على شرفات البنفسج وفي دهاليز النور ينبثق الفجر المؤذن برحلة إلى عالم السموات، لم أجد بدا من الركوب على غيمة من الغيوم، لتأخذني عبر أثير القلوب، متجهة بي نحو اتجاه بوصلتي.
كنت قد أبردني شعور الإشتياق لأهل البيت، فرأيت أن أذكر مقاماتهم لعل الفؤاد يخفق بالحنين لمقام يكون اتجاه البوصلة، وقبلة للفؤاد وشمعة تضيء لي النار في القلب.
عبر الغسق ذكرت الحسين، رقية والعباس والسجاد و الأكبر، فتراءت لي سيدتي التي كنت أزورها في طفولتي وصباي عندما كنا نشتاق لبراءة الجوري وشذى الزعفران، عندما نسرح في أنهر عذبة من طفولة، سيدة عاشت ما بين إمامين وقمر وعمتها زينب، ماذا يمكن أن تحتوي من إعجاز في سنيها الأربعة من عمر عند الله أكبر ومقام ارفع؟ .
سيدتي أشتاق إليك، وأنت ترسلين لي نفحات باردة من الحب تثلج الصدر، وتقلب الكيان تصبّر وتحب وتشتاق، نفحات ترسم حياتنا بالألوان، وها أنا رغم بعد المسافة، أسكن جوارك أتنفس عبير اشتياقك، وأروي ظما اللهفة بكلماتي.
أخذتني بوصلتي إليك إلى مقامك وقبتك البيضاء وسماواتك الزرقاء وساحات مرقدك المرمرية، بطهر الوجدان.
اشتقت للزيارة حيث تحملنا المحبة عبر رصيف العمر إلى بدايته فنخرج من مرقدك برونق الطفولة، التي تعلّم الإباء والحب والشموخ .
فالله سبحانه قد جعل ثورتك للظلم بأن تلتحقي بأبيك، و تلتقين معه في جنان الخلد حيث لا مكان فيه للظالمين والقساة وعبدة الطاغوت و الازلام .
أتراها ترجع أياما نزورك فيها بعد أن يحل السلام وتركد الحروب وينقشع ضباب الوحشة فنزورك آمنين كما ندخل رياض الله، مطمئنين؟
عسى ولعل أن تدوم أغصان الأشجار بالسجود للرحمن، لنمتطي سفينة منها تأخذنا إليك، ونعود محمّلين إلى الحسين سلاما واشتياقا، رغم وجودكما معا عند الله سبحانه، لكنها تراتيل الحزن في مواسم الولادة تبعث أحلاما وآمالا بغدٍ موعود.
اضافةتعليق
التعليقات