• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أصناف الناس قرآنياً.. بين سلم التكامل والتسافل ٤

فاطمة الركابي / الثلاثاء 07 كانون الثاني 2025 / اسلاميات / 675
شارك الموضوع :

هذه الآية تبين المعنى السلبي للفتح الإلهي الذي ظاهره خير وباطنه خذلان وسلب للتوفيق

عادة مفردة [الفتح] توحي لأمر كله خير وتجلب في النفس الاستبشار، ولكن عندما نعود إلى ثقافة القرآن الكريم نجد فيها أمور لافتة ألا وهو، أولاً إن الفتح فعلاً إلهي محض، لا يصدر عن غيره فعادة ما تأتي بهذا الخطاب {فَتَحْنا} {بِما فَتَحَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ}، ثانياً إنها تأتي في مورد الخير والتوفيق وفي مورد الاستدراج والخذلان، ثالثاً إن أشكال هذا الفتح تختلف حسب من يُفتح له، حيث ينقسم الناس إلى أصناف الناس هم:

الصنف الأول: الغافلين الناسين للذكر وفتح الاستدراج، قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ}(الانعام:٤٤)، هذه الآية تبين المعنى السلبي للفتح الإلهي الذي ظاهره خير وباطنه خذلان وسلب للتوفيق، أما السبب فنجده في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَ لكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}(الأنعام:٣٤).

فوجه من وجوه تذكير الله تعالى لعباده هو أن يبتليه بالبأساء والضراء لغرض أن يلتفت هذا الانسان لنفسه الغافلة عنه سبحانه - أي كما عللت الآية بـ {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}- فإن انتبه وحقق العودة لن يشمل بهذا الفتح، أما من لا يأخذ بالتذكرة ولا يبصر الموعظة، ولا يلتفت إلى رسائل الله تعالى وتنبيهاته، ويصر على أن يبقى على ما هو عليه لقسوة أصابت قلبه، ولتزيين من الشيطان قد جمل له عمله، هنا عبرت الآية بأن الله تعالى يفتح له كل الأبواب، وتتيسر له الأمور فيفرح بها وما هي إلا استدراج، ومن بعدها يأتيهم العذاب بغته حيث يقفون أمامه متحيرون حيث لا يستطيعون رده أو دفعه عنهم.

الصنف الثاني: الذاكرين والمتذكرين وفتح البركات، قال تعالى: {وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ}(الأعراف:٩٦)، هنا نرى في قبال ذلك الفتح هناك فتح ايجابي ممدوح، لكنه مشروط بتحقيق التضرع لله تعالى أي الايمان بأن لا ملجئ إلا إليه ولا رقيب وحسيب إلا هو، وهم من أهل التذكر إذا مسهم طائف من الشيطان -لا أنهم يقعون في الأعمال التي يزينها لهم الشيطان كما في الصنف الأول-، وذلك بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ}(الأعراف: ٢٠١).

فإن تحقيق الإيمان والتقوى يوجب الفتح الإلهي لكن ليس في كل شيء دنيوي بل الآية عبرت عن الفتح الذي سيناله هذا الصنف بأنه فتح مخصوص ببركة من السماء والأرض، وهذه من العلامات الفارقة بين الفتحين، فإن كان الفتح في كل شيء لن يكون معه اطمئنان في النفس، بل سيرافقه -كما عبرت الآية فرح - وعادة يرافق الفرح غفلة، فتراه منشغلاً بهذا الفتح وراكضاً وراء تحصيله، ولكن الفتح الذي فيه بركات منه سبحانه سيكون فتح عطاء ممزوج باستقرار وسكينة لمن فتح له، فيزداد به ذكراً وقرباً.

الصنف الثالث: هذا الصنف يمكن أن نستلهمه من شكل الفتح في الصنف الثاني وهي البركة، ومقدماته وهي الذكر الذي لا غفلة ولا نسيان معه، فهناك صنف من الناس الله تعالى لا يفتح عليهم البركات بل يجعلهم بركة كما وُصِف نبي من أنبيائه بقوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ}(مريم:٣١)، هنا هؤلاء من جعل الله تعالى ذواتهم مباركة ووجودهم يفتح البركات للخلق.

وأعلى مصاديق هذا الجعل الالهي هم محمد وآله (صلوات الله عليهم) لأنهم وصلوا إلى أعلى درجات الذكر، إذ أن الذكر قد اختلط في وجودهم فأصبحوا هم الذكر وأهله، كما جاء عن رسول الله (صلی الله علیه وآله) في تفسير قوله تعالى: {وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}(النحل: ٤٣)، إنه قال: "الذِّکْرُ أَنَا وَ الْأَئِمَّةُ (علیهم السلام) أَهْلُ الذِّکْرِ"(١)‌.

وكشاهد روائي نختم به هذا الصنف هو هذا النص الذي يوصلنا إلى نفس هذه الحقيقة، فقد ورد عن يحيى الصنعاني قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وهو بمكة وهو يقشر موزاً ويطعم أبا جعفر (عليه السلام) فقلت له: "جعلت فداك هو المولود المبارك؟ قال: نعم، يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه "(٢).

__________
(١) الكافي: ج١، ص٢١٠.
(٢) بحار الأنوار : ج ٥٠، ص ٣٥.


القرآن
الايمان
المجتمع
الدين
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عقل المستقبل

    بين الفن والإيمان: حوار مع الفنانة رهاف السعيدي

    انخفاض عدد ساعات النوم يرفع من أخطار أمراض القلب

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    الأسر القوية.. ماهيتها وأهميتها

    ألوف الجزيئات البلاستيكية.. رئتاك تستنشقان الخطر!

    آخر القراءات

    جمعية المودة والإزدهار تزرع البسمة على شفاه أطفال مرضى السرطان

    النشر : الأثنين 06 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    كيف تزرع ثقة النفس في طفلك؟

    النشر : الثلاثاء 26 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    للحلمِ بقية

    النشر : السبت 12 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    أهمية السرد القصصي للأطفال

    النشر : السبت 25 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    قراءة في كتاب: لنبدأ من جديد

    النشر : السبت 15 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    الأطفال يتوارثون الذكاء من الأمهات وليس من الآباء

    النشر : الأحد 09 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 57 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 865 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 551 مشاهدات

    أطفالنا والزراعة.. تأثير البستنة في تنشئة الأطفال

    • 392 مشاهدات

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    • 370 مشاهدات

    الخيانة في الولاء للخونة: قراءة في حديث الإمام الجواد

    • 366 مشاهدات

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    • 345 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3841 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 955 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 865 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 758 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 551 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 540 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عقل المستقبل
    • منذ 5 ساعة
    بين الفن والإيمان: حوار مع الفنانة رهاف السعيدي
    • منذ 5 ساعة
    انخفاض عدد ساعات النوم يرفع من أخطار أمراض القلب
    • منذ 6 ساعة
    حب الصيف واجب وطني وإيماني
    • السبت 31 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة