القرآن أفضل كل شيء دون اللّه، "فمن وقّر القرآنَ فقد وقّر اللّه، ترتل آيات المجيد وتنعى بحزن عميق السيد القتيل في قارورة العشق الحسيني وفداء الحنجرة عرفت قارئة القرآن .
رقية علي الحَـسناوي بأنفاسها الولائية وتراتيلها في المحافل النسوية .
كان لابد من طرح هذه الأسئلة للقارئة رقية، مجالسة أهل القرآن فخر عظيم كما جاء في الحديث عن منزلة قارئ القرآن: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ".
نبدأ بتعريف القارئ: من هي رقية الحسناوي ؟
رقية علي چفيت جواد، كلية التمريض جامعة كربلاء / مرحلة ثالثة ، خادمة الثقلين، قارئة وحافظة لكل القرآن الكريم، كذلك ناعية وخادمة أرثي آل محمد (ملا) ...
حاصلة على مراتب متقدمة (مراكز أولى) محلياً ووطنيا ً وآخرها المسابقة الدولية في دولة إيران / مشهد الرضا (عليه السلام) المرتبة الخامسة في مجال القرآن الكريم.
نبدأ حديثا حول المسيرة العملية بصورة عامة وكيف كانت التحديات .
كيف كانت نظرة المجتمع للمرأة العاملة من العباءة؟
تحديات المرأة والعمل والحجاب؟
١- إن كانت أثرت سلباً فالقليل القليل جداً... البعض يرينَ بأنها تُعيق مسيرتهن في كونها تكون شخصيةً ناجحة كون الواقع الآن متأثر بثقافة الغرب والتي تتطلع إلى أن تكون النساء الأُخريات بمظهرِ تبُرُجٍ على أنهن يجذبنَ الأنظار ....أماّ هي فتأثيرها الإيجابي أكثر وأوسع نظرة بالنسبة للروح والخُلُق الحَسَن.. ففي مجتمعنا الآن للأسف وإنه لَأمرٌ مُحزن أنه افتقدنا الالتزام بالعباءة العراقية على وجه الخصوص قد قَل أو نقول بأنه تلَبَسَ بأمورٍ تنحدر عن هدف العباءة الحَق.
٢-سابقاً كان التَخلُف في الأفكار سائداً من حيث السياسة البائدة والجائرة ومن خوفٍ ورهب فقد جعل التمسك بها تحت التهديد صعبَ التحقُق، وكون المجتمع أكثره خانعاً للضغط من السياسيين آنذاك فقد استحقروا ومارسوا أساليباً كثيرة ضد المرأة وهذا يحُدُ من تحقيق المُراد منها...أمّا حالياً في وقتنا هذا فقد تنوعت النظرات للمرأة الملتزمة بالعباءة ومع تطور التكنولوجيا فقد أصبحت للأسف البالغ للشدة أن هدفَ الشباب أو الرجال بالأحرى_ أن يُخضِعوا المرأة المُتعفِفة للذِلِ والإهانة ويجعلوا منها أُضحوكةً في تجمعاتهم وأصبحَ حديثهم الدارِج هو أن هذه الفتاة المرتدية للعباءة لا تمُتُ لها بصِلة فقد أخضعناها لرغباتنا وأشبعتنا منها وهي أحطت من نفسها لنا فأصبحت مِحور أحاديثهم أن كل امرأة مرتدية للإرث الفاطمي هي امرأة متدنية ذاتياً، ليس الكُل ينظر هكذا لكن هذا الأمر قد جذبني للتنويه عليه لعله يصل إلى مسامعهم ويهتدوا إلى الرُشدِ وطريقِ الحَق.
٣- أقول تحدي أم أقول إغراء...
التحدي بأن تجلب نتيجة أيجابية وتهزم الذين تحدوك بجدارة وفخر ونتيجة تُرضي الجميع وتُفتِح أذهانهم أمرٍ كانوا يجهلوه... أما الآن فيستخدمون أسلوب التحدي بإغراء الشخصية المقابلة فإن كانت المرأة قد حوت هذا اليقين فبقائها رغم التحديات شامخةً بعِزِها دوماً بإرثِ السيدة الزهراء ففوزها بالتحدي ضمن مجالها العملي تراها تُصبِحُ لامِعةً وعاليةَ المكانة شامخةً أبيةً راسخة تفرِضُ الحب لها والإحترام والثقة _أخذتُ هذا عن تجربتي في المستشفى_ .
٤-لولا الحجاب لأصبحتُ طُعماً لِكُلِ من هَبَّ ودَب وبنظرةٍ قد شاهدتها بأُمِّ عيني... إنَ الله قد كرَمَ المرأة ورفع شأناً وجعل منها ذاتَ مكانةٍ مرموقة عندما فرض عليها الحجاب جعلَ لها خصوصيةً تحفظُها من مطامع وهفوات ضعيفي النفوس.
فالحجاب جعل مني بعملي (أحكي عن تجربتي) أفوز باحترامٍ فائقٍ من الذين عملتُ معهم وأصبحوا ذوو ثقةٍ بأن يُكلفوني بأمورٍ وهم ليس من السهل تسليمها لأي شخص... لاحظتُ بأنه لولا عباءتي لَمَا كُنتُ بهذا المكان، ولَمَا حَظيتُ بمكانةٍ مرموقةٍ بعملي عند المحيطين بي...
٥-سبقتُ الحديثَ حديثاً بأني أحكي عن تجربتي:-
في مجالي الآن وأنا كطالبة واجهتُ كثيراً من الانتقاد كوني لا أُعطي الفُرصةَ للنقاش مع الرجل الأجنبي حتى وإن كان زميلاً لي فقط ضمن حدود مجال واجبي كممثلة عن الشعبة وواجبي تجاه دراستنا..
من وِجهةِ نظري بعد ما رأيتُ في تجاربي القليلة:- أن الحجاب لا يمثل فقط ربطة الرأس والعباءة ، بل كلمةُ الحجابِ تشمل معانٍ عديدة بضمنها أن أحجُبَ ما حَرّمَ الله عن الرَجل الأجنبي كالمفاكهة التي قد أصبحت دارجة في مجتمعاتنا... فهنا قد تفقد المرأة عفتها واحترامها لذاتها... لكونها مهما تحدثت مع الرجل لن يفهم مشاعرها أو مقصودها كما تتحدث مع من هي من نفس جنسها أي مع إمرأة أُخرى... وواجهتُ الكثير والكثير، لكني بعد ذلك أرى بأن الثبات صعبٌ جداً والإلتزام يحتاج إلى صبرٍ قوي وإيمانٍ مُتَجذِر حتى نقاوم تلك المغريات والفتن، لذلك وجدتُ نفسي عندما أكون ملتزمة يزداد احترام الآخرين لي وهذا لن يجلب لي الخجل أبداً بل على العكس جلبَ لي كل الودِ والاحترام.
هذا ما أستطيع الاجابة عليه فللحديثِ شجون والقلمُ يعجزُ عن تدوينِ الجميل منه.
اضافةتعليق
التعليقات