تتسم التجمعات العائلية التي تقام في موسم الأعياد بطريقة خاصة لإبراز طباع كل شخص.
رغم أن طلب قضاء بعض الوقت بعيدًا عن العائلة قد يبدو محرجًا، إلا أنه أمر ضروري بالنسبة للعديد من الأشخاص، الذين يجدون أنفسهم بحاجة إلى توازن في وقتهم خلال التفاعلات الاجتماعية بموسم العطلات.
وترى نسبة 46% من الأمريكيين أنهم يحصلون على وقت أقل بمفردهم خلال فترة العطلات، وفقًا لاستطلاع جديد أجراه مركز "ويكسنر" الطبي وكلية الطب بجامعة ولاية أوهايو.
وأوضحت صوفي لازاروس، وهي عالمة نفس لدى قسم الطب النفسي والصحة السلوكية في ولاية أوهايو الأمريكية، وواحدة من مطوري ومراجعي الاستطلاع أنه "لدينا الكثير من المدخلات، والمتطلبات، والضغوط بشكل عام التي تتزايد خلال العطلات، لذلك من المهم للغاية أن تكون منتبهًا لحاجتك إلى قضاء وقت بمفردك".
وكشف الاستطلاع، الذي أُجري في أوائل أكتوبر/تشرين الأول بمشاركة 1،004 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا وأكثر، أن 56% من المشاركين يعتقدون أن الوقت الذي يقضونه بمفردهم أمر بالغ الأهمية لصحتهم النفسية.
ويمكن أن يختلف الوقت الذي تقضيه بمفردك بشكل كبير من شخص لآخر. وبالنسبة لبعض الأشخاص، يتعلق الأمر ببساطة بالابتعاد جسديًا عن الناس، بينما بالنسبة للآخرين، يتعلق الأمر بالقدرة على الانفصال أثناء تواجدك مع الآخرين، وفقًا لما ذكره الدكتور راماني دورفاسولا، وهو عالم نفس مرخّص وأستاذ علم النفس الفخري في جامعة ولاية كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
ولمعرفة ما إذا كان الوقت الذي تقضيه بمفردك يمنحك الطاقة أو يستنزف طاقتك، يقترح دورفاسولا تخصيص يوم كامل أو عطلة نهاية الأسبوع لنفسك فقط، ومراقبة تأثير ذلك على عواطفك.
وإذا شعرت بالتجدّد بعد قضاء بعض الوقت بمفردك، فضع أولوية لتخصيص المزيد من الوقت لذلك. أما إذا شعرت أن العزلة مرهقة، فقد تكون علامة للاعتماد على العلاقات الاجتماعية بشكل متكرّر.
وبهدف الاسترخاء أثناء قضاء الوقت بمفردك، تقترح لازاروس ممارسة أنشطة مثل كتابة اليوميات، والتأمل، وممارسة الرياضة، للمساعدة في تجديد طاقتك، والتمكن من أن تكون أكثر حضورًا عند إعادة التواصل مع الآخرين.
رغم أن قضاء الوقت بمفردك أمر بالغ الأهمية لتنظيم المشاعر، إلا أنه لا يزال من الصعب الابتعاد عن الآخرين عندما تكون محاطًا بأحبائك الذين نادرا ما تراهم.
وقال دورفاسولا: "يعتقد الناس أحيانًا أنهم غير اجتماعيين أو غير ودودين إذا احتاجوا بعض الوقت الخاص لأنفسهم، ويخشون من جرح مشاعر الآخرين".
لكن أخذ الوقت للانعزال قليلا خلال التجمعات العائلية يمكن أن يمنع الإحباطات البسيطة من التأثير على الروابط العميقة.
في الواقع، تقول نسبة 36% من الناس إنهم أكثر انفعالًا لأنهم لا يحصلون على وقت كافٍ بمفردهم، وفقًا للاستطلاع.
مع ذلك، هناك طرق خفية لقضاء الوقت بمفردك، مثل المشي أو القيام بمهمة فردية، أو الاستيقاظ مبكرًا للحظة من السلام قبل أن يبدأ الجميع يومهم.
وتقترح لازاروس أيضًا أخذ بضع دقائق إضافية لغسل يديك أو التنفس بعمق في سيارتك قبل التوجه إلى مناسبة اجتماعية لإعادة ضبط حالتك النفسية.
وتؤكد الدكتورة فالون غودمان، وهي أستاذة مساعدة في علم النفس وعلوم الدماغ بجامعة جورج واشنطن أن بعض العطلات المحددة قد تكون فرصة لقضاء الوقت المنفرد، قائلة: "في ليلة رأس السنة، على سبيل المثال، يتأمل الناس في إنجازاتهم وتحدياتهم خلال العام السابق، ويضعون أهدافًا لدخول العام الجديد بعزم". حسب cnn عربية
اضافةتعليق
التعليقات