كان هنالك شاب مشرد بلابيت ولا وطن يتيم الأبوين، طرد من الملجأ الذي تبنى تربيته بسبب سوء تصرفاته وخلقه لكنه احب ان يكمل دراسته الجامعية رغم كل الظروف..
وبينما كان هو بجمع من اصدقائه الذين تعرف عليهم منذ يومين من دوامه، احب ان يلفت الانظار اليه ويشعر بنشوة التميز بينهم، فقال لهم: انكم لاتعرفون شيء عني سأسرد لكم باختصار انجازاتي والمواقف الطريفة التي مررت بها في حياتي، وخير دليل دفتر المذكرات هذا !فلقد دونت فيه كل شيء بتفاصيله الدقيقة، فعندما استهل يقرأ ويقرأ، بدا الغضب واضحاً على وجوه احد زملائه الجدد
وقاطعه صارخاً بوجهه: "توقف ياهذا، انه دفتري الذي اضعته خلال انتقالنا للبيت الجديد فمن اين احضرته!؟".
دهش الجميع ولاذ الآخر بالخجل ورمى الدفتر هارباً، وتبين لاحقاً انه سرق تاريخ غيره لمّا رآه مرمياً ليفتخر به على من هم لايعرفونه!.
الحكمة لربما تبدو جلية ووجه الشبه واضح من هذه القصة بيننا وبين الطرف الآخر فعالم التشيع يشكل غالبية في العراق، ويملك تعداد سكاني لابأس به عالمياً وله تاريخ عريق وسير عظماء ومواقف كفيلة بأن تجعله اقوى العوالم واقواها، الا اننا نلاحظ الضعف والاهتزازوالتقهقهر الى الوراء والاعتماد على تاريخ الغير واكتشافاتهم من الاعم الاغلب بسبب الجهل الفضيع بأحقية واستحقاقية هذا المذهب المقدس.
رغم ان اهل البيت (ص) تركوا لنا موسوعة عظيمة تشمل كل العلوم المختلفة من الطب والهندسة والاقتصاد والتاريخ الا إننا اهملناها ولم نعيرها اية اهمية، وحاولوا بناء عقيدة قوية وايمان راسخ فينا بالمبادئ التي تركوها.
اليوم نستطيع نحن بما نملك ان نحيي تراثنا وتاريخنا فلو اخذنا على سبيل المثال التقويم واعتماد الايام العالمية واسباب تسميتها لوجدنا اسبابها واهنة والشخصيات التي خلفها لاتمد للاسلام ولعالمنا والشيعة بصلة وصرنا نهتم اليها معهم كهمج رعاع وما يفترض منا ذلك!.
علينا ان ننتفض ونتدارك اجيالنا القادمة ونبث للعالم من خلال تقديس مقدساتنا ماهية التشيع فينبغي ان يكون تقويمنا العالمي يضم:-
_اليوم العالمي الاسلامي وهو يوم ولادة نبي الرحمة (ص) منقذ الامة.
_يوم الأب العالمي وهو يوم ولادة مولانا امير المؤمنين (ع) فلقد قال له الرسول (ص): ياعلي انا وانت ابوا هذه الأمة.
_يوم المرأة العالمي وعيد الأم يجب ان يكون يوم ميلاد الزهراء (ع) فهي سيدة النساء وخير قدوة وأسوة.
_نستطيع ان نجعل يوم عالمي للتكليف والحجاب وهو يوم ميلاد السيدة زينب فهي كيان العفة.
_وعيد الحب من الاحرى ان يكون يوم زواج النورين ليكون يوم السكينة الزوجية العالمي.
_علينا ان نجعل من يوم ميلاد الحسن (ع) يوم للإنفاق العالمي فهو كريم آل محمد (ع).
وهناك اساسيات من المهم ان نثبتها:
"١ محرم" لنجعله يوم عالمي للبس السواد لقول الامام الصادق (ع): اذا هل هلال المحرم نشرت الملائكة ثوب الحسين وهو ملطخ بدمائه فنراه نحن وشيعتنا بعين البصيرة لا البصر.
"١٠ محرم" يوم الحزن والحداد وابداء الحزن وترك كل الاعمال على قدر المستطاع فهو يوم استشهاد اباعبد الله، وذكرت الروايات كراهية انجاز اي عمل فيه والانشغال عن مصيبة سيد الشهداء (ع).
"٥صفر" يوم الطفولة العالمي ومراعاة حقوق الاطفال كرامة لسيدة رقية لنبلغ العالم اجمع ان في هذا اليوم استشهدت طفلة على رأس ابيها المذبوح.
"٢٠صفر" المارثون العالمي للمشي نحو كربلاء، لنوجه دعوة للعالم اجمع للمشاركة بهذه المسيرة العظيمة نحو سيد الشهداء، ليطلعوا من خلالها بصورة مقربة على الانفاق والتفاني والمؤاخاة لشيعة آل محمد وعظم القضية الحسينية وقوة التشيع بحشوده المليونية.
نحن اليوم بحاجة الى قفزات كما يقول السيد مرتضى الشيرازي (قدس سره) وليس تقدم بطيء، نحتاج الى انتفاضات معنوية وسط هذا العالم المتلاطم السرعة، ويجب ان نتيقن اننا نستطيع اذا آمنّا بأهدافنا وانفسنا، فنحن إن توحدنا وتركنا توافه الخلافات صرنا قوة محال ان تضعف يوما ما.
اضافةتعليق
التعليقات