عندما نتصفح التاريخ التعليمي في بلاد الرافدين نجد تاريخا مشرقا بالعلم والثقافة حتى انه اول من ابتدع الكتابة، وظهرت الكتابة في ذاك الزمن على الألواح الطينية باللغة المسمارية عام 3600 ق.م. وكان ينقش على الطين وهو طري بقلم سنه رفيع. ثم يجفف الطين في النار أو الشمس، كهذه النفائس التاريخية التعلمية الذي يجعل منه اول بلد في العلم والتعليم، ومن الصعب ان تجد في خارطته من لا يقرأ ولا يكتب، فهو مهد الحضارة والثقافة، وابناءه هم وراثة ذاك العلم، فكيف يمكن ان يكون بلد يحتوي على هذه الكنوز فقيرا في العلم والامكانيات التعليمية بعدما كان شعاعا يضيء به العالم.
وقد لا يصدق ان العراق الذي يحتوي على اغلى الثروات في العالم، يعيش في مستوى تعليمي لا يناسب امكانيته ووضعه الاقتصادي، فهناك الكثير ممن يعاني من الجهل الاممي، والنقص في تأهيل المدارس وعدم توفر الكادر التعليمي كما هو في بعض المدن، والعجيب ان هناك مدارس من الطين، في بلد يملك النفط، ويتزاحم الطلاب فيما بينهم على معاقد من خشب مكسور، فيما نجد ان هناك بلادا لا تملك نصف ما يملكه العراق ويوفر الاحتياجات التعليمية في كل الفصول حتى يتمتع الطالب في حياته العلمية ولايؤثر على مستقبله، ورغم الميزانية التي خصصت لدعم التعليم من كل عام الا انها سرعان ما تذهب في هباء الريح.
ووفقًا لتقارير (منظمة اليونسكو)؛ فإن العراق كان يمتلك في فترة ما قبل حرب الخليج الثانية عام 1991 نظامًا تعليميًا يُعتَبَر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة، وكانت نسبة الأمية في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي تكاد تقترب من الصفر، حيث كانت الحكومة العراقية ترعى حملات محو الأمية، وأصبح التعليم إلزامًا، ويعرض نفسه للعقوبة كل من يحول دون حصول أي عراقي -طفلًا كان أم شيخًا مسنًا- على مبادئ القراءة والكتابة الأساسية.
وعلى مدى السنوات، عادت الامية من جديد وزاد الوضع سوءًا بعد عام 2003، واضطر ملايين الأطفال لترك مدارسهم، بسبب الحروب والنزاعات الطائفية وضيق الحال، وضعف التعليم في الجامعات الحكومية والأهلية، وأصبحت هي الاخرى مهددة، فلم يسبق أن وصل التعليم إلى هذا الحال، وذلك وفق شهادات من منظمات دولية وعربية.
وبعد الاستقرار من الحرب عادت الحياة من جديد الى المجتمع العراقي، الا انه افتقد الى الكثير ومن اهم ما افتقد هو التعليم وتجهيز الدولة لهذه المرحلة، وحسب تقارير لمنظمات دولية وإقليمية تشير إلى وجود ما يزيد على ألف مدرسة طينية في العديد من محافظات العراق، لاسيما المناطق الريفية منها، وتخلو هذه المدارس من المستلزمات الأساسية التي تتوافر في المدارس العادية حتى داخل العراق، فلا وجود لمكتبات أو ملاعب تناسب عمر الطفولة، أو مرافق صحية صالحة للاستعمال البشري، وعدم توفير الرعاية الطبية للطلاب فاصبحت الامراض تنتقل بين الطلاب لنقص في الامكانيات ففي الشتاء يغزوها البرد والمطر، وفي الصيف اشعة الشمس الحارقة، وتنهار بعض صفوفها عند اول عاصفة.
وحسب اخر الإحصاءات الدولية في التعليم العراقي..
*إن نسبة القادرين على القراءة والكتابة في البلد قد وصلت إلى أقل مستوياتها في تاريخ العراق الحديث، فبلغت في العقد الأخير ما يقارب 60%، حيث عانى أكثر من 6 ملايين عراقي من الأمية التامة نتيجة للحروب التي اتت على البلاد والحصار الاقتصادي الذي دام أكثر من 13 عام. أما اليوم، فيبلغ معدل التعليم في البلاد 78.1% (المرتبة 12 عربيا).
*الفجوة من 3590 مدرسة في عام 2003 نتيجة تحولات في ضعفين أو ثلاثة أضعاف في المباني المدرسية.
*حوالي 70 ٪ من المدارس تفتقر إلى المياه النظيفة والمراحيض.
*حوالي 1000 مدرسة يتم بناؤها من الطين والقش، أو الخيام.
*رداءة نوعية المدخلات وتشمل: مختبرات العلوم والمكتبات والمعدات، والمناهج التي عفا عليها الزمن، وعدم تدريب المعلمين، وتغيب الموظفين، وظاهرة انتشار واسعة من الدروس الخصوصية التي تأخذ بعيدا عن النظام العام.
* استهداف العاملين في مجال التعليم من خطف وقتل واغتيالات.
* ارتفع معدل التغيب من قبل المدرسين والطلاب، خاصه الفتيات ويرجع ذلك إلى الوضع الأمني الخطر.
65* ٪ من المشردين هم من الذكور.
20000* معلم مشرد.
والإجراءات الحالية حسب ما نقلته الموسوعة الحرة .انه لا يزال نظام التعليم في العراق يعمل على تحسين الوضع فقد وضع بعض الإجراءات من اهمها.
*إعادة تأهيل 3600 مدرسة.
120000*معلم جديد.
*التركيز على تعليم الفتيات.
*إصلاح المناهج وتغير بعضها.
*توفير مصادر التعلم.
*بناء المدارس.
▪توفير الكتب المدرسية، ويهدف المشروع إلى التمويل وتوزيع 69 مليون كتاب مدرسي ل 6 مليون طالب وطالبة موزعة على كافة المحافظات لعام 2004/05.
اضافةتعليق
التعليقات