قال تعالى:"وتلك الايام نداولها للناس".
من معاني هذه الآية المباركة:
. أولاً: البشارة
. ثانياً: إلانذار
فكلٌ منا يعاني مشكلة في حياته..
فيقول أحد الشعراء:
قلُ لمن تلقآه يشكو الماً
ليتَ شعري هذه الدنيا لمن ؟
الدنيا دار بلاء وماخُلق الإنسان فيها لتكون محط سعادته ، وأنما لتكون جسراً لنعيم دارٍ خُلقنا من أجلها..
ولكن الانسان يتقوقع حول مشكلته ويُوهم عقله إنها ابديّة ولايمكن إنَّ تنتهي..
وهنا الجواب القرآني يُبين إن أيام المشاكل والانتكاسات والحزن لاتبقى،
فهذه بشارة للمؤمنين جميعا.
فيجب على المؤمن أن يكون واثقاً بالله وبلطفه وعنايتهِ حتى وإن كانت أشدَ المشكلات،
فلا يظن أحدنا أنها حالة ثابته فهنالك سُنة التحويل والتبديل
والمؤمن مُحسن الظن لا ييأس من روح الله.
ففي دعاء كميل " إن وضعتني بالنار لاضجنَ إليك ضجيجَ الآملين. "
اي إن الأنسان المؤمن حتى إن وُضع بالنار يبقى آملاً وراجياً رحمة ربه التي وسعت كل شيء
الانذار: أما المفهوم الثاني للأية هو
وهذا من معانيه إن المؤمن الحقيقي هو من لا تغرّه الدنيا بزينتها وزُخرفها وإن الدنيا هي دار زوال لاتدوم لصاحبها مهما طالت به الايام،
فأن الله يتفضل عليكم بكرمه فلا تعتقد بدوام النعمة،
ففي البيت الشعري تجلي للمعنى المذكور:
رأيت الدهر مؤتلفاً يدور
فلا حزن يدوم ولاسرور
وقد بنت الملوك قصوراً فما
بقي الملوك ولا القصور.
.. إن العين هذة النعمة الكبيرة لا تعتقد إنها دائمة
، فهنالك أكثر من مئة وخمسون مليون أعمى
فالثروة والامنَ والصحة هذه النعم معرضة للخطر
والزوال.
ولكن كيف ترفعٓ الخطر ؟
وكيف تضمن بقاءه ؟
تتخلص الإجابة بالالتزام بالاوامر اللالهية
والتي منها:
أولاً: عدم الظلم.
."لا تظلمنّ ما كنتَ مَقدوُراً فـ الظلمِ آخرهُ يدعو إلى الندمِ"
ففرعون كان من المقرر ان يعيش ثلاثمائة سنة ولكن الله قصف عمره بسبب الظلم.
ثانياً :عدم الذنب.
إن للذنوب آثاراً دنيوية واخروية وإن من آثاره الدنيوية غضب الله وقسوة القلب ونقصان العمر
وحلول النقم وزوال النعم،
فعن الامام الصادق "صلوات الله عليه":
ما أنعم الله على عبد نعمةً فسلبها إيّاه حتّى يذنب ذنباً يستحقّ بذلك السلب.
ثالثاً: عدم كفران النعمة.
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: كُفرُ النِّعْمَةِ مُزيلُهـا وَشُكرُهـا مُستَدِيمُهـا.
فعندما ينعم الله على عبده يجب عليه ان يقابلها بالشكر لتدوم،
ففي قوله تعالى:
"لِئّن شَكرَّتُمْ لَأزِيَدَنكُمْ " فبالشكر تدوم النعم.
وبذلك يجب علينا ان لا نغفل عن شكر المنعم الخالق،
لتفضله علينا بمنه وكرمه.
: الاشفاق على عباد الله. رابعاً
فالود والرحمة من علامات المؤمن التي تجعله ممن يُنظر اليهم ويرحمهم لإنهم إتصفوا بالرحمة على غيرهم.
حيث مما وصى به أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو إن يتعامل المؤمن مع اخيه المؤمن بما يحب ان يعامل هو به من نظيره،
ففي قوله (ع): فإنّهم إمّا أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق،
أعطِهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ إن
يعطيك الله من عفوه وصفحه.
: الدعاء. خامساً
للدعاء شؤون ودلالات، فهو الواسطة بين العبد وربه به يتقرب ويزداد كمالاً وعندما يتزين الانسان ببحر الأدعية الزاخر بالعطاء يتحول الى نموذج للخير والصلاح فليس من آثار الدعاء رد البلاء وطلب الحاجة فقط ولكن من آثاره ان يبنى الانسان، ففي الادعية المأثورة عن أئمة الهدى وخير نموذج الصحيفة السجادية التي هي أجل من إن توصف وذلك لما حوت من معالم ودلالات وأسرار تربوية ومعنوية،
فكل فقرة من الدعاء فيها هي منهج متكامل يرقى بالانسان لأن يكون خير نموذج يجيد التصرف بحكمة في إدارة اموره وحياته.
اضافةتعليق
التعليقات