قيل في معنى الجواد أنه يعطي دون أن يسأل فقد يعطي صرة مليئة بالسكك الذهبية تارة حسب استحقاق الشخص واحتياجه ويغنيه
وقد يعطي من كنوز العلم ويطرح البركة في حياة المحظوظ ولكنه بالتأكيد يعطي أكثر من استحقاق الفرد البته فهذا من خلقه وسجيته وكل اناء بمافيه ينضح وأيضا هناك ارشادات خاصة.
كماروى الشّيخ الصّدوق في كتابه "عيون أخبار الرضا (عليه السلام)": أنَّ الإمام الرّضا أرسل، وخلال وجوده في خراسان، إلى ولده الإمام الجواد(عليه السلام)، والموجود في المدينة آنذاك، رسالةً قال له فيها: "يا أبا جعفر بلغني أنَّ الموالي إذا ركبْتَ أخرجوك من الباب الصّغير، فإنّما ذلك من بخل منهم، لئلّا ينال منك أحد خيراً، وأسألك بحقّي عليك، لا يكن مدخلك ومخرجك إلّا من الباب الكبير ـ حيث الناس ـفإذا ركبت، فليكن معك ذهب وفضّة، ثمّ لا يسألك أحد شيئاً إلّا أعطيته. إنّي إنّما أريد بذلك أن يرفعك الله. فأنفق، ولا تخش من ذي العرش إقتاراً".
إنه جواد وكل شخص سيحصل على مايسأل منه ولكن كل شخص يطلب حسب استحقاقه وجوهره.
(مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا ، وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ)
عندما تشرق الشمس تنير الكون هناك من يخرج من البيت ويستفاد من هذا النور وهناك من يفكر في اغتنام الطاقة الشمسية وهناك من يلزم بيته ويغلق الأبواب والنوافذ كي لا يرى النور لذلك لا يمكن أن نتذمر ونلقي اللوم على الشمس إن كان الفرد كارها للنور فكل شخص سوف يحصل على قدر استحقاقه وإناء وجوده، هذه الحقيقة تغير الكثير من المفاهيم في حياتنا وكثير من المشاكل سوف تُمحى إن تقبلنا الاختلافات الموجودة بين البشر وأدركنا أن كل شخص يعمل على شاكلته.
عن مولانا الامام الجواد: الناس إشكال وكل يعمل على شاكلته.
كثير من الأشخاص حظوا بقرب النبي صلى الله عليه وآله ولكن شخص واحد فقط أصبح نفس النبي صلى الله عليه وآله وباب علمه وشخص واحد أصبح سلمان منا وبعض منهم قد أصبح مِن (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).
بعد النظر والتمعن في هذالحديث نهدأ قليلا ونتراجع خطوات إلى الوراء، هذه الحروف تمثل لافتة حمراء تأمرنا بأن نتوقف!
ندرك بأن كل شخص هو يختار طريقه فلا أحد مجبر على الاختيار قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ وكذلك نقلل من سطح توقعاتنا لأن كل شخص يعمل حسب طبيعته!.
وردت في معنى الشاكلة معان مختلفة منها؛
سجيّة وطبيعة، طريقة ومذهب، هو من طينته، من نوعه وقيل جانب و جهة.
إذن أين نقف الآن؟
ماذا نفعل؟
كيف هي أمورنا؟
هل نفكر بأن الأمور تحدث بالصدفة؟
بالتأكيد لا.
إنما نحن من نرسل بطاقة الدعوة ونجذب الأمور إلى حياتنا فمن هنا يتوضح سبب بؤسنا في الحياة أو سعادتنا.
عن يحيى الصنعاني قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فجيئ بابنه أبي جعفر عليه السلام وهو صغير، فقال: هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه.
في هذا اليوم المبارك الذي هو يوم ميلاده ماذا نطلب من أعظم بركة؟
بالجواد..
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".
اضافةتعليق
التعليقات