جميعنا على دراية تامة بأن البطاريات المستخدمة في أجهزة تحكم التلفاز والتكييف وغيرها هي جزء ميت عديم الفائدة لو لم يتم وضعهُ في مكانه الصحيح أو حتى لو تم وضعه بطريقة معاكسة.. كذلك طاقات الشباب لو لم يتم وضعها بمكانها وشكلها الصحيح ستكون طاقة ميتة شبه مهدورة.
فإن البلاد المتقدمة هي بفضل الإدارة الجادة والفعلية لاستثمار الطاقات الشبابية. الطاقة الشابة هي طاقة متجددة لا تنضب ورأس مال بشري ممتاز لجعل الدول في أرقى المستويات عن طريق توفير مساحات وفرص لانطلاقهم في تقديم منتوج فكري تنموي اقتصادي.. الاهتمام بتوجهاتهم الفكرية وآرائهم وجعل النخبة منهم من صناع القرار في الدولة.
إن عملية تكوين شاب واعي ذكي قادر على اتخاذ قرار صائب ومؤثر تبدأ من الاهتمام به وبشخصيته في بداية العقد الثاني من عمره وهو عمل مشترك بحت بين الدولة والمدرسة والعائلة والبيئة التي يعيش فيها فلكل جهة من هذه الجهات لها سطوتها وأثرها الإيجابي أو السلبي في صقل شخصية لها توجهاتها وأبعادها واهتماماتها.
إن إنشاء برنامج عمل شبابي شامل لكل النواحي، ويعطي الأولوية لإتاحة ’’الأنشطة الترفيهية‘‘باعتبارها ضرورية للنمو النفسي والمعرفي والجسدي للشباب (العقل السليم في الجسم السليم).
فـ مع ازدياد عدد الشباب الذين يكبرون في عالم مترابط تقنياً، فإنهم يطمحون إلى التعمق أكثر في الشؤون السياسية والمدنية والاجتماعية، وتصبح إتاحة الأماكن المهتمة بهم وتيسير الوصول إليها أكثر أهمية لجعل هذا الأمر واقعاً معاشاً له أهميتهُ في تكوين خطوات مهمة للنهوض بواقع يؤول إلى الهاوية.
إن التطورات التكنلوجية والتحديثات الجديدة المستمرة في ظهورها عملت على اشغال الكثير من العقول وهدر الطاقات وعملت على تنويم مغناطيسي للرغبة في التغيير أو التطوير لأن هذه السبائك وفرت كل وسائل الترفيه وبأسهل طرق استخدام وبأقل تكلفة وتقدم كل ما هو مرغوب ثم جاءت جائحة كورونا لتزيد على النار حطباً فقد سببت الكثير من المعرقلات التي تحول دون تقدم وتنمية فئة كبيرة من الشباب والشابات وحتى جعلت الكثير منهم يفقدون عملهم.
أما بالوقت الحالي أصبحت الجائحة جزء من الحياة الحديثة وإن عملية التكييف معها هو من أفضل السبل للاستمرار والتقدم كما أن استثمار كل ما هو متاح في هذه الأجهزة بكل تحديثاتها فرصة كبيرة توفر عناء التنقل بغية التعلم واكتساب المهارات فكل ما يريده الشاب لو فعلاً أراده فهو متاح له.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غادياً في حالين، إما عالماً أو متعلماً، فإن لم يفعل فرَّط وضيّع، فإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمداً بالحق"1*.
فالمنافسة الحقيقية دائماً ما تكون بين ما تقوم بعمله وما أنت قادر على عمله، فالنجاح ليست سلعة احتكارية على أحدهم إنما هي مُلك لمن يرغب ثم يحاول ويقاوم ويستمر حتى ينجح.
ختاماً ما يستطيع العقل البشري استيعابه والإيمان به، حتماً يمكنه تحقيقه.
اضافةتعليق
التعليقات