• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما وراء امرأة الثورة

فاطمة حسن / الأحد 20 كانون الأول 2020 / اسلاميات / 1769
شارك الموضوع :

يوجد في تاريخ البشر عدد كبير من الرجال وعدد من النساء الذين نبغوا نبوغاً في شتّى الفنون والعلوم

من السهل أن نطلق الألقاب على شخصية معينة وأن نقرأ عنها وكيف وصلت إلى هذه المكانة، وكيف استطاعتْ أن تقف هذه الوقفة ومن أين استمدتْ هذه القوة وغيرها من الأسئلة التي نضعها أمام أصحاب الخلود ومن وضعوا بصمات في التاريخ أو استطاعوا أن يغيروا مسار معين في حياتهم أو حياة غيرهم.

ويوجد في تاريخ البشر عدد كبير من الرجال وعدد من النساء الذين نبغوا نبوغاً في شتّى الفنون والعلوم، فطار صيتهم في العالم، وكان نصيبهم من المجتمعات البشريّة كلّ إعجاب وتقدير، وإكبار وتجليل؛ لأنّهم امتازوا عن غيرهم بشتى المزايا، وكلّ إنسان امتاز بمزيّة أو بمزايا فمن الطبيعي أن يفضل على غيره من ناقدي تلك المزايا.

وقد كان أولياء الله في طليعة النابغين لتعدّد جوانب النبوغ فيهم، ومن هذه الشخصيات العظيمة هي السيدة زينب امرأة الثورة ولو نبحث في تاريخ هذه المرأة نجد حادثة تلخص دقتها في التعامل مع المعاني والمواقف التي كانت تنهلها من أبيها وأمها فضلا عن جدها سيد المرسلين، إنّها سألت أباها ذات يوم فقالت: أتحبّنا يا أبتاه؟

فقال الإمام: (وكيف لا أحبّكم وأنتم ثمرة فؤادي!) .

فقالت: يا أبتاه، إنّ الحبّ لله تعالى، والشفقة لنا.

إنّ هذا الحوار الجميل يدلّ على أكثر من معنى، فمن ذلك:

1 ـ جوّ الودّ والصفاء الذي كان يخيّم على دار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، والعلاقات الطيّبة بين الوالد الرؤوف وبين طفلته الذكية.

2 ـ إنّ الحبّ ينقسم إلى أكثر من قسم، باعتبار نوعه ومنشئه، وأكثر انطباعات الإنسان النفسيّة يكون من أثر التربية، كما ومنطلقه، وكلّ قسم منه له اسم خاص به، لكن يطلق على الجميع كلمة (الحبّ).

فهناك حبّ الإنسان لله تعالى الذي خلق البشر، وأنعم عليهم بأنواع النعم، وهناك حبّ الوالد لأطفاله الذي ينبعث من العاطفة والحنان، وقد عبرّت السيّدة زينب عن هذا النوع بـ (الشفقة).

ونقرأ في كتب اللّغة أنّ الشفقة: هي العطف والحنان والرأفة والحنو، فهي إذاً فصيلة خاصّة من الحبّ تنبعث من قلب الوالدين لأطفالهما.

3 ـ المستوى الرفيع لتفكير السيّدة زينب رغم كونها في السنوات الأولى من مرحلة الطفولة.

بعد ذلك اهتمتْ السيدة بالعلم فهي تزقه زقا من عائلتها منابع العلم حتى إنها كانت تدرس النساء فورد في الكتب أن السيّدة زينب تعلّم تفسير القرآن لنساء الكوفة، وجاء في التاريخ أنّ جمعاً من رجال الكوفة جاؤوا إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقالوا: ائذن لنسائنا كي يأتين إلى ابنتك ويتعلّمنَ منها معالم الدين وتفسير القرآن، فأذن الإمام لهم بذلك، فبدأت السيّدة زينب بتدريس النساء.

ويعلم الله عدد النساء المسلمات اللواتي كنّ يحضرن درس السيّدة طيلة أربع سنوات أو أكثر.

وذات يوم دخل الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الدار فسمع ابنته زينب تتحدّث للنساء في درسها عن الحروف المقطّعة في أوائل السور، وعن بداية سورة مريم بشكل خاص، وبعد انتهاء الدرس التقى الإمام (ع) بابنته، وقال لها: (يا نور عيني، أتعلمين أنّ هذه الحروف هي رمز لما سيجري عليك وعلى أخيك الحسين في أرض كربلاء؟)، ثمّ بدأ يحدّثها عن بعض تفاصيل تلك الفاجعة، وقد عاشت السيدة زينب مع أبيها فرأت ما رأت من خبراته وتعامله مع المواقف، كما عاصرت الأحداث والاضطرابات الداخلية التي حدثت، من واقعة صفين إلى النهروان إلى الغارات التي شنّها عملاء معاوية على بلاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).

هذا الانتفاع من حياة المعصومين مع ارتباطه بالعلم والعبادة صنع من السيدة زينب أيقونة الثورة، ومثالا لكل امرأة تقف أمام حاكم جائر تواجهه بكلمة الحق، وهذا لم يكن متحقق إلا بسبب تلك الجذور العميقة في المعرفة والعقيدة، وهذا ما تحتاجه كل إمرأة لتصبح ثائرة فالثورة التي تخلو من الايمان بالتغيير وعدم سلطة الجبابرة على حياة الأفراد، لا يمكن أن تنسب لثورة النساء المقتدية بأم الثورات، فهي لم تخف حينها من ذلك الطاغي ولم تضعف أمام سطوته، ولم تخضع له.

فهذه سيدة الصبر استطاعت أن تكتب تاريخا بعلمها وفكرها، وهذا كاف لتواجه المرأة صعوبات الحياة كافة.

المصادر:
كتاب (زينب الكبرى)ـ للنقدي، وهو يحكي ذلك عن كتاب (مصابيح القلوب) ـ للشيخ حسن السبزواري، المعاصر للشهيد الأول (رضوان الله عليهم).
كتاب (الخصائص الزينبية) ـ للسيد الجزائري المتوفّى (عام 1384 هـ) / 68؛ وكتاب (رياحين الشريعة)ـ للمحلاّتي 3 / 57. المحقّق.
زينب الكبرى(عليها السّلام) من المهد إلى اللحد، {المرحوم السيد محمّد كاظم القزويني}
الشخصية
اهل البيت
التاريخ
الثورة
السيدة زينب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: سبايا آل محمد

    النشر : الخميس 03 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أوصيك بأصحابي.. وصية عظيمة وانجاز باهر

    النشر : السبت 04 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مقلب رمضاني.. مهزلة بامتياز

    النشر : الأربعاء 06 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    نادي اصدقاء الكتاب أطفأ شمعته الثانية تزامنا مع ولادة الرسول

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    تعرف على قصة رجل أعمال استلهم فكرة شركته من إعادة استخدام قصاصات الملابس

    النشر : الأحد 05 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    نساء سائرات نحو الشهادة وتوثيق الحدث

    النشر : الأحد 25 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3313 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 338 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3313 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1318 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 19 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 19 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 19 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة