سماء الجزيرة العربية كانت مليئة بالسحب السوداء في وسط النهار
وكأن ضوء الشمس لم يكن باستطاعته أن يقضي على بذور الجهل من تلك النفوس المتخلفة، رائحة الدم كانت تفوح في الأرجاء وبينما كان الرجل يمسح قطرات الدم والوبر، الشراب المعتاد، من فمه كان يقهقه معلناً فوزه ويحتفل بنجاحه ويثبت رجولته لأشباه الرجال حوله ويشرح لهم تلك التفاصيل التي شاهدها عندما تخلص من وسمة العار ورجع شاكرا إلى اللات والعزى كان يفتخر بنفسه من أنه حفرالحفرة بيديه وسعى جاهدا لتكون عميقة حتى لا يمكنها الخروج منها بتاتا هنا صفق له الجمهور وكأنه صاحب انجاز عظيم!.
وفي تلك الحفر العميقة كان ينطفئ ضوء عين القوارير ليس بواسطة ذلك التراب فقط بل من قسوة الشخص الذي كان من المفترض أن يكون الأمل الوحيد لريحانته وجبله الشامخ الذي تأوي اليه بل كان يصبح ألمه الوحيد!
في تلك الساعات القاتلة التي كان العالم يغرق في المستنقع والعفن وفي ذلك المحيط الصاخب بالانحراف والحروب أطلت شمس السعادة وبعث رحمة للعالمين وأنقذهم من الجهالة وحيرة الضلالة.
فكان النداء الأول اقرأ، فمن هنا تبدأ السعادة ومن هنا تنتهي الحروب والظلامات.
فقد أكد النبي (صلى الله عليه وآله) على التعليم والتعلم وفي سيرته (صلى الله عليه وآله) ورد بأنه جعل فداء الأسرى تعليم الأميين القراءة والكتابة، وجعل مهر المرأة تعليمها فقد كان يسعى أن يقضي على بذور الجهل بالعلم والعمل.
فمن ارشاداته (صلى الله عليه وآله) في طلب العلم: "من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار، فلينظر إلى المتعلّمين فوالذي نفسي بيده ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة، ويمشي على الأرض، وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفورًا له، وشهدت الملائكة أنّهم عتقاء الله من النار".
فمن هنا عرف الأعداء السر الذي يقضي على بيضة الاسلام ويرجع الأمة إلى الجاهلية إنما هو ابقاء الأمة في الجهل والشك فعندما طلب النبي (صلى الله عليه وآله) بأن يأتوا له بدواه ويكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدأ صرخ اللعين قائلاً إن الرجل ليهجر!
مازالت البنات تدُفن وما يزال الجهل في القمة رغم التطوير وما وصل إليه العالم ومازال النداء يردد اقرأ، اقرأ!
لم تكن البعثة هباء ولم تذهب الجهود سدىً شمس النبي ستشرق من جديد سيظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، اقرأ…
اضافةتعليق
التعليقات