تعددت وتنوعت الأعمال اليدوية بشتى أنواعها وجمالياتها وتتصف بأنها دقيقة التفاصيل وتأخذ وقتاً طويلاً وجهداً من الشخص نفسه وبوجود أصغر خطأ يمكن أن يؤدي بالعمل اليدوي إلى التكديس وتفقد امكانية شراء الفرد لها وحتى السائح عندما يلاحظ أقل تفصيلية خاطئة لن يشتريها لأن العين دائما ما تركز على النقطة السوداء في الورقة البيضاء.
ومبدأ الأعمال اليدوية على هذا الأساس علماً أن المواد الأولية لها تكون غالية الثمن بالتالي تكون القطعة أغلى من القطع العادية أو التجارية وغالباً تكون الأعمال اليدوية أشياء كمالية وثانوية مثل قطع الديكور المنحوتة والشموع المصنوعة يدوياً وأعمال مادة السيراميك من القلائد والحلي وميداليات الحقائب والحقائب المحاكة يدوياً بخيوط الكروشي وغيرها من التفاصيل الكثيرة التي لو صنفناها يتم احتسابها ضمن الكماليات.
والعالم حالياً يواجه التضخم الاقتصادي وينقسم الأفراد إلى فئتين أحدهما تتجه نحو هوس التسوق والفئة الأخرى التي هي محور الحديث التي تتجه نحو التقليل فيحاول التقليل من الكماليات وعدم شرائها أساساً خاصةً أن التصميم الداخلي للبيوت الحديثة تعتمد على قلة التفاصيل وكثرة البياض أو المساحات المفتوحة كون البيوت بدأت تصغر مساحتها لكثرة الأعداد السكانية على الكرة الأرضية وكثرة الأشياء تقلل من مساحة البيت وتستنزف من طاقته بالتالي الميل إلى التقليل في الأشياء يعني أولاً عدم شراء الكماليات والثانويات التي تشمل الأعمال اليدوية.
وهنا تحديداً جاء الوقت لكل شخص يعمل بالأعمال اليدوية التحول إلى العالم الرقمي والعمل من خلاله سواء بالتسويق الالكتروني أو التسويق بالعمولة أو تعلم المهارات الالكترونية كالتصميم الصوري والمونتاج وبرمجة التطبيقات وبرمجة واجهات الويب وكذلك يعتبر برمجة أدوات الذكاء الصناعي والأمن السيبراني أحدث الأعمال البرمجية المطلوبة بشدة في سوق العمل وبرواتب مجزية وغيرها من الأعمال الالكترونية ذات الدخل العالي التي تحتاج هذه المهارات التي يمكن لأي شخص أن يتعلمها خلال ثلاث ساعات يومياً على مدار أربعة أشهر بمجموع ما يقارب 300 ساعة تدريبة كفيلة بأن تحول حياة إنسان كاملة من المجهود العالي والدخل القليل إلى مجهود قليل ودخل عالي وعدد الساعات.
هذا ليس مستحيلاً فالطالب الجامعي ينفق خلال أربع سنوات أو أكثر من عمره عشرة أضعاف هذا الوقت ليحصل على وظيفة براتب متوسط أما هذه الوظائف تتميز بكونها ذات دخل جيد، خاصة نحن في عصر يسمى "عصر العمل بالبجامة" أي الأعمال الحاسوبية عن بعد التي لا تطلب سوى مهارة وحاسوب وشبكة انترنت جيدة وذكاء لمعرفة استثمار هذا المثلث الذي يعتبره البعض مثلث المال الذي يجلب السعادة ولو جزئياً ومن يقول أن المال لا يجلب السعادة أعطه مفاتيح سيارة مارسيدس من الطراز الأخير وأخبره بأنه هدية له وعندئذ أخبره بأن المال لا يجلب السعادة.
إن الاعتماد على قاعدة (اعمل بذكاء لا تعمل بجهد) وهذه القاعدة خاضعة لكل مفاصل حياتنا فالتعامل مع الأعمال بطريقة ذكية ومفهومة وشاملة يوفر عليك الوقت والجهد كما أن التحول الرقمي ساعد على ذلك فالكثير يستعمل السبائك المعدنية التي تسمى بالهواتف لأغراض مضيعة للعمر والوقت وفئة أخرى تستثمرها لتقديم خدمات وأعمال والحصول على مصادر دخل متعددة فالذكي من يُخرج المال من الحديد والغبي من يضيع المال عليه.
وهذا النطاق لا يشمل فقط الأعمال اليدوية على المستوى الفردي إنما على مستوى منظمات ومؤسسات دولية وشركات عالمية فـسابقاً كانت المعاملات في الدوائر ورقية وختم يدوي وتوقع وبصمة وللأسف مازالت موجودة حتى الآن في العراق في حين كانت دول الخليج والأردن وقطر السباقة في عملية الرقمنة أو التحول الرقمي التي من أهم فوائدها:
(رؤية قابلة للتنفيذ، أكثر عمقاً على أساس التحليلات، عمليات أسرع وأكثر كفاءة، زيادة القدرات، خفض التكاليف، تحسين السلامة والجودة والإنتاجية) كما يمكن لأي نشاط تجاري تقريبًا في أي سوق أن يستفيد من التحسينات التشغيلية المدفوعة رقميًا التي تخلق قيمة أكبر للعملاء والموظفين والشركاء وتقلل من عدد الموظفين فالحاسوب المبرمج سيقوم بالكثير من الأعمال بإشراف موظف واحد.
ومن أهم الأمثلة على التحول الرقمي هي (مجالات التصنيع، البيع بالتجزئة، الرعاية الصحية، المدن الذكية، المدارس الالكترونية، المراكز الثقافية عن بعد، وأهمها مواقع التعلم عن بعد مثل منصات كورسيرا، يو دي مي، إدراك، ومنصات التوظيف الالكتروني مثل لنكدن ومستقل وغيرها) إذاً قبل أن يبدأ الفرد بالبحث عن وظيفة يجب أن يطور مهارة تخصصية مطلوبة بالتالي سيكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد.
اضافةتعليق
التعليقات