• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما وراء امرأة الثورة

فاطمة حسن / الأحد 20 كانون الأول 2020 / اسلاميات / 1823
شارك الموضوع :

يوجد في تاريخ البشر عدد كبير من الرجال وعدد من النساء الذين نبغوا نبوغاً في شتّى الفنون والعلوم

من السهل أن نطلق الألقاب على شخصية معينة وأن نقرأ عنها وكيف وصلت إلى هذه المكانة، وكيف استطاعتْ أن تقف هذه الوقفة ومن أين استمدتْ هذه القوة وغيرها من الأسئلة التي نضعها أمام أصحاب الخلود ومن وضعوا بصمات في التاريخ أو استطاعوا أن يغيروا مسار معين في حياتهم أو حياة غيرهم.

ويوجد في تاريخ البشر عدد كبير من الرجال وعدد من النساء الذين نبغوا نبوغاً في شتّى الفنون والعلوم، فطار صيتهم في العالم، وكان نصيبهم من المجتمعات البشريّة كلّ إعجاب وتقدير، وإكبار وتجليل؛ لأنّهم امتازوا عن غيرهم بشتى المزايا، وكلّ إنسان امتاز بمزيّة أو بمزايا فمن الطبيعي أن يفضل على غيره من ناقدي تلك المزايا.

وقد كان أولياء الله في طليعة النابغين لتعدّد جوانب النبوغ فيهم، ومن هذه الشخصيات العظيمة هي السيدة زينب امرأة الثورة ولو نبحث في تاريخ هذه المرأة نجد حادثة تلخص دقتها في التعامل مع المعاني والمواقف التي كانت تنهلها من أبيها وأمها فضلا عن جدها سيد المرسلين، إنّها سألت أباها ذات يوم فقالت: أتحبّنا يا أبتاه؟

فقال الإمام: (وكيف لا أحبّكم وأنتم ثمرة فؤادي!) .

فقالت: يا أبتاه، إنّ الحبّ لله تعالى، والشفقة لنا.

إنّ هذا الحوار الجميل يدلّ على أكثر من معنى، فمن ذلك:

1 ـ جوّ الودّ والصفاء الذي كان يخيّم على دار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، والعلاقات الطيّبة بين الوالد الرؤوف وبين طفلته الذكية.

2 ـ إنّ الحبّ ينقسم إلى أكثر من قسم، باعتبار نوعه ومنشئه، وأكثر انطباعات الإنسان النفسيّة يكون من أثر التربية، كما ومنطلقه، وكلّ قسم منه له اسم خاص به، لكن يطلق على الجميع كلمة (الحبّ).

فهناك حبّ الإنسان لله تعالى الذي خلق البشر، وأنعم عليهم بأنواع النعم، وهناك حبّ الوالد لأطفاله الذي ينبعث من العاطفة والحنان، وقد عبرّت السيّدة زينب عن هذا النوع بـ (الشفقة).

ونقرأ في كتب اللّغة أنّ الشفقة: هي العطف والحنان والرأفة والحنو، فهي إذاً فصيلة خاصّة من الحبّ تنبعث من قلب الوالدين لأطفالهما.

3 ـ المستوى الرفيع لتفكير السيّدة زينب رغم كونها في السنوات الأولى من مرحلة الطفولة.

بعد ذلك اهتمتْ السيدة بالعلم فهي تزقه زقا من عائلتها منابع العلم حتى إنها كانت تدرس النساء فورد في الكتب أن السيّدة زينب تعلّم تفسير القرآن لنساء الكوفة، وجاء في التاريخ أنّ جمعاً من رجال الكوفة جاؤوا إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقالوا: ائذن لنسائنا كي يأتين إلى ابنتك ويتعلّمنَ منها معالم الدين وتفسير القرآن، فأذن الإمام لهم بذلك، فبدأت السيّدة زينب بتدريس النساء.

ويعلم الله عدد النساء المسلمات اللواتي كنّ يحضرن درس السيّدة طيلة أربع سنوات أو أكثر.

وذات يوم دخل الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الدار فسمع ابنته زينب تتحدّث للنساء في درسها عن الحروف المقطّعة في أوائل السور، وعن بداية سورة مريم بشكل خاص، وبعد انتهاء الدرس التقى الإمام (ع) بابنته، وقال لها: (يا نور عيني، أتعلمين أنّ هذه الحروف هي رمز لما سيجري عليك وعلى أخيك الحسين في أرض كربلاء؟)، ثمّ بدأ يحدّثها عن بعض تفاصيل تلك الفاجعة، وقد عاشت السيدة زينب مع أبيها فرأت ما رأت من خبراته وتعامله مع المواقف، كما عاصرت الأحداث والاضطرابات الداخلية التي حدثت، من واقعة صفين إلى النهروان إلى الغارات التي شنّها عملاء معاوية على بلاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).

هذا الانتفاع من حياة المعصومين مع ارتباطه بالعلم والعبادة صنع من السيدة زينب أيقونة الثورة، ومثالا لكل امرأة تقف أمام حاكم جائر تواجهه بكلمة الحق، وهذا لم يكن متحقق إلا بسبب تلك الجذور العميقة في المعرفة والعقيدة، وهذا ما تحتاجه كل إمرأة لتصبح ثائرة فالثورة التي تخلو من الايمان بالتغيير وعدم سلطة الجبابرة على حياة الأفراد، لا يمكن أن تنسب لثورة النساء المقتدية بأم الثورات، فهي لم تخف حينها من ذلك الطاغي ولم تضعف أمام سطوته، ولم تخضع له.

فهذه سيدة الصبر استطاعت أن تكتب تاريخا بعلمها وفكرها، وهذا كاف لتواجه المرأة صعوبات الحياة كافة.

المصادر:
كتاب (زينب الكبرى)ـ للنقدي، وهو يحكي ذلك عن كتاب (مصابيح القلوب) ـ للشيخ حسن السبزواري، المعاصر للشهيد الأول (رضوان الله عليهم).
كتاب (الخصائص الزينبية) ـ للسيد الجزائري المتوفّى (عام 1384 هـ) / 68؛ وكتاب (رياحين الشريعة)ـ للمحلاّتي 3 / 57. المحقّق.
زينب الكبرى(عليها السّلام) من المهد إلى اللحد، {المرحوم السيد محمّد كاظم القزويني}
الشخصية
اهل البيت
التاريخ
الثورة
السيدة زينب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    آخر القراءات

    بشارتان .. وولادتان

    النشر : الأربعاء 24 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    بين الدلال وتنوع الشخصيات.. الهشاشة النفسية مرض الجيل

    النشر : الثلاثاء 14 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    يبكي مع الباكين

    النشر : الثلاثاء 30 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الرهاب عند الأطفال.. بين الوقايه والعلاج

    النشر : الأحد 24 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الشباب والتقليد الأعمى للموضة.. ضياع الشخصية الحقيقية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الفهم ميزان العمل

    النشر : السبت 19 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1183 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 426 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 425 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 389 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 358 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 356 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1525 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1307 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1183 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة
    • منذ 24 ساعة
    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات
    • منذ 24 ساعة
    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب
    • منذ 24 ساعة
    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة