اليوم العالمي للإنسانية هو مناسبة سنوية تحتفل بها الأمم المتحدة في 19 أغسطس من كل عام، تكريماً لجميع العاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون خدماتهم وحياتهم من أجل مساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم. من الموقع الرسمي للأمم المتحدة
قد يكون اليوم العالمي للإنسانية قد أقرته الأمم المتحدة ولم تعمل به اطلاقاً وما يحدث في غزة خير مثال على ذلك، لكن أهل البيت (عليهم السلام) هم من وضعوه وأسسوه وعملوا به هم وشيعتهم فنلاحظ كمية التكافل الاجتماعي الحاصل في زيارة الأربعين التي أدرجتها منظمة اليونسكو للعام الخامس على التوالي ضمن قائمة التراث غير المادي.
إن العطاء المقدم بشتى أشكاله وأنواعه في مسيرة العشق لا يمكن وصفه أو احصائه فالمواكب على طول الدرب لا تقدم فقط طعام أو شراب إما كل ما يحتاجه الزائر مثلاً (موكب لتصليح وصيانة عربات الأطفال وعربات كبار السن، موكب لصيانة الأحذية، موكب للرسم والألعاب للأطفال لإعانتهم على الطريق الطويل، شخص يقوم بتوزيع رصيد للزائرين، مجموعة من الشباب صنعوا مكاناً لشحن الهواتف ووفروا كافة أنواع الشاحنات، مواكب لغسيل ثياب الزائرين التي امتدت على طول الطريق، المفارز الطبية التي تقدم خدمات متنوعة للزائرين من طبابة الاسنان مروراً بالأدوية وحقن الابر وغيرها من الخدمات الطبية، مواكب توزع الثياب خاصة أن السائرين من مسافات طويلة لا يمكنهم حمل ثياب كثيرة، كما أنه يوجد موكب سنوياً يوزع عربات للأطفال، المواكب الثقافية لتعريف عن أهمية الاكثار من دعاء الفرج وذكر الامام الحجة في هذه الأيام المفجعة، وغيرها من الخدمات المقدمة طيلة الطريق).
إضافة إلى الفئات العمرية الصغيرة التي تقدم الماء للزائرين والفئات الكبيرة بالعمر فنرى شيخاً طاعناً في السن متواضع الحال يقدم أعواد تنظيف الاسنان وأعواد تنظيف الاذن على قدر امكانيته يريد أن يخدم زائري الحسين (عليه السلام) وامرأة كبيرة في السن وضعت ماكينة خياطتها وعدتها الخاصة لتخيط ثياب الزائرين والطابور يقف قربها خاصة أن الخياطة هي خدمة استثنائية ومهمة جداً.
إن السائر على طريق العشق الإلهي يشاهد مناظراً تروي ظمأ الروح وتدمع الأعين من شدة الإخلاص لله في إدائها، يستحيل أن يرى العالم كل هذه المناظر في مكان واحد سوى طريق الأربعين لذا لابد لنا ومن مسؤولية كل واحد منا أن يوثق وينشر كل هذه التفاصيل لنستطيع عولمة القضية الحسينية وايصالها لكل العالم بما تحمله من جمال المعنى.
خاصة مع وجود جهات معينة وظيفتها التقاط المواقف السلبية للزيارة التي تمثل أفراد فقط ونشرها وترويجها لتوجيه الرأي العام على أنه رياء أو جلب الشبهة بشكل أو بآخر لذا لابد من نشر كل ما ينقل جمال هذه القضية للعالم أجمع، في الأعوام السابقة معظمنا قد شاهد التصريح الخاص لإحدى أشهر المصورات في العالم التي جاءت في زيارة الأربعين وسارت من النجف إلى كربلاء وشاهدت وصورت كم من المشاهد التي بقيت عالقة في قلبها وعقلها أكثر من كاميرتها وهي تصرح بأنه لا يوجد كهذا الطريق في العالم صارت تبكي لأن مجرد تذكرها لتلك الخطوات تتأثر وتبكي وهذا الحال لكثير من الأجانب والمستشرقين والذين صاروا شيعة بفضل هذه الزيارة المليونية التي لا ينتهي الحديث عنها فالكلام لا ينقل سوى شيء بسيط مما يحدث..
اضافةتعليق
التعليقات