاص لمعرفة ارائهم حول هذا الموضوع ، وكان السؤال كالتالي: برأيكم مامدى تأثير الوضع المادي على الاهتمام بالخدمات الإنسانية؟!
ابو فاطمة أبدرى رأيه قائلا:
هناك تأثير واضح للعامل المادي ودور مهم حيث باعتباري احد المراجعين قمت بتحويل مريضي من القطاع العام الى القطاع الخاص وعلى حسابي الشخصي وذلك بسبب الاهمال في ذلك القطاع الذي أدى بحياة الكثيرين من الناس دون وضع حد لمعالجة الامر فيضطر المواطن للإقبال على القطاع الخاص الذي يكون اقل بقليل من المستشفيات الأهلية.
ام زينب:
تركت الذهاب الى المستشفى ولا أرغب أبدا بدخولها يوماً وخصوصا الحكومية التي تكون الإنسانية فيها مفقودة بشكل كبير جداً حيث بدأت بوضع برنامج صحي لطعامي واخذت أسير عليه لتفادي الامراض وترك قرع أبواب المستشفى بعد ان سجل الإهمال اعلى مراتبه فيها.
أما هبة تقول:
العمل بضمير هذا ما كان مطلوب من كل عامل في مهنة، كيف وان كان ذلك العمل هو عمل انساني بحت ويتسلم مسؤولية روح تحت يده وهنا يحكمه ضميره في علاجه ان كان يرى رضا الله وضميره سوف يقوم بعمله على أتم وجه وان كان من عبدة المال الذين اتخذوا هذه المهنة لملئ جيوبهم فقط غير ابهين بحياة الناس المستضعفين حيث انهم ان وجد المال عملوا بجد وان لم يجدوه لا يأبهون لما يحصل.
زهراء تقول:
الجانب المادي ضروري جدا في الاهتمام بالمريض وتقديم الرعاية المطلوبه له سواء من قبل الكادر او من الموظفين الآخرين الذين يعملون في المؤسسة حيث أصبحنا نرى اليوم المستشفيات عبارة عن مكان لتواجد العصابات المالية التي تهتم في كسب المال وحصولها عليه بأي وسيلة غير مكترثين لسلامة من يعملون لأجلهم.
ابو فاطمة:
لا نستطيع ان نخدع أنفسنا ونتكلم عن الاهمال في المستشفيات الحكومية والعاملين فيها لأننا أصبحنا نعرف جيدا أهمية الجانب المادي وذلك لحصولنا على العناية الكاملة التي نحتاجها والمتوفرة في المستشفيات الأهلية وكأننا اليوم نشتري صحتنا بمالنا، اما الفقراء والطبقة الفقيرة الذين لاحول لهم ولا قوة ولايملكون مايسد رمقهم والامراض لا تتردد في ان تزورهم أولئك من يكونون عرضة للإهمال وتدهور احوالهم وبذلك نحن نأمل ان يتم الالتفات للأمر واخذه بعين الاعتبار لاحتواء أولئك الضعفاء لانها خدمة انسانية ونحن نسير على مبدأ ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.
اضافةتعليق
التعليقات