لقد كانت واقعة الطف جولة دامية مهما انتصر فيها الباطل ظاهريا، أما نهضة المهدي عجل الله تعالى فرجه فستكون الجولة الحاسمة التي ينتصر فيها الحق على الباطل، ويطبق الدين الإلهي في أرجاء المعمورة، وينتشر العدل في ظلاله، وتتحقق السعادة المنشودة في مسيرة التكامل البشري.
إن الشهيد الحسين عليه السلام جاهد وضحى وثار من أجل الله وفي سبيل الله فهو الوصي الثالث للنبي (ص) الذي أدى دوره المرسوم ووقف في وجه الانحراف الأموي بكل صراحة ووضوح، فكشف للناس انحراف حكامهم وللرعية ضلالهم وتراجعهم وتخاذلهم.
فجاءت نهضته هزة عنيفة أيقظت المسلمين من غفوتهم، وارشدتهم إلى صوابهم، وأوضحت لهم انحراف الدرب الذي يسلكونه مع حكامهم.
في الحقيقة إن الربط بين القضيتين، القضية الحسينية وقضية الامام المهدي عليهما السلام ربط وارتباط وثيق، فقد ورد في زيارة عاشوراء مرتين دعاء بطلب ثأر الامام الحسين عليه السلام والتوفيق لأخذ ثأر الامام الحسين عليه السلام مع مهدي ال محمد (ص).
والملاحظة الجميلة في هذه الزيارة أنه في بدايتها يطلب الداعي أو الزائر ان يرزقه الله توفيق أخذ ثأر الامام الحسين عليه السلام أما في نهاية الزيارة في المرة الثانية يتحول هذا الثأر إلى ثأري أي يوفقني الله لطلب ثأري هذه ملاحظة مهمة اي ان المؤمن يتحول إلى جزء أو يحمل هم أهل البيت ويصبح منهم فيصبح الثأر هو ثأره وهو ثأر الامام الحسين عليه السلام ثأر جميع الصالحين على مدى التاريخ وهو ثأر الله تبارك وتعالى.
من أوجه الالتقاء والشبه بين قضية المهدي والحسين عليهما السلام
أولا: ان الامام الحسين عليه السلام خرج على فرعون زمانه للأمر بالمعروف بنشر حقيقة الاسلام ومن يمثله وفضح جرائم وقبائح يزيد لعنه الله والنهي عن المنكر هو وقوفه عليه السلام ومحاربته مع قلة الناصر وخذلان من ينتسب للدين فكذلك الامام المهدي عليه السلام اذا ظهر سوف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالعلم والسيف اي بلغة الحاضر بالسلاح الحديث وسوف يقتل كل منافق.
ثانيا: قلة الناصر
ان أصحاب الامام الحسين عليه السلام هم قليلون جدا كان عددهم ثلاثة وسبعين مقارنة مع جيش ابن سعد كان عددهم على أقل الروايات ثلاثين ألفا مع وضوح الطريق لكن الإعلام الأموي وأئمة الضلال حاربوا الامام الحسين عليه السلام.
يخرج قاضي القضاة في الكوفة شريح القاضي ليفتي بحلية قتل الحسين عليه السلام وتغتر الهمج الرعاع لتلك العناوين الدينية البراقة وجمعت تلك الحشود عن طريق أئمة الضلال في عهد الحسين عليه السلام.
وسوف يحارب الامام المهدي عليه السلام بنفس الأسلوب، وهو الدق على الوتر الحساس الذي يمثل العمود الفقري للأمة الإسلامية ويقوم المعوجين وسوف يقولون للأمام:«يا بن فاطمة ارجع من حيث أتيت فإن الدين بخير» فيقومهم الإمام بسيفه.
ثالثا: إلقاء الحجة
ان الامام الحسين عليه السلام قد ألقى الحجة على المسلمين كافة وشيعة بني سفيان خاصة عندما كان في المدينة وعندما دخل إلى مكة فقد كشف للناس حقيقة خروجه على حكم يزيد لعنه الله.
لكن الناس بين مؤيد وناصر وجاحد ومعادي وما اكثر الكتب التي كتبت للأمام عليه السلام لكن السواد الأعظم قد خذل الامام عليه السلام.
وكذلك الامام المهدي عليه السلام سوف يلقي الحجة على القوم المسلمين وبالخصوص الشيعة.
رابعا: المجيء إلى العراق
ان الامام الحسين عليه السلام ترك مدينة جده رسول الله (ص) وجاء إلى العراق ليقاتل في تلك الأرض المقدسة ويمهد لولده المهدي ويقتل فيها، فكذلك الامام المهدي عليه السلام سوف يخرج من مكة والمدينة ويتجه نحو العراق وبالتحديد أرض كربلاء لكي تكون انطلاقة شرارة النهضة المهدوية.
اضافةتعليق
التعليقات