• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في عناية الحجة

زهراء كاظم الطباطبائي / الأربعاء 31 آذار 2021 / اسلاميات / 1647
شارك الموضوع :

كانت يداهُ الحانية بلسماً من كل وباء

قال المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف): "إنّا يُحيطُ عِلمُنا بأنبائِكُم، ولا يعزُبُ عنّا شيئٌ من أخبارِكُم". بحار الأنوار

ارتفعت الأنباء وتعالت الأصوات، خبر عجيب.. بل العجب العُجاب، "لا تؤدوا زيارة الشعبانية فهناك وباءٌ في منتصف الطريق"

نعم.. ها قد أشهر أسلحته، ذلك الفايروس المخيف الذي توقف هناك حيث أريد المرور إلى طريقِ الفردوس ونهر الجنة، منعَ العالم من المرور.. يخالونهُ وحشاً خفيّاً قد يهاجمهم في أي لحظة دون شعور، ليس له أقدام لكنه يتسللُ إلى الأجسادِ بأبسط الطُرق، كانَ الخبرُ جديداً، تنصتُ المسامع إليهِ برهبةٍ وارتجاف،

أما الزائرون فردعتهم الحيرة هل لنا؟ .. هل لنا من زيارة؟ أم أن الاغتيال حتمي؟

هل يُمكن أن تهدأ الأرواح دون شمعة نُنيرها في نهر الزمان؟ حيث أثر السيد المبارك سيد هذا الزمان

  ليلة النصف من شعبان في سنة ٢٠٢٠م الموافقة لـ ١٤/شعبان /١٤٤١ه، كانت عبائتي قد حثتني على الخروج، وهي تحمل في جُعبتها شوق لأنفاس الضريح..

_  هيا اخرجي عليكِ المسير، الليلة منتصف شعبان العظيم، ضعيني على رأسك وانطلقي بي، أريد أن تمسحي بي الضريح، لوذي بالسبط الشهيد، توسلي للظهور.... أستمع لها بقلبٍ واعٍ.. هل يمكن؟

إنها جماد لا تعلم ما الذي يحصلُ، قد نفض الكونُ غُباره وأطلق العنان للفايروس بالانتشار، وعبائتي تحثني..

يبدو أن قلبها متيّم، قد غُذيّت زادَ الحب على مائدة الأنوار.

في هذه الليلة وفي وقت الفطور، قال أبي:

_  تجهزوا فاللية فارغة ليست ككل الليالي، املؤوا المكان، أخشى أن يُسيطر الفراغ على قبلة الأمكنة

أجابت والدتي:

_ لقد عانينا حرمان السنين فلن يمنعنا فايروس كما منعنا الطغاة سابقاً.

تركنا المائدة وما زال عقلي جليسَ حديثهم، هل يمكن أن نترك الليلة و الإمام يرى ما لا نراه؟.. لِيَرُدَّ عنا ما لا نراه، فقد اهتدت الآراء إلى وصال الحبيب وانجلت العقبة، سَلِم الفكر وتيّقن القلب، أخذت بجميلتي السوداء ووضعتها على رأسي منطلقةً مع والدتي حفظها الله، يبدو أنني الوحيدة التي سمعت فرحتها وضحكاتها ونشاطها وهي تغطيني، هذه القماشة السوداء ليتهم سمعوا ما سمعت يبدو أنها كانت في منتهى البهجة.

  استوحش خطواتي ذلك الطريق على غيرِ عادته، الناس قلّة، يبدو أن الكثيرين مُنِعوا رغم عقد النية، أصوات الخطوات الناعمة تُداعب ذلك الطريق وحيدة، لا صوتَ للزائرين، قُلتُ في نفسي: الأرضُ تستوحشُ زائريها، الحمد لله الذي مَنَّ عليّ لتكون قدمي على هذا الطريق.

عند باب الفردوس اختفى كل صوت وخمدت كل الأنفاس، لا ندبةَ سوى ندبةُ الدموع "ادخلوها بسلام آمنين"  إنه السلام الأبدي  للبشرية (السلام عليك يا أبا عبد الله) كانت مختلفة..

(هل تأذن لي بالدخول) لم تكن كسابقاتها

يبدو أنه أذن الدخول على خوف، نعم... إنهُ لحدث ثقيل، لكن الوصال ليس بالمستحيل.

رفعتُ رأسي، نظرتُ بعيني وإذا بي تحت القبة أراهم، كانت الملائكةُ تَعُد من أتى الحسين(عليه السلام) ليسجلوا اسمه، هذه فلانة بنت فلان بعبائتها السوداء أتت إلى هنا، اكتبوا لها جزيل الثواب وامسحوا عنها كدَر الأيام وأعطوها مداداً في العمر، وأما هذه العباءة السوداء فَرُدّوها كَلون اللبن بيضاء نقيّة وخلّدوا إخلاصها، فلتعش نعيمها الأبدي.

يا إلهي، ماهذا يا أبا عبد الله!! هل ستحميني وعائلتي؟ ما أعظم عطيّتك، كيف لي؟ هل أستحق؟

لو سألتني أيها العظيم، لقُلت إنني لا أستحقها، فأنا لا أجدُ في نفسي استحقاقاً لأيٍ مما كتبت لي هذه الملائكة المؤتمرة بأمر الله عز وجل وبأمرك سيدي.. ولكن

"إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ"

تمايلتْ خُطواتي فرحاً قهقرى من عند المولى إلى نهر العطاشى، دخلتُ بعبائتي البيضاء.. فتحت ملائكة ربي لي جنة الساقي حيث كان الزائرين قلّة، لكن الأكفّ المتحرقة شوقاً قد ملأت سماء الكفيل، أمنيةَ الوصال،

(السلام على ساقي عطاشى كربلاء) أسْقِنا من فضلك أيها الساقي العظيم

(السلام على كافل خدر زينب)

اكفل أمنياتنا بالتحقق يا كريم.

لم أتعجب مما رأيت، بعد أن شاهدت ملائكة السماء تحوم عند السيد الرؤوف، وجدتها عند الساقي وقد أخذت تهمل الماء على هذه العباءة حتى أزهرت وتفتحت زهور النرجس..

خُطت السعادة لهذه العباءة ولأصحابها، كم غبطتها.. إلهي ليتني أحصل على ما حصلتْ عليه، أو قليلٍ منه، بينما كنت أفكر في عظيم ما أُعطي لهذه العباءة التي كانت رثّة وبلا قيمة، فإذا بنداءِ على أرجاء المدينة:

(الله أكبر) إنها ساعة الميلاد فلننطلق لنهر الزمان نهر الأمنيات نبارك للسيدة ولادتها العظيمة لصاحب زماننا ونبارك لهُ ولنا قدومه المبارك إلى حياتنا...

انطلقنا إلى النهر، وفي حناياه كان مجلسنا، وقد جَلت شموع المولد دياجي الإنتظار وأزاحت غبار السنين،

"يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ"

لمحتُ امرأة في عقدها الثامن، تندب ندبة قديمة بينما تُنير الشموع (دورتك بكل الأرض مابيّن لشخصك أثر مثل الضايعله ولد ومخلص أيامه سهر)

كان النهر خالي تماماً من البشر لكنّ عبائتي هتفت لي:

 _ انظري هناك إلى تلك النجوم والكواكب، تلك سيدات الجنة، أُنظري هناك في المقدمة إنها هي... هيا أُنظري جيداً، لا أعلم ما الأمر، لكن عبائتي كانت بصيرة، أُخفي عني ما كانت تراه، وهي تناديني :

 _ أُنظري هناك امرأة بهيّة عظيمة، إنها سيدة الجنة هيا قفي وألقي التحيّة، جددي العهد مع ولدها، هيا قفي خجلاً.

 كل ما أعرفه أنني اسمع كلام عاشقة، أعلم جيدا أنه الحق المبين

(السَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ(

(السلام عليك يا مولاتي ، السلام عليكِ يا سيدة الجنة)

لم أرَ ما رأته تلك العباءة، لكني سمعتُ ما أرادتني أن أسمعه...

(وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته يا زوار ولدي الحسين)

إنّه الشعور الأعظم، إنه الصوت الأنقى، إنه ما لا يُمكن أن تصفه تراتيل الجنان، صوت فردوسي، استحالت دماء عروقي، ماء ورد سقى الحياة فأزهرت نرجساً، لا أعلم كيف سمعتها، لكني أؤمن أنها هي

هي هي... لا سواها

أكتبي، أُكتبي، هذا ما قالته عباءتي، أُكتبي أمنيتك هيا أسرعي..

فكتبت:

(السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه)

أما بعد ....

وأنا الآن في الرابع عشر من شعبان في سنة١٤٤٢هـ، أرى عناية الحجة، "لا يعزب عنا شيء من أخباركم"، إنها عنايته لم ولن يمسني وأهلي الضر

فقد كانت يداهُ الحانية بلسماً من كل وباء.

الحياة
الامام المهدي
اهل البيت
العلم
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    الإمام الجواد والعلاجات الطبية

    النشر : السبت 08 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    بوصلة الولاية

    النشر : الأحد 16 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    من قيم الغدير

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    قراءة في كتاب: لماذا لا تُستجاب أدعية بعض الناس؟

    النشر : الأحد 18 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الرحمة المحمدية.. قيمة غائبة في عالمنا المعاصر

    النشر : الخميس 15 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    نادي اصدقاء الكتاب يناقش سايكلوجية الجماهير

    النشر : الأثنين 04 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3329 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 437 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 345 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 343 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 309 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 299 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3329 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 4 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 4 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 4 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة