السؤال الذي يطرح نفسهُ هنا ما هي ضرورة التفكير الإيجابي؟
في الواقع يسعى الإنسان دائمًا إلى أن تكون حياتهُ مليئة بالسعادة والرفاهية والنجاح المتواصل، ولذلك يُحاول جاهدًا أن يجلب لنفسهِ ولغيرهِ الخير والمصالح المادية والمعنوية، وأن يدفع عن نفسهِ الضرر والمفاسد، وإن ما يُمكن الإنسان من الوصول إلى مرادهِ أن يقوم بادئ ذي بدء بتحسين مستوياته الفكرية وذلك بتبني منهج فكري سليم عن نفسه وعن مجتمعه وعن الحياة بصفة عامة، وأن يدرب نفسه على التخلي عن الأفكار السلبية التي تُحد من قدراته والتي تضيع جهوده في سبيل تحقيق ما يصبو إليه من أهداف في حياته.
ويؤكد المختصون على ذلك بقولهم: ومن هنا نُدرك أهميه التفكير الإيجابي في الإنسان يستطيع أن يقرر طريقة تفكيره فإذا فكر إيجابيًا يستطيع أن يزيل الكثير من المشاعر غير المرغوب بها والتي ربما تُعيقه من تحقيق الأفضل لنفسه ويرتبط الإتجاه العقلي الإيجابي إرتباطًا وثيقًا بالنجاح في كل مجال من مجالات الحياة وإن معرفة تفاعل العقل الواعي والعقل الباطن سوف يجعل الإنسان قادرًا على تحويل حياته كلها فعندما يفكر العقل بطريقة صحيحة وعندما يفهم الحقيقة وتكون الأفكار المودعة في بنك العقل الباطن أفكارًا بناءةً وبينها إنسجام وخالية من الإضطراب فإن القوى الفاعلية العجيبة سوف تستجيب وتجلب أوضاعًا وظروفًا ملائمة والأفضل في كل شيء ولكي يغير الإنسان الظروف الخارجية فإنه يتعين عليه أن يغير السبب والسبب هو الطريقة التي يستخدم بها الإنسان عقله.
وهو الوسيلة التي يفكر بها الإنسان ويتصورها في عقله- وصدق الله العلي العظيم حيثُ يقول: (إن الله لا يغيرُ ما بقوم حتى يُغيروا ما بِأنفُسِهِم) فإنهُ لا يُغير نعمة أو بؤسًا ولا يغير عزًا أو ذلة ولا يُغير مكانة أو مهانة إلا أن يُغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليهِ نفوسهم وأعمالهم.
وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون ولكن ما يقع عليهم يترتب على ما يكون منهم، وإنها الحقيقة تلقي على البشر تبعة ثقيلة؛ فقد قضت مشيئة الله وجارت بها سنتهُ أن تترتب مشيئة الله بالبشرة على تصرف هؤلاء البشر وأنتم فيهم سنته بناء على تعرضهم لهذه السنة بسلوكهم والتصريح في هذا لا يَحتمل التأويل وهو يحمل كذلك إلى جانب التبعة دليل التكريم لهذا المخلوق الذي إقتضت مشيئة الله أن يكون هو بعمله أداة التنفيذ لمشيئة الله فيه.
يقول علماء الإجتماع والنفس لكي تحقق النجاح وتعيش سعيدًا وتحيا حياة متوازنة يجب أن يشمل تغيير طريقة تفكيرك وأسلوب حياتك ونظرتك إتجاه نفسك والناس والأشياء والمواقف التي تحدث لك واستعد دائمًا إلى تطوير جميع جوانب حياتك ويجب عليك أن تعلم أن أي تغيير في حياتك يحدث أولًا في داخلك في الطريقة التي تفكر بها والتي تُسبب لك ثورة ذهنية كبيرة قد تجعل حياتك سعادة أو تعاسة.
ويقولون أيضًا في التفكير الإيجابي هو البعث عن إستنباط الأفضل وهو سر الأداء العالي ويعزز بيئة العمل بالإنفتاح والصدق والثقة، إذ يدعك التفكير الإيجابي تختار من قائمة أهداف الحياة المستقبل الأفضل الذي يحقق أهدافك، تأكد أن التغيير الإيجابي البناء الذي تجريه داخل نفسك سوف يكون له الأثر النافع في شخصيتك وفي كافة نشاطاتك.
أن تكون مفكرًا إيجابيًا يعني أن تقلق بشكل أقل وتستمتع أكثر وأن تنظر للجانب المضيء بدلًا من أن تملأ رأسك بالأفكار السوداء وتختارأن تكون سعيدًا بدلًا من الحزن، وواجبك الأول أن يكون شعورك الداخلي طيبًا.
إنَ العقل يمتلك فكرة واحدة في أي وقت فإذا أدخلنا في عقولنا فكرة إيجابية أخرجت الفكرة السلبية التي تقابلها، إن العقل لا يقبل الفُراغ فإذا لم نملأهُ بالأفكار الإيجابية فسوف تمنع الأفكار السلبية.
إنَ هذه الإيجابيات في عقولنا ومشاعرنا تصنع في حياتنا: الإيجابية والتفاؤل والطاقة، والقدرة على الدفاع عن النفس وصد الهجوم الذي يصدر إلينا من شياطين الإنس والجن، وأكبر منهما حديث النفس.
عندما نفكر بطريقة إيجابية تنجذب إلينا المواقف الإيجابية، والعكس يحدث عندما نفكر بطريقة سلبية فإننا نجذب إلينا المواقف السلبية.
إن الشخص الذي يفكر إيجابيًا ويعتمد على نفسهِ فينظر نظرة متفائلة يستطيع أن يستهوي ما حولهُ فعلًا ويطلق القدرات التي تحقق الهدف ويبحث التفكير الإيجابي عن القيمة والفائدة وهو تفكير بناء توالدي، وتصدر من المقترحات الملموسة والعملية حيث يجعل الإنسان الأشياء تعمل وهدفه هو الفعالية والبناء...
مقتبس من كتاب{حديث مع الشباب} للكاتب-ناصر حسين الأسدي
اضافةتعليق
التعليقات