• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

علامات وهبات لأهل الطاعة والإخلاص في زمن الغيبة

فاطمة الركابي / الأربعاء 01 تشرين الثاني 2023 / اسلاميات / 1686
شارك الموضوع :

العلامة الاولى بقوله (صلوات الله عليه): [ترع إليك مثل الطير إذا أمّت أوكارها]، فهي بمثابة خريطة لنفسية أهل الطاعة

في حديث عن إمامنا العسكري لإمامنا المهدي (عليهما السلام) قال في مقطع منه: «واعلم: أن قلوب أهل الطاعة والإخلاص ترع إليك مثل الطير إذا أمّت أوكارها، وهم معشر يطلعون بمخائل ذلة الاستكانة وهم عند الله بررة أعزاء، يبرزون بأنفس مختلة محتاجة وهم أهل الثقة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد، خصّهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العز في دار القرار، وجبلهم على خلائق الصبر عبد الله العاقبة الحسنى وكرامة حسن العقبى»(١)، عند التأمل في هذا الحديث* نجد إنه يعطينا علامات لأصحاب هذه القلوب تميزهم عن غيرهم في علاقتهم مع ربهم وإمام زمانهم:

العلامات الأربع لأهل الإخلاص والطاعة

العلامة الاولى بقوله (صلوات الله عليه): [ترع إليك مثل الطير إذا أمّت أوكارها]، فهي بمثابة خريطة لنفسية أهل الطاعة والاخلاص في علاقتهم مع إمام آخر الزمان، فهم في إرجاع أمورهم وشؤونهم إليه من أهل التسليم والتوكل كالطيور، كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «لو أنكم كنتم توَكَّلُون على الله حق توَكُّلِهِ لرزقكم كما يرزق الطير، تَغْدُو خِمَاصَاً، وتَرُوحُ بِطَاناَ»(٢).

فأهل الطاعة لا ينشغلون بهموم أرزاقهم المادية من أين يحصلونها؟ بل هم يرجعون بذلك لوليهم الذي هو خليفة الله في أرضه، فهم يعيشون الأمان المادي بأن هناك من يمدهم ويرزقهم ويرعاهم، ويعيشون الأمن النفسي بالتوكل عليه في يقينهم بدوام تهيئة الأسباب التي بالسعي فيها ينالونها - بالنتيجة الطيور تحركت وسعت ثم نالت رزقها- فالمقام هنا ليس فيه دعوة لتواكل على الإمام بل استشعار حضوره وولايته وكفالته لمواليه وشيعته.

العلامة الثانية بقوله (صلوات الله عليه): [وهم معشر يطلعون بمخائل ذلة الاستكانة، وهم عند الله بررة أعزاء]، إذ أن بها تبيان لعلاقتهم بالله تعالى، فهم يظهرون له (سبحانه وتعالى) حالة الذلة والاستكانة، فيُظهر الله تعالى عنهم عند وليه وأهل خاصته اعتزازه بهم وكيف أنهم من أهل البر ومن ذوي عمل الأبرار.

كما في سورة آل عمران نجد آيات تصور لنا حال أمثال هؤلاء بقوله تعالى: {رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ(١٩٣)}، بالمقابل تعالى يذكر حقيقة أحوالهم وأعمالهم بقوله: {فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ(١٩٥)}، فما أظهروه هو طاعتهم بتلبية نداء المنادي للايمان، وما اظهره عنهم تعالى من طاعات أنهم من أهل الهجرة والمجاهدة وممن تحمل الأذى والقتل في سبيله عز وجل.

أما العلامة الثالثة بقوله (صلوات الله عليه): [يبرزون بأنفس مختلة محتاجة وهم أهل الثقة والاعتصام]، هي أيضًا مرتبطة بالعلامة السابقة -بشكل أو بآخر- في ذكر أحوالهم مع ربهم، فهم لا يقدمون طاعتهم وكمالياتها وقوتهم أو غناهم، بل يبرزون بين يدي ربهم معايبهم ونواقصها وفقرهم إليه، مع أنهم من أهل الثقة الذين لا يُخلُون بوعودهم ولا ينقضون عهودهم التي بينهم وبين ربهم، أي وصلوا إلى درجة من العصمة المكتسبة التي تؤهلهم أن يكونوا من أهل الوفاء والاستغناء بالله تعالى.

ثم العلامة الرابعة وهي: [استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد]، فهي تشير إلى وصولهم إلى درجة من التعمق في الدين والتفقه فيه بدراية وبصيرة، فكانوا له سداً منيعًا وحصنًا يحميه من الشبهات ويرد عنه كل الاجتهادات التي لا تنتمي إليه من قِبَلِ كل من ضده ويعاديه.

هبتان إلهية لأهل الطاعة والإخلاص

ثم يذكر الحديث علامتان وكأنها هبات إلهية لحيازة تلك العلامات التي اوجدوها وصنعوا بها ذواتهم:

الأولى بقوله (صلوات الله عليه): [خصّهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العز في دار القرار]، إذ قال الإمام (عليه السلام) إن الله تعالى هو الذي خصهم بها وليست من صنعهم، فهم في مجاهدة النفس والأعداء قد يصلون إلى مرتبة تحمل الضيم، ولكن هنا الإمام عبر بمفرد [احتمال] أي الاستمرار في التحمل حتى ظهور دولة العز الإلهية ونيل الخاتمة الحسنة، تلك التي تقر معالمها في قلوبهم وبها يصلون إلى محل استقرارهم الأبدي، أي -وكأن- الله تعالى هنا رزقهم قلوب مستقيمة على طاعة الإمام والإخلاص له مع كل ما سينالهم من ضيم العيش في زمن الغيبة.

والثانية هي: [وجبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى وكرامة حسن العقبى]، فهذه أيضًا تبين أن هذه الهبة منه سبحانه، فالله تعالى هو جبلهم أي أظهر ما في فطرتهم من خلائق الصبر وليس فقط الصبر في تحمل ما في غيبة وظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه) من ابتلاءات وتمحيص وتكاليف، لينالوا بذلك أجر الصابرين في الآخرة، بعد أن نالوا كرامة الكون مع الصابرين في زمن الغيبة وفي الظهور أيضًا، فحسن العقبى في الدنيا مقدمة لنيل العاقبة الحُسنى في الآخرة.

——————-

*ملاحظة // ما كتب في هذا المقال من تأملات هي مستندة على ما ورد من تبيان لمقاصد مفردات هذا الحديث من قبل سماحة السيد بهاء الموسوي(بتصرف).

(١) كمال الدين وتمام النعمة :ج ١، ص ٤٧٦.

(٢) بحار الأنوار: ج ٦٨، ص١٥١.

الامام المهدي
الدين
القرآن
الشيعة
اهل البيت
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة