في كل واحد منا توجد تلك الحاجة الفطرية الى شخص آخر يلازمه، نميل الى ان يكون يشبهنا في الطباع والتصرفات ونوده ان يصاحبنا في اوقات الفراغ ويقاسمنا لحظات الحزن والفرح، يدعمنا في اوقات النجاح والنكبات.
ومهما احطنا بكم من العلاقات سنظل نشعر بشيء من الوحدة ان لم نكن نملك صديقاً!.
ان علاقة الصداقة يجب ان تكون مبنية على اسس معينة حتى تكون علاقة ناجحة وتحتاج الى ظروف معينة حتى تكون رصينة.
بداية الصديق اقرب لان يكون نفس واحدة تفرقها الاجساد، يكون لك كما يحب ان تكون له يرعاك في غيابك وحضورك ويحيط بحركاتك وسكناتك ويبدي لك النصح حتى وان لم تطلب منه ذلك.
يكون معك في السراء والضراء والغضب والراحة والفقر والغنى.
هو الذي ان كنت معه تفتخر بصحبته امام الملأ ويرفع شأنك بين الناس وروي عن اهل البيت (ع): "الصديق افضل عدة وابقى مودة".
واضافة الى الصديق المادي يمكننا اتخاذ بعض المعنويات اصدقاءا تكون لنا عوناً في الزمان واشار الى هذا ساداتنا الكرام في مواضع عدة منها:
ما روي عن مولانا الرضا (ع): انه قال "صديق كل امرأ عقله وعدوه جهله" التحف ص 442، اي العقل هو خير اصدقاء المرء على عكس الجهل الذي عد هنا بمنزلة العدو.
وكثيراً ما نسمع ان خير جليس في الزمان الكتاب!
فنرى ان هناك من يأنس بمطالعة وقراءة الكتب ويكتسب بمجالستها المنفعة ولربما تعود تلك المنفعة على جليسه الاخر من بني البشر ان جالسه لآحقاٍ.
والخلق الحسن لهو خير الاصحاب ان اتخذناه
فهو خير عون ومؤنس فلو تفكرنا وطبقنا اسس الصداقة معه وعزمنا على رفقته في كل المواطن وراقبناه في كلماتنا وحركاتنا لكنا بذلك تجاوزنا شطراً كبيراً من الوقوع في الاخطاء والزلل والنكبات ولأنقذنا من الكثير من السيئات منها الغضب وجفاء الناس وسوء معاملة الآخرين، قال الامام علي (ع): "حسن خلقك يخفف حسابك".
وبه يمتاز الناس فكلما تقربت من الخلق الحسن وبذلت له المودة كنت احسن الناس قال رسول الله (ص): "افضل الناس ايماناً احسنهم اخلاقاً".
فعلاقاتنا الاجتماعية كافة تتوقف على وصل هذا الرفيق (الخلق الحسن) فبكثر ما نواصله ونراعيه كان هو لباقي علاقتنا وديمومتها راعٍ.
اضافةتعليق
التعليقات