في كتاب الله الكريم هنالك وصايا عديدة وأوامر ونواهي وموعظ عن كثير من الأمور. لو دققنا في آية بإحدى السور المباركة يقول فيها الله لعباده: "والذين كفروا كلما نضجت جلودهم بَدلناهُم جلودا".
نحنُ نعلم جميعا إن الجسد يُبلى في آخر المطاف ولا تبقى سوى الروح؛ ترتفع لبارئها وهي من تُلاقي العذاب. هُنا علينا أن نُدرك إنَ هذهِ الآية كان يقصد بها الله لعباده الكفر بآياته والعذاب في الدُنيا وليس في الآخرة فكلما نَضج الجلد وبدأ بالاندمال والشفاء بدل الله لهُ جلدًا آخر لبلاءٍ آخر. ليس بالضروري حرق الجلد بل هو تعبيرا عن بلاءاته للإنسان بشكلٍ متتالي. لذا علينا التدبر والتفقه بآياته لنستطيع القول إننا سمِعنا وأطعنا ولو القليل من فيضِ حكمته التي بلغت الكون. ونبدأ بثقافة الدعاء.
إذ لابدَ أن تكون لدينا ثقافة الدعاء فقد قيل في الروايات المُعتبرة إن النبي يوسُف (عليه السلام) عندما دعا الله بأن يُنقذه مِن كيد النساء قال تلك الكلمات في الآية نصًا "قاَلَ رَّبِ السِجنُ أحبُ إلىّٓ مِما يَدعونَنِيٓ إلَيهِ".
فلو قال ابدلني خيرا من رحمتك واغدق علي من فضلك إنك واسع المغفرة. لاختار الله لهُ أصلح الحال، لذا علينا أن ننتبه إن مايخرج من أفواهنا هو مسموع.
فالدعاء مخ العبادة ولكن علينا أن ندعوا بثقافة. في سورة الحمد المباركة نعرف الثقافة الحقيقية التي تجلت في نص الآية "إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإيَاكَ نَستَعِينُ"(٥).
علينا العِبادة ومنهُ الإعانة. "إهدِنا الصِّراطَ الَمُستَقيِمَ(٦) نحنُ نعبُدُكَ ونَستعين بِك، فأهدِنا لسراطك الَمُستَقيِم الذي أنعمتَ عليهم غيرَ المَغضوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضالين(٧)..
كما علينا التفكر بهذهِ الآية في سورة البقرة "ومنَ الناسِ مَنْ يقولُ ءامنا بِاﷲِ واليومِ الآخرِ وماهُم بِمؤمنين" (٨).
فكم نلاحظ من يَدعي الإيمان بالله وهنا لا يقصد بالايمان الظاهري وإنما الإيمان بقضاء الله وقدره والتسليم لأمرهِ مهما تكن النتيجة إذ يؤكد الله بهذهِ الآية ويقول يقولون ءامنا باالله واليومِ الآخِر وما هُم بمؤمنين؛ يعني أنهم بعيدي الإيمان بشكل تام وهو الإيمان الحقيقي الذي ينبع من باطن الإنسان.
بسم الله الرحمن الرحيم "وإذا قيل لهم لا تُفسِدوا في الأرضِ قالوا إنما نحنُ مُصلِحوّن(١١) ألا أنهُم هُم المفسِدون ولكن لا يشعرون" (١٢) البقرة.
وفي هذهِ الآية يُبين لنا مدى أهميةِ السلوكيات والأعمال التي نقوم بها على إنها خدمة للمجتمع وإصلاح للناس بينما هي في حقيقة الأمر فساد وشرك ولكننا لا نشعر هم المفسدون ولكن لا يشعرون إذ نُلاحظ الكثير من الإعلاميين والكُتاب ورجال الدين وإلى آخرهِ ممن يقدمون ما يَرَونهُ نافعًا في نظرهم ولكنهُ في واقع الحال ولو تعمق في الطرح لرأى أنه فسادٌ للمُجتمع.
في كتابهِ الكريم كثيرٌ من العِبر فهو هُدًى للمُتَقين. "ذلك الكِتَـٰبُ لَا رَيبَ فيهِ هُدًى لِلمُتَقِينَ" (٣) سورة البقرة.
اضافةتعليق
التعليقات