ماذا لو أن غاندي استسلم للحكومة وترك تلك الأفكار التي كانت مستوحاة من إيمانه القوي بما يجري من فيضانات في داخله من أجل الدفاع عن معتقداته، وتوقف عن القتال من أجل إيمانه؟ لربما لن تتمكن الهند من الحصول على الحرية.
وعند طي صفحة أخرى من التاريخ نجد (ابتهاج محمد) الفتاة المسلمة لاعبة مبارزة شيش أمريكية، وإحدى عضوات فريق المبارزة شيش الأمريكي، التي فازت مع فريق بلادها بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للمبارزة 2014 بقازان في روسيا، بالإضافة إلى 4 ميداليات برونزية في بطولات عالم سابقة، وتعد هي أول أمريكية مسلمة محجبة تشارك في الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 فقد ارتدت الحجاب في الأولمبياد وحجابها سبب شهرتها، ماذا حدث لو خضعت لهم عندما أخبروها بعدم ارتدائه؟ بالتأكيد لم تكن لتغير مجرى التاريخ.
جميع هؤلاء وقفوا دفاعا عما يؤمنون به ولم يستسلموا عنه مطلقا، هذا التمسك يجعلنا أمام أمر مهم وهو الاستمرار والتمسك بقوة على معتقداتنا وعلى جميع ما يدور حولنا، يقول مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): (قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه).
يدل على ضرورة مراعاة الجانب النفسي في جميع الأمور في الحياة وإلا لم يكن هناك تأثير من المعاني العبادية والدينية وما إلى ذلك على غيرها ولم تتحول هذه المعاني والأهداف النبيلة إلى واقع يعيشه الأجيال عبر التاريخ.
قد يثور الفرد ولكن سرعان ما يتراجع إن لم تكن هناك جذور قوية في داخله ولكن إن ترسخت هذه الجذور في جوف الإنسان عبر الزمن وكانت تحت رعاية مستمرة ومدوم عليها من المستحيل القضاء عليها والنيل منها، لذلك ما نحتاج إليه في وقتنا الحالي الاهتمام برعاية الجذور اهتماما دائما غير مملول منه كما نشاهد هذا الاهتمام في القضايا الفاسدة التي اخذت حيزا كبيرا في المجتمع وأصبحت متداولة دون رحمة على قلوب الصغار وحياتهم الجميلة.
السؤال الذي نطرحه هنا كم نهتم بإيماننا ومعتقداتنا وكم نرسخ هذه المعتقدات في أذهان أطفالنا؟
هل باستطاعتهم الدفاع عن حقوقهم المغصوبة؟
أم أنهم يفقدون إيمانهم مع أول تعرض والاساءة لهم؟
أين نحن من الدين ومن الدفاع عن تاريخنا المشرق الذي لولا وجود أبطالنا وساداتنا لكانت البشرية غارقة في المستنقع وأسوء مما هي الآن ولم يكن هناك رسم من أي شيء يخص هذه البرهة من الزمن غير الخزي والعار
البقيع قضية غدر من قبل الجبناء اللذين أرهبتهم المراقد!
فمحو الآثار سنة الطغاة والجبابرة، نجد أنهم أجبروا الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام على الهجرة والقيود والضيق عليهم وعلى أصحابهم ومن ثم القضاء عليهم وقتلهم والأكثر من هذا محو مزارهم.
البقيع القضية المفتوحة التي تناشد الجميع للدفاع عنها فأصحاب العقيدة وعلماء التاريخ والمطالبين بحقوق الانسان هم في الخط الأول و المشار إليهم قبل غيرهم.
القضية التي يجب أن تتوارث من جيل إلى جيل للدفاع عنها، (قل كل يعمل على شاكلته) على كل فرد أن يعبر عن غيرته الدينية بطريقة ما ويكون وكيلا يرفع صوت هذه القضية لعدد أكثر من المشاهدين.
الدفاع عن البقيع قبل أن تكون مسؤولية دينية اجتماعية هي مسؤولية انسانية لأن من يعرف طريق الحق يعيش بأبهى وأجمل صورة
ومن واجبنا أن نكون رسالة سلام لبعضنا البعض ومن واجبنا أن نساهم في تأليف هذه السطور من كتاب التاريخ في هذا الزمن.
كل منا لديه حرف، لديه صوت ومكانة وسوف يشكل فارقا كبيرا في صناعة التاريخ، فلنكن حروف رحمة نرسم التاريخ بقلم من نور
ونناشد: البقيع مطلبنا.
اضافةتعليق
التعليقات
العراق - كربلاء المقدسة2023-04-29
بغداد2023-05-01
2023-05-01