وان لقتلك حرارة في قلوبنا لن تبرد ابداً، هذا هو شهر الحزن يطرق ابوابنا مرة اخرى، لتلبي قلوبنا مناديَ الحزن والبكاء، فعاشوراء كانت وما زالت موسماً للجزع وابداء الحزن ظاهرً وباطناً، فالحزن فيه علامة الايمان، كما يقول رسول الله "بأبي قتيل كل عَبرة، اي ما ذكره مؤمن الا وبكى.
ان فهم فلسفة شهر محرم امرٌ صعب مستصعب لا يعقله الا من اراد الله به خيراً فقذف في قلبه حب الحسين وحب خدمته ونصرته على كافة الاصعدة وباحياء مبادئه ومجالسه!.
ان محرم ليس شهراً للنزاعات وابداء الرأي وابراز الانا كلٌ يتصارع لإعلاء رأيه وقناعاته ومن يَتبع ويُسقط الآخر حتى إنا وصلنا لمرحلة اسقاط الشعائر واحدة تلو الأخرى بمبررات واهية مرة لنرضي الطرف الآخر ومرة لنسد حاجة التطور والانفتاح ومرة فقط لانها لاتعجبنا!.
بل ان محرم فرصة لانظير لها لجميع البرية ليتداركوا انفسهم بتوبة او بتزود فهو الطريق الاسرع والاقرب الى الله لان سفينته؛ سفينة الحسين (ع) اسرع السفن واقربها للنجاة، فنرى ان قضية محرم ذات محاور عدة منها:
_عِبرة ودروس عدة من انطلاق الحسين (ع) لكربلاء وقيادته للركب لنصرة دين جده وعدم مبايعته ليزيد الطاغية لكي لايكون السلام على امة حاكمها شارب للخمر، فما اعطى بيده اعطاء الذليل بل رغم قلة الناصر برز باهله واخوته ليبين للعالم انه لابد ان يحق الحق فقاد الامة بدمه ونحره، واخلاقه مع عدوه ونصحه لهم حتى في آخر اللحظات واحلكها وتأدب اصحابه معه كل ذلك وقفات لأولي الالباب!.
ويقول السيد احمد الشيرازي في خطبة لاستقبال محرم "وهو شهر يطوي الزمن ليرتقي فيه التائب من قعر جهنم الى مرحلة الصديقين كما في الحر وموقفه وتوبته".
_وهو رحمة فدمعة على الحسين (ع) تطفي حر جهنم وبيت من الشعر في حقه بيت في الجنة لكاتبه والانفاق في حقه رزق مضاعف لباذله ورحمة في الآخرة، ويجب التنويه على ان الفقراء موجودين في كافة اشهر السنة وليس في محرم وصفر.
فلتصمت الاصوات التي تتعالى في ذلك وهم المتسترين بالدين يذمون الانفاق ويحاولون طمسه بطرق ملتوية ليثنوا الناس عن الاطعام وسقي الماء على حب الحسين (ع) رغم ان ذلك سنة من ائمتنا الاطهار، فأول من وضع المواكب كان مولانا الصادق حين كان في طريقه لكربلاء فأمر عبده ان ينصب خيمه ويبقى هنالك ينتظر لان احد زوار الحسين سيمر من هناك ويكون عطشاناً!.
فلا بأس في الانفاق على سيد الشهداء (ع) حتى وان كان اكثر من اللازم لان في ذلك احياء لعاشوراء وشعائره واطعام للفقراء فلا يرى في هذين الشهرين جائع او محتاج كلٌ يأكل من خير الحسين (ع).
شعائر الحسين (ع) هي كما يقال "مستحب حفظت الف واجب" فنحن مدينون لشعائر الامام الحسين فهي من حفظت الدين فحافظوا عليها فمحرم وصفر وقتٌ خاص للإحياء، احياء الشعائر، واظهار الحزن فأهل البيت لم يكونوا يرون ضاحكين ابداً في هذا الشهر ويحرصون على اقامة المجالس ولبس السواد وتعريف العالم بماجرى في كربلاء، فابراز المظلومية طريقة اسرع لدعوة العالم للاسلام واحقيته!.
اضافةتعليق
التعليقات
بغداد2017-09-24