سيدي.. هل إلى لقياك من سبيل؟! بل كيف أحضى بوصالك؟!
هذا السؤال يتبادر في ذهن كل مهدوي ومهدوية ممن يسعون "للوصال" على رغم التقصير والقصور الذي يصدر منهم.
صحيح، الكل يود أن يرى "إمام العصر" (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ويحضى بهذا الشرف الرفيع، لكن.. ليس الكل يسعون لذلك!.
كما هو حال النجاح، الكل يحب أن ينجح في حياته، لكن القليل ممن لديهم هذه الهمية لتسلق هذا الجبل الشاهق. إذن من أراد شيء "بصدق وإخلاص" يسعى للوصول إليه بكل ما لديه من عزيمة وقوة!.
واطمئن إن قمت بخطوة إتجاه الإمام سيخطو الإمام لك أضعاف هذه الخطوة!.
الأمور التي تكون سبباً لنيل شرف اللقيا:
إحدى الأمور التي تكون سبباً لنيل شرف اللقيا به (صلوات الله عليه) هو "محبته، وأن تعمل بما تعلم".
وإن اتبعت هذه القاعدة ستحظى بنظرة الحجة (عجل الله فرجه) وسيعلمك الله سبحانه ما لا تعلم.
وأيضاً الرحمة بالناس والصفح عنهم والإحسان إليهم وخدمتهم من وسائل الإقتراب الروحي من الإمام (روحي له الفداء).
فإذا استطعت أن تقوي محبتك له (عجل الله فرجه) حتى تكون هذه المحبة بالمستوى اللائق بشأنه وبمقامه فإنك ستحظى بزيارته لك بل وصحبته!.
ورب قائل يقول: "إنّ محبتنا للإمام وإن ارتقت كثيراً ولكن لا ترقى لأن تكون لائقة بمقامه العالي الرفيع".
وهذا في نفسه قول صحيح، لكننا إذا أخلصنا في المحبة بأن لا يكون موضوعها غير الله سبحانه وإمام الزمان، واستجمعنا كل حبنا للآخرين في همّ واحد، وتوجهنا به الى الله تعالى والى إمام الزمان الذي هو مظهر لله سبحانه.. فإنّ هذا الحب يغدو مقبولا، كما قيل:
فإن ترِدْ صحبته وحده.. فانفض يداً عن كل شيء سواه
ومن يكتب له الظفر "بهذا الحب" عليه ألا يصدر عنه أي عمل ينافي أحكام الإسلام. وإذا حدثت هذه الحالة بأن أحظى بلقاء "الإمام صاحب الزمان" (عجل الله فرجه) فإن هذا اللقاء سيكون من أجل تعديل مسيرة المرء أو نهيه عن المنكر كما ذكر في العديد من كتب ترويض النفس وتزكيتها لنيل نظرة منه (روحي فداه).
فإذا كان قلب المرء طافحاً بمحبة المولى بقية الله، فإنّ الإمام سيتولى "حفظه، ويتولى تربيته" إذا كانت به حاجة إلى التربية.. لكي يغدو مؤهلاً للقاءات القادمة.
لا تنظر إلى الناس نظرة الغير مكترث:
ثمة أفراد بين عامة الناس لهم إتصال مباشر بالإمام (أرواحنا فداه)، ولهذا ينبغي ألا ننظر إلى الناس حتى العاديين منهم نظرة الغير المكترث ؛ لأن الله سبحانه قد أخفى أولياءه في عامة خلقه.
عليك ألا تتناول طعاماً فيه شبهة:
على السالك إلى الله أن لا يتناول طعاماً فيه شبهة، أو يكون مختلطا بالحرام؛ لأن مثل هذا الطعام يجعل نفسية الإنسان نفسية متفلّتة غير منضبطة، وبالتالي سيفعل المحرمات من دون الشعور بالذنب ويذهب خوف الله من قلبه.
الله هو المنتقم:
على الذين يعنيهم تزكية النفس أن يجانبوا الإضرار بالناس والبغض لهم، وتعكير مزاجهم وألا يحملوا في صدورهم ضغينة ولا غلّا ولا رغبة في الإنتقام، فالله سبحانه هو البصير بجميع الأمور والأحداث.
يجب أن تصفّي ما عليك:
المرء لا يتأهل للإرتباط بالإمام ولي العصر (عجل الله فرجه) وأن يكون من أصحابه إذا كان ما يزال في داخله ولو رذيلة واحدة! من مثل حب الدنيا وحب الرئاسة. أي يجب أن يصبح قلبه طهر بالكامل، والإنسان بما له من مؤهلات عالية التي وهبه الله سبحانه؛ بإمكانه أن يصل لهذه المرتبة العالية كما وصلوا له الكثيرون من الخلّص.
من هم أصحاب القائم (عجل الله فرجه) الـ ٣١٣؟!
هم من "أهل الإخلاص"، وهو الخلوص التام! أي بدون أية شائبة، وهم الذين عملوا على أنفسهم بعزم وصرامة وقاموا بالجهاد الأكبر، فأصبحوا كالماء العذب الزلال..
فإذا بقي في روح الإنسان ولو حجاب واحد، فكأن صاحبه يعاني من عشرات الحجب! ولم يكن يعلم أن هذا الحجاب سيحول بين المرء وبين المعاني الروحية، وسيفصله عن الإرتباط ويجعله مقيماً في الظلمات..
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
محبين الإمام والسالكين طريق الوصال هم من ينهون عن الفساد في الأرض.. ويعنيهم الأمر!، وأنت تخاف أن يقلب عليك الناس إذا خالفتهم ونهيت عن منكراتهم؟
جسد علي الأكبر؛ شبل المولى حسين (عليه السلام) تقطع الى أشلاء في هذا الطريق!، وأنت تخاف أن لا يحبوك أو أن ينظروا إليك بتعجب؟
فلينظروا! وماذا بعد؟!
هل تتوقع عندما تدخل ميدان العمل أن يذبحوا لك خروفاً ترحيباً بك؟!
إذا عزمت أن تكون من "أنصار القائم" (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يجب أن تتحمل كل شيء! نعم كل شيء.. أتباع الأئمة تحملوا في هذا الطريق كثيراً..
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
"إنّ النَّفسَ لَجَوهَرَةٌ ثَمينَةٌ؛ مَن صانَها رفَعَها، ومَنِ ابتَذَلَها وَضَعَها". المصدر: غرر الحكم
اضافةتعليق
التعليقات