• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذاكرةٌ موقوتة وذكريات

اسلام نادي / السبت 02 تشرين الثاني 2019 / تطوير / 2022
شارك الموضوع :

تَمضي الحياة دون توقف في دائرةٍ لا أدري أنقودها أم تقودنا، وتُسرع بنا الخُطى نحو النّهاية.. نحو الموتْ، حيث النهاية الحتْمية لكلّ واحدٍ مِنّ

تَمضي الحياة دون توقف في دائرةٍ لا أدري أنقودها أم تقودنا، وتُسرع بنا الخُطى نحو النّهاية.. نحو الموتْ، حيث النهاية الحتْمية لكلّ واحدٍ مِنّا.

يأتي الموت فجأةً في صورةٍ موجعة يَخْتَطف مِن بيننا مَن يريد كما يريد، تصعد الرّوح إلى السماء، ويحمل المُشيّعون الجنازة على أكتافهم، يهبطون في القبر ويُرقدونه في سلام، يدعوا له مَن يدعوا ويدعوا عليه مَن يدعوا، ينصرف النّاس لتمضي عجلة الحياة مِن جديد دون توقف ليقضي الله أمره النّافذ في روح أخرى، لتصعد للسماء كي نرقده في القبر ونمضي.

بينَ هذه الأقدار المُتصلة، والّتي تنسج خيوطاً دقيقة ومُحكمة في نواميس الكون لتكتمل سُننه دون مراعاةٍ لأحد، أجلسُ أنا وحيداً على رُكام الذِكْري، تَنْهَشني تفاصيلها، وتُمرِّغ في وجعها قلبي، تِلكَ الجنازة الّتي سكنتْ القبر مُنذ دقائق وغادر الجميع وتركوها لازمني صاحبها في محنةٍ، أو مرّ بجواري مرتين أو ثلاث واشتممتُ رائحة عطره النّفّاذ، أو عَبِقَ داخلي بمواقفٍ عِشتُ تفاصيلها معه، شيءٌ ما جميل حدث بيني وبينه.

هذا الراحل لمْ يَنخلع مِن قلبي كما انخلع مِن الدنيا هكذا فجأة، لقد رقد في قاع قلبي كما رقدَ جسده على التّراب، لم أستطع أن أُكمل حياتي لتمضي كما أَكملها البقيّة، شيءٌ ما مُؤلم في هذه اللّحظات، الجميع يرحل وترحل قلوبهم حقيقة، الجميع ينسى إلّا قلبي، هذا القلبُ الّذي يعلم أنّ الحياة تحتاجه مُعافي لكي تمضي، هو نفسه قلبي الّذي يَقِفُ على أعتاب الذّكريات، في منطقة فاصلة بين الحياة والموت ليبكي على الأطلال.

فكيف إن كانَ الميّت شهيداً فقدَ حياته برصاصة مضتْ مِن جواري وثقبتْ قلبه، كيفَ إن كان الميّت عزيزاً سالتْ دمائه أمام عيني وأنا فاقد الحيلة، وكان قدر الله أسرع مِن الأطبّاء.

ذكريات مَن رحلوا ما زالتْ تَقْبع داخلي، لون دمائهم ما زلتُ أتذكّره، طريقة مغادرتهم الحياة كانتْ مختلفة عَنِ الجميع، لمْ تُعطهم الحياة فرصة ليودعوني، ولم تتركهم الرصاصة كي يتلفّظوا أنفاسهم الأخيرة، ماتوا بسرعة كأنّهم يحتضنون المنايا، أو كأنّ المنايا مطايا لم أكنْ ذا علمٍ في ترويضها، غادروا وعيونهم مُسبلة كشاشة تلفاز تعرض حياتي كفيلمٍ في شريطٍ سينمائي قديم.

الجميع يسير، وعجلة الدّنيا تدور، وأيام الزمان تتعاقب، واللّيل ينجلي ليأتي النّهار، والنّهار يُغادر ليسُودَ الظّلام، والظّلام ينتشر كما ينتشر النور، نداً بندّ، والقوافل تسير سواء بأصحابها أم بغيرهم، وريح الذّكريات ما زالتْ نسائمها تلفح قلبي وكأنّها تصفعه بقوة، والنّاس تمضي عدا أنا، لا أزال واقفاً أُراقب الماضي وهو يترائى لي مِن بعيد، جالساً شارداً في تفاصيل مَن غادروا بهدوء، أُحاول النوم وعقلي يضجّ بمئات المواقف وتفاصيلها، شَظَايا الحياة الّتي كانتْ بيننا، شَظَفُ المِحنة الّتي أستند فيها كلٌ مِنّا على ظهر الآخر.

الذكرى قنبلة موقوتة إنْ كتمتُها أكثر فستنفجر، ستذهب بي حيث رصاصة أخرى تمضي مِن جوار صديق آخر لتسكن داخلي، كي أموتَ وأنا مسبلٌ عيني وصديقي ينظر لي ليرى شريط حياته كفيلمٍ سينمائي قديم، مِن الجميل أن يموتَ الإنسان برصاصةٍ مِن عدوّه، ومِن الموجِع أن يموتَ صديقه كمداً عليه برصاصة مِن ذاكرته، ذكريات مَن نُحِبّ لونها أحمر كغير العادة، رائحتها تَحمل عَبق أجسادهم، عيونها تحمل نظراتهم الّتي لا أدري أكانتْ نظرات وداعٍ أم نظرات ألم، أولائك الّذين مروا على قلبي سلبتهم منّي الحياة واحداً تلو الآخر في مشهدٍ أليم، كتتابع سقوط حبات لؤلؤ ببطئ، غفلتُ عَن صديقي لبرهةٍ وعيناه ما زالتْ مسبلتان تنظران لي بجمودٍ دون مشاعر، رأيتُ دمعةً قد اختسلتْ نفسها مِن حياته وسكنتْ جانب عينه اليُمنى فسقطتْ مِن عيني على الأرض، فما زِلتُ جامداً بلا مشاعر إلى يومِ النّاس هذا.

الانسان
الحياة
الماضي
الحزن
الصداقة
مشاعر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    اسباب تولد الطاغوت

    النشر : الأحد 20 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    خطبة الرسول في يوم الغدير

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تعرف على ولية عهد هولندا ذو ال 18 ربيعا

    النشر : الثلاثاء 21 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    ماهي قصة الفتاة التي تحولت إلى معلمة بسبب الوباء؟

    النشر : الأثنين 22 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الحياء منهاج حياة

    النشر : الأحد 17 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    ولادة الأقمار المحمدية ونعمة الشفاعة

    النشر : الثلاثاء 08 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3329 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 434 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 345 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 343 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 309 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 299 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3329 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 4 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 4 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 4 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة