صوت الاذان ومدفع الافطار, اصغاء العائلة الى القرآن وتجلياته بانتباه بالغ, مشاهد اجتماعنا حول مائدة الافطار, احاديث ايام زمان، احاسيس ومشاعر روحانية جميلة يبعثها فينا الشهر الكريم, ففي حياة كل منا طقوس وعادات خاصة في شهر رمضان تغير نظام حياته بل حتى مشاعره, لنعيش اجواء هذا الشهر الكريم ليس كباقي الأشهر..
(بشرى حياة) أعدت هذه الجولة الاستطلاعية للتعرف على ما يعنيه هذا الشهر الفضيل لدى المسلمين بالنسبة لهم..
أجواء روحانية
"رمضان يعني ان اعيش اجواء روحانية ايمانية, يتوجب ان نعيشها بكل تفاصيلها لمدة ثلاثين يوما من صوم وقراءة القرآن وخصوصا قبيل السحور, ولا انكر الهموم والمعاناة التي قد تؤثر على اجواء هذا الشهر المبارك لكن يبقى رمضان بالنسبة لي شهرا مميزا عن باقي اشهر السنة".
هذا ما قالته زينب جبر (موظفة) مضيفتا بقولها: "ان رمضان كان ومازال فرصة لتجمع العائلة حول مائدة الافطار, والاستمتاع بحديث ابائنا عن ذكرياتهم عندما كانوا صغارا, وانا تلهف شوقا لطقوس شهر رمضان وانتظرها بفارغ الصبر من كل عام".
ختمت حديثها: "اعاده الله علينا باليمن والبركة".
وعن لحظات السحر الجميلة حدثتنا ام جعفر (ربة بيت): "لا اجد احلى من صوت قارع الطبول قبيل الفجر حتى أصحو على صوته وأقوم بتحضير وجبة السحور ثم أنادي على زوجي وأطفالي للسحور وبعدها للصلاة".
متابعة: "بانها تعشق هذه اللحظات وتحن إليها دائما, داعية من الباري عز وجل ان يحمي هذا البلد من نيل الارهاب ويحفظ جنودنا في ساحات المعركة ويقويهم على صيام الشهر الفضيل ويردهم الى ذويهم سالمين ويرحم شهدائنا الابرار".
بين الأمس واليوم
من ناحيتها تعترف ام كرار (موظفة) بأنها لم تعد تشعر بهذا الشهر الكريم كما كانت في السابق لتقول: "لقد تغير كل شيء وبشكل مقصود رمضان في السابق وليس الآن وبصدق كم اتمنى ان تعود هذه الايام لأشعر بشهر رمضان من جديد لأنه كان له طعم لا يوصف".
وعن سبب ما ذكرته قالت: "لقد كانت العوائل تجتمع بحفاوة اكبر أما اليوم ارى ان الهواتف ووسائل التواصل هي مقر اجتماعهم والكثير من المتغيرات قد غيرت ما لرمضان بين الأمس واليوم".
الإدمان على التلفزيون
اما ابو صادق صاحب محل ملابس يقول ماقتا للتلفاز: "لقد اصبح اليوم التلفاز جزءاً لا ينفصل عن حياتنا اليومية, فكيف الحال في رمضان والإعلام بأسره يكون متأهبا لهذا الشهر طوال السنة, لعرض مسلسلات لا تنتهي بعيدة عن فضائل الشهر الكريم ولا تمت الى قدسيته".
بينما قالت هبة صاحب (موظفة): "اصبح الكثير مدمنين على متابعة التلفزيون وخصوصا ربات البيوت فهن يقضين وقتهن بمشاهدة التلفزيون, بينما الموظفة تكون منكبة في عملها صباحا وبعد العودة تنشغل في التحضيرات التي تسبق الإفطار والسحور".
ومن جهتها قالت منال وائل (معلمة): "ان شهر رمضان شهر رحمة للعالمين, يجب علينا ان نستنزف كل طاقاتنا لإحياء أيامه الكريمة والمباركة, فقد نزل به القرآن الكريم, وهذا أول ما علينا ان نقوم به, وهو ختمة القران بعيدا عن أي شيء يلهينا لأنه شهر عبادة وليس شهر تحضير لانواع اصناف الطعام وتعداد المسلسلات التي يدمن عليها الصغير والكبير بهوس من دون تفكير بما يتناسب مع طقوس وشعائر هذا الشهر االفضيل".
أفضل العبادات
من جانبه شاركنا الشيخ عبد الرزاق محمد علي حول فضيلة هذا الشهر قائلا: "ان فضيلة هذا الشهر لا تعد واهمها ليالي القدر العظيمة التي يجهل فضلها اغلب الناس, كما يعد صيام شهر رمضان افضل العبادات بعد الصلاة في تزكية النفس".
واضاف: "كما يعد شهر رمضان من أكثر الشهور الهجرية المباركةً وخصوصيةً لدى المسلمين، لكون الله عز وجل فرض به الصيام كواحدة من العبادات التي تقرب المسلم من ربه وتزيد في حسناته وتدخله الجنة، بالإضافة إلى كون الصيام في هذا الشهر واحد من الأركان الخمس التي يقوم عليها الإسلام إلى جانب الصلاة والزكاة".
وتابع : "وقد تميز شهر رمضان عن غيره من الشهور الهجرية بعدد من الفرائض التي جعلها الله تعالى حصراً في هذا الشهر، والتي تتمثل في الصوم، وصدقة الفطر، حيث يتوجب على كل مسلم عاقل ومقتدر على تقديم صدقة الفطر عنه وعن أفراد عائلته الذين يعيلهم، مع ضرورة تقديم الصدقة لفقراء المسلمين والمحتاجين, وقد امتاز هذا الشهر العظيم كما روي بأنه تفتح الجنة فيه وتغلق النار، فيكون للمسلم الفرصة الكبرى في تجنب المعاصي والتقرب من الله تعالى بالعبادات والطاعات التي تقربه من الجنة وتبعده عن النار, وقدم الله تعالى لصائم رمضان إيمانا واحتسابا وثوابا عظيما وهو غفران الذنوب السابقة لصوم رمضان، إلا أن الصوم هنا لا يعني صوم المعدة فقط، بل يمتد ليشمل صوم اللسان والعقل والقلب والحواس عن ارتكاب المعاصي والذنوب".
ختم حديثه: "نسأل الله ان يتقبل صيامنا في هذا الشهر العظيم ويبارك لنا في أيامنا القابلة, وان يكون هذا الشهر فاتحة خير وبارقة من الأمل نحو الأفضل".
اضافةتعليق
التعليقات